واشنطن تختبر جاهزيتها النووية وتطلق أكبر مناورات في بحر الصين
• صواريخ على قاعدة أميركية في شرق سورية
كثّف الجيش الأميركي تحركاته على جبهات عدة مع تصاعد التوتر حول العالم من أوروبا إلى الصين وصولا إلى الشرق الأوسط. وبدأت الولايات المتحدة، أمس، اختبار الجاهزية النووية السنوي «الرعد العالمي» (Global Thunder 23)، مع تزايد التهديدات النووية، خصوصا من قبل روسيا التي أعلنت أخيرا أنها ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا على حدود «الناتو»، كما هددت أكثر من مرة باستخدام السلاح النووي في حال تعرّضها لهجوم.
وأعلنت القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة، في بيان، أن التدريبات تهدف إلى «تعزيز الاستعداد النووي، وضمان قوة ردع استراتيجي آمنة وموثوقة»، موضحة أنها ستشمل زيادة في رحلات الطائرات القاذفة، إضافة إلى الدفاع الصاروخي.
وأكدت القيادة الاستراتيجية الأميركية أن المناورات النووية ليست موجهة ضد أحد، وتهدف لاختبار الجاهزية، مشيرة إلى أنه إضافة إلى الجيش الأميركي، سيشارك في المناورات الجيش البريطاني.
على جبهة أخرى، بدأ أمس أكثر من 17 ألف جندي فلبيني وأميركي أكبر مناورات عسكرية مشتركة على الإطلاق في البحر الجنوبي الذي تدّعي بكين ملكيته بالكامل تقريباً، في حين أبقت الصين معدات عسكرية بحالة جاهزية في محيط تايوان، رغم إعلانها، أمس الأول، انتهاء مناورات شملت تدريبات على تطويق شبه الجزيرة وضرب أهداف حيوية فيها.
وستضم المناورات الأميركية - الفلبينية استخدام طائرات مروحية عسكرية في تدريبات بجزيرة فلبينية قبالة الطرف الشمالي لجزيرة لوزون الرئيسية على بعد 300 كيلومتر (180 ميلاً) من تايوان، إضافة إلى عملية إنزال برمائية على جزيرة بالاوان الغربية، وهي أقرب منطقة فلبينية إلى جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي، حيث تتركز فيها النزاعات المتداخلة بين بكين ومانيلا وعدد من دول المنطقة.
ويشارك الأميركيون خلال التدريبات بصواريخ باتريوت، التي تعتبر من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم، إضافة إلى نظام الصواريخ الدقيقة «هيمارس»، بينما ستشارك القوات المسلحة الفلبينية مقاتلاتها النفاثة «إف إيه -50 بي إتش» وأنظمة المدفعية والفرقاطات الصاروخية.
وانتقدت وزارة الخارجية الصينية المناورات الفلبينية - الأميركية، وقالت إنها «يجب ألا تتدخل في نزاعات البحر الجنوبي، فضلا عن إلحاق الضرر بسيادة أراضينا وحقوقنا البحرية ومصالحنا الأمنية».
في المقابل، صرح المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ ون بين، بأن التعاون العسكري مع روسيا ليس موجهاً ضد أية دولة، ولا يشكل خطراً على أحد، رداً على التقرير السنوي لوزارة الخارجية اليابانية المسمى بالكتاب الأزرق، والذي اعتبر أن الإجراءات المشتركة للقوات المسلحة الصينية والروسية بالقرب من الحدود اليابانية تشكّل مصدر قلق لأمن اليابان.
وتزامن ذلك، مع عقد الصين واليابان الجولة الـ 15 من المشاورات الرفيعة المستوى حول الشؤون البحرية في طوكيو أمس الأول، حيث تبادلتا وجهات النظر حول الشؤون البحرية بطريقة شاملة ومعمقة.
وفي الشرق الأوسط، حيث انضمت الغواصة النووية «فلوريدا» القادرة على حمل 154 صاروخ توماهوك لدعم الأسطول الخامس في الرد المحتمل على التهديد الإيراني، تعرضت قاعدة أميركية في حقل كونيكو شرق سورية لهجوم صاروخي مساء أمس الأول، فيما أفادت معلومات بأن التحالف الدولي أسقط كذلك مسيرة إيرانية فوق الحقل. وردت القوات الأميركية على مصدر الصواريخ.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنها تحقق في هجوم بطائرة مسيّرة استهدف موكباً يضم أميركيين في محافظة السليمانية الجمعة الماضي.
وكانت تقارير اتهمت تركيا بإطلاق مسيرة على محيط مطار السليمانية، فيما كان مظلوم عبدي، قائد قوات سورية الديموقراطية (قسد)، يغادر المنطقة بعد اجتماع مع مسؤولين أكراد وعسكريين أميركيين.