بعد زيارة مماثلة لوفد فني سعودي إلى إيران لبحث إعادة فتح السفارة السعوية في طهران والقنصلية في مشهد بموجب اتفاق بكين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران المقطوعة منذ 2016، وصل وفد فني إيراني إلى العاصمة السعودية أمس في مسعى لإعادة فتح السفارة الإيرانية هناك قبل موسم الحج في يونيو المقبل، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني.
وتأتي زيارة الوفد الإيراني بعدما وضع البلدان مهلة شهرين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بالكامل، وقد التقى وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان في بكين في 4 الجاري، في خطوة تظهر تسارع المساعي لتحقيق المصالحة.
وكانت مصادر إيرانية أفادت بأن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يسعى لزيارة السعودية خلال موسم الحج تلبية لدعوة تلقاها من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
جاءت زيارة الوفد الإيراني بعد ساعات فقط من زيارة كبير الجمهوريين في لجنة الموازنة بمجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام إلى المملكة ولقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي تلقى كذلك اتصالاً من مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، تطرق إلى ملفات إيران واليمن والعلاقات الثنائية بين البلدين، مع تزايد الحديث عن شعور واشنطن بالتهميش خصوصاً بعدما رعت بكين المصالحة السعودية ـ الإيرانية واتجاه الرياض لتطبيع علاقتها مع سورية وهو ما لا تزال واشنطن ترفضه.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن زيارة غراهام مثلت تراجعاً ملحوظاً عن تصريحات سابقة قال فيها إنه لن يزور المملكة أبداً، ووجه انتقادات لاذعة لولي العهد السعودي، إلا أن غراهام قال بعد اللقاء في بيان: «هناك فرصة تعزيز العلاقات الأميركية ـ السعودية حقيقية والإصلاحات الجارية في المملكة حقيقية أيضاً».
وأشار إلى إمكانية «الارتقاء بالعلاقات الأميركية ــ السعودية إلى المستوى التالي، الأمر الذي سيعود بنفع اقتصادي هائل على البلدين وسيساهم بتحقيق الاستقرار المطلوب بشدة في هذه المنطقة المضطربة».
وأعرب عن تقديره لشراء المملكة ما قيمته 37 مليار دولار من طائرات بوينغ 787 المصنوعة في كارولينا الجنوبية (ولاية المشرع الأميركي) لشركة طيران الرياض الوليدة، معتبراً أن «مثل هذه الاستثمارات تغير قواعد اللعبة».
في المقابل، قال البيت الأبيض، في بيان، إن «سوليفان وبن سلمان ناقشا عدداً من الأمور العالمية والإقليمية، ومن بينها الدبلوماسية الجارية المتعلقة بإنهاء الحرب في اليمن والتوجهات الأوسع نطاقاً لوقف التصعيد في المنطقة بينما شددا على ضرورة الحفاظ على قوة ردع للتهديدات من إيران ومناطق أخرى. وأعاد سوليفان التأكيد على التزام الرئيس جو بايدن الثابت بضمان عدم حصول إيران أبداً على سلاح نووي».
ورحب سوليفان «بجهود المملكة غير العادية لمتابعة خريطة طريق أكثر شمولاً لإنهاء الحرب وعرض دعم الولايات المتحدة الكامل لهذه الجهود»، مشيراً إلى أن المبعوث الخاص تيم ليندركينغ سيزور المنطقة للمتابعة.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ويليام بيرنز قال أمس الأول إن «هناك الكثير من القوى المتوسطة الحجم تحاول اكتشاف موقعها في العالم الجديد وهذا لا ينبغي أن يفاجئنا»، مضيفاً أن «إنهاء الحرب في اليمن سيكون جيداً للمنطقة، ولكن يجب اختبار حسابات إيران من وراء هذا التفاهم».
ولفت المسؤول الاستخباري إلى أن «الصين لديها الكثير من الاهتمام في المنطقة وخصوصاً في الخليج»، مضيفاً أن «القيادة الإيرانية لم تقرر بعد تفعيل البرنامج النووي العسكري، وأن إيران على بعد أسبوعين من تخصيب الكمية الكافية من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية واحدة».
المقداد في جدة عشية اجتماع خليجي - عربي حول سورية
في خطوة جاءت بعد تبادل للزيارات غير المعلنة بين مسؤولين من البلدين، وصل إلى جدة، أمس، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، عشية اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن، مخصص لبحث إعادة سورية للجامعة العربية في القمة العربية المقررة في 19 مايو المقبل بالرياض.
ومن المقرر أن يجري المقداد محادثات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان «تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سورية»، حسبما أعلنت وكالة الأنباء السعودية.
وكانت «الجريدة» كشفت، نقلاً عن مصدر دبلوماسي، أن الكويت تؤيد أي قرار بالاجتماع الوزاري لإعادة سورية إلى الجامعة العربية.