مع استمرار التوتر العسكري حول تايوان، رغم إعلان بكين اختتام تدريبات عسكرية، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ القوات المسلحة، أمس، إلى تعزيز تدريباتها، استعداداً لـ «قتال فعلي».

وقال جينبينغ، خلال زيارته قاعدة بحرية في جنوب الصين، «سندافع عن سيادتنا الإقليمية وحقوقنا البحرية، ونسعى جاهدين للحفاظ على الاستقرار بالمناطق المجاورة»، مضيفاً: «قواتنا ستعزز التدريب العسكري القتالي».

وفي خطوة تُظهر استعراضا للقوة، تخطط الصين لفرض منطقة حظر طيران من جانب واحد شمال تايوان يوم الأحد، وهو ما سيؤثر على ما بين 60 و70 بالمئة من الرحلات الجوية بين شمال وجنوب شرق آسيا، وكذلك الرحلات الجوية بين تايوان وكوريا الجنوبية واليابان وأميركا الشمالية، حسب التقديرات.
Ad


وأكد الجيش التايواني أن منطقة الحظر الجوي ستكون ضمن منطقة تحديد الدفاع الجوي له على بُعد 85 ميلاً بحرياً من شمال الجزيرة.

وأعلنت وزارة النقل التايوانية أن «الصين أقامت بصورة أحادية منطقة حظر جوي في مناطق تتقاطع فيها العديد من المسارات الدولية، بذريعة أنشطة فضائية».

استمرار الضغط

وفي تأكيد لاستمرار التصعيد، بعد لقاء رئيسة تايوان ورئيس مجلس النواب الأميركي، أشارت الصين، أمس، إلى أنها ستواصل الضغط على تايوان بعد التدريبات العسكرية الواسعة النطاق التي أجرتها أخيرا.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الشؤون التايوانية في بكين، تشو فنغليان: «لن نترك أي مجال لأي صورة من صور الأنشطة الانفصالية التايوانية»، مؤكدة أن التدريبات كانت بمنزلة تحذير صارم لمن يدعو إلى الاستقلال في تايوان ولـ «التدخل الأجنبي».

وأضافت: «سنتخذ إجراءات حازمة لإحباط أي تدخّل خارجي وسلوك انفصالي، ولحماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي».

ورغم إعلان الصين نهاية التدريبات، التي شملت عدداً قياسياً بلغ 54 طلعة جوية إلى مناطق حساسة حول تايوان، هي الأكبر منذ أغسطس الماضي، واصلت البحرية الصينية «تدريباً قتالياً فعلياً» حول الجزيرة.

وأوضح التلفزيون الحكومي أن بضعة سفن حربية «واصلت القيام بتدريبات قتالية فعلية في المياه حول تايوان لاختبار القدرات التنظيمية والقيادية للقادة على جميع المستويات والفعالية القتالية للأسلحة والمعدات».

غزو 2027

إلى ذلك، اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، أن أمر الرئيس الصيني للجيش بأن يستعد لغزو تايوان في 2027 لا يعني أن الحرب ستكون حتمية في ذلك العام، ولكن يجب الاستعداد لكل الاحتمالات.

وقال بيرنز: «الرئيس الصيني وقادته العسكريون يشكون في أن إمكاناتهم الحالية ستسمح لهم بالسيطرة على تايوان بتكاليف مقبولة»، مضيفاً: «لن أقلل من طموحاته في السيطرة على الجزيرة، لأنه مازال يحاول تعزيز سلطاته، ولا يبدو أن هناك من ينافسه في القيادة أو يمكنه أن يسائله بشأن أحكامه السياسية».

وأكد بيرنز أن الصين منافس هائل للولايات المتحدة، وحذّر من خطأ التقليل من أهمية ما يعنيه ذلك، مشيراً إلى أن اعتماد روسيا على الصين يتزايد.

وفيما تنشغل تايوان بانتخاباتها المقبلة، إذ أعلن الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم، أمس، ترشيح نائب الرئيس وليام لاي الذي يعتمد نهجاً أكثر تشدداً حيال الاستقلال، بدأ وفد صيني زيارة لهندوراس، بعد أقل من 3 أسابيع على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وقطع علاقتها مع تايوان لبحث إمكانية التعاون الاقتصادي. كما أعلنت «الخارجية» الصينية إن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يزوران بكين من اليوم إلى 15 الجاري. ويأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بكين برفقة مفوضة الاتحاد الأوروبي الألمانية أورسولا فون ديرلاين. ومع بدء أكبر مناورات عسكرية مشتركة بمشاركة أكثر من 17600 جندي، تعهدت الولايات المتحدة، أمس الأول، بالدفاع عن الفلبين في بحر الصين الجنوبي ضد أي ترهيب أو إكراه.

وفي مؤتمر صحافي مشترك نادر في واشنطن، شدد وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن، ونظيراهما الفلبينيان إنريكي مانالو وكارليتو جالفيز الابن على متانة تحالفهما، وأعلنوا عن مناورات جديدة في بحر الصين الجنوبي هذا العام، وستشمل دولاً أخرى، وتعهدوا بتنفيذ خطط دورياتهم المشتركة في المياه المتنازع عليها.

وأعرب المسؤولون الأميركيون والفلبينيون عن «اعتراضاتهم القوية» على المطالبات البحرية غير القانونية للصين وأنشطتها الاستفزازية، وقيامها باستصلاح المزيد من الأراضي في المناطق غير المأهولة بجزر سبراتلي.