بعد نفيها أي ضلوع لها في الحادثة، اعتبرت موسكو أمس، أن الوثائق الأميركية السرّية المسرّبة التي تشمل معلومات عن النزاع في أوكرانيا، قد تكون في الواقع «تزويراً» يغذّي حملة تضليل من جانب الولايات المتحدة تهدف إلى «خداع» روسيا، في حين تعهدت واشنطن بـ «قلب كل حجر» حتى معرفة مصدر التسريب ومداه.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إنه «نظراً إلى أنّ الولايات المتحدة جزء أساسي من الصراع (في أوكرانيا)، وتشنّ في الواقع حرباً هجينة ضدّنا، فمن الممكن أن تخدع هذه الأساليب العدو، أي الاتحاد الروسي».

Ad

وأجرى وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن، أمس الأول، محادثات مع نظيريهما الأوكرانيين في وقت تسعى الولايات المتحدة لطمأنة حلفائها، ومن بينهم أوكرانيا بعد تسريب الوثائق.

وفي كييف، التي صدرت عنها إشارات متضاربة حول كيفية تأثير الوثائق التي شكك بعضها في جاهزية جيشها لشن هجوم مضاد ضد القوات الروسية كان متوقعاً خلال الربيع، تحدث رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، للمرة الأولى عن إمكانية تأخير الهجوم إلى آخر الصيف المقبل، مشيراً إلى الحاجة لأن تكون البلاد «مستعدة 100 في المئة، بل وأكثر» لشن الهجوم.

وأفادت إحدى الوثائق بأنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية المتوسطة والبعيدة المدى مؤلفة بنسبة 89 في المئة من منظومتي إس إيه - 10، وإس إيه -11، اللتين تعودان إلى الحقبة السوفياتية، وقد تنفد صواريخهما قريباً.

وكشفت وثيقة جديدة أن صربيا وافقت على توريد أسلحة إلى كييف، أو أنها أرسلتها بالفعل إليها، وكثيراً ما كانت صربيا حليفاً موثوقاً به لروسيا، وباستثناء بيلاروسيا، فصربيا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي لم يحذُ حذو الغرب في فرض عقوبات على موسكو.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» وثيقة جديدة تضم تحليلاً أجرته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية يحدد 4 سيناريوهات مفترضة، وكيف يمكن أن تؤثر على مسار الصراع بأوكرانيا في حال وقوعها، وتشمل هذه السيناريوهات الافتراضية مقتل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتغيير قيادة القوات المسلحة الروسية، وضربات أوكرانية على الكرملين.

وتتوقع الوثيقة، التي يعود تاريخها إلى فبراير، أن يطول أمد الحرب، كما توضح أن كل سيناريو من تلك السيناريوهات التي يصعب التنبؤ بما قد يسفر عنها قد يقود إلى نتيجة مختلفة، إذ قد تؤدي إلى تصعيد الصراع، أو إطلاق مفاوضات تضع حداً له، وربما لا يكون لها تأثير يُذكَر على مسار الحرب.

ووفق تقرير «نيويورك تايمز»، فإن استهداف الكرملين بضربة عسكرية أوكرانية، قد يدفع بوتين إلى إطلاق تعبئة عسكرية واسعة النطاق، والنظر في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، أو قد يثير مخاوف الشعب الروسي ويدفع بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب.

وقالت «نيويورك تايمز» إن التحليل أُعد لمساعدة ضباط الجيش وصناع القرار والمشرعين الأميركيين على التفكير في النتائج المحتملة للأحداث الكبرى في أثناء تقييمهم للخيارات المتاحة لهم.