ظهر اسمها على الملصقات الدعائية لأول مرة كوجه جديد في فيلم "يوم الحساب” (1962)، إخراج عبدالرحمن الشريف، وبطولة النجمة سميرة أحمد، وعماد حمدي، وكمال صلاح الدين، وفاخر فاخر، وسميحة أيوب، وتوفيق الدقن، لتتوالى فيما بعد أعمالها الفنية المتميزة.
الخواجاية
عملت الفنانة آمال رمزي مع كبار النجوم على خشبة المسرح، وقدَّمت نحو 30 عملاً مسرحيا، بدأتها بالانضمام إلى فرقة نجيب الريحاني في الستينيات، وشاركت مع الفنان عادل خيري ونجوم الفرقة في خمس مسرحيات هي "عباسية”، و”الدنيا على كف عفريت”، و”الرجالة مايعرفوش يكذبو”، و”بعدين في كده”، و”الحُكم بعد المداولة”.
وبعد أن تركت فرقة الريحاني، قدّمت مسرحيات "الكلامنجية” و”كدبة ولا كدبة” وغيرهما، وأطلق عليها فارس المسرح الفنان عبدالله غيث لقب "الخواجاية” بسبب ملامحها الأجنبية، وحين رآها الفنان نور الشريف على خشبة المسرح، وجدها تمتلك موهبة تمثيلية كبيرة، فلقبها بـ”الجريئة” لأنها لا تخشى الجمهور، وفي البداية غضبت منه، ولاحقا أحبت هذا اللقب.
كما أنها شاركت في عدد آخر من الأفلام السينمائية، من أشهرها "بديعة مصابني” (1975)، للمخرج حسن الإمام، من بطولة نادية لطفي وكمال الشناوي وفؤاد المهندس. و”البعض يذهب للمأذون مرتين” (1978) بطولة ميرفت أمين وعادل إمام وسمير غانم ولبلبة، كما لعبت دور "سلمى” الفتاة الشعبية في "التوت والنبوت (1986)، قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وسيناريو عصام الجمبلاطي، وإخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة عزت العلايلي وتيسير فهمي وحمدي غيث وسمير صبري وأمينة رزق. وظهرت آمال رمزي كضيفة شرف في فيلم "البيه البواب” (1987)، تأليف يوسف جوهر وإخراج حسن إبراهيم، وبطولة الفنان أحمد زكي وصفية العمري. وكان آخر أفلامها "شياطين الشرطة” عام 1992، تأليف سمير الرفاعي وإخراج سمير حافظ، وشارك في البطولة صلاح قابيل وسماح أنور وإبرهيم خان ونجوى فؤاد وحنان شوقي.
البحر والعطشانة
اتجهت الفنانة آمال رمزي إلى التلفزيون، وقدمت عددا كبيرا من الأعمال الدرامية، كان أولاها "أيام لها ذكرى” (1965)، تأليف فوزي إبراهيم وإخراج حافظ أمين، وبطولة الفنانة ليلى طاهر وتوفيق الدقن وجمالات زايد، وكمال حسين وعبدالمحسن سليم.
ومن أهم مسلسلاتها، "اسألوا الأستاذ شحاتة” (1968)، مع سمير صبري ومديحة حمدي والمخرج أحمد توفيق، و”التوأم” (1997) بطولة ليلى علوي ويوسف شعبان وأبوبكر عزت وماجد المصري، وإخراج مجدي أبوعميرة، و”البحر والعطشانة” (2012)، تأليف محمد الغيطي، وإخراج وائل فهمي عبدالحميد، وبطولة رولا سعد ومحمود قابيل ورجاء الجداوي.
كما شاركت في عدد من السهرات التلفزيونية، منها "المقعد الخلفي” (2003)، و”صورة تذكارية” (1999)، وفوازير "أعلام هند وبانيليا” عام 1997، مع أحمد السقا وعلاء ولي الدين، وكان آخر أعمالها على الشاشة الصغيرة مسلسل "عيش أحلامك” (2018) مع الفنان عبدالرحيم حسن، ومجموعة من الفنانين الشباب منهم منة المصري وشريف الخيّام ومحمود عامر، وإخراج أشرف الغزالي.
حلم التلميذةوُلِدت آمال رمزي بمدينة الإسكندرية الساحلية في 6 يونيو 1939، واسمها الحقيقي كمالات عباس نسيم، وهو اسم تركي اختاره لها جدها، ولصعوبة نطق الاسم كان الجميع ينادونها آمال، وعشقت التمثيل منذ صغرها لدرجة أنها كانت تقلّد مُعلّم اللغة العربية لزملائها بطريقة كوميدية، عندما يخرج من الفصل، وظلت تحلم أن تصبح فنانة مشهورة مثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
وبعد حصولها على الشهادة الإعدادية، توجهت إلى الإذاعية المصرية للتمثيل في الأعمال الدرامية، ولكن المسؤولين رفضوا طلبها، وأخبروها بضرورة الحصول على موافقة والدها، فذهبت التلميذة الصغيرة إلى الفنانة نادية لطفي التي قدمتها لأحد المخرجين ليجد لها دورا فنيا، ونجحت في اختبار الوقوف أمام الكاميرا من أول مرة، ولكن أسرتها اعترضت على عملها بالفن قبل أن تكمل تعليمها.
وأتمت "كمالات” دراستها المتوسطة "دبلوم تجارة”، وعملت كموظفة في شركة تأمين، لكنها أصرت على دخول مجال الفن، وحصلت على العديد من الأدوار الثانوية، وشاركت مع كبار نجوم ونجمات السينما، ولفتت أنظار المخرجين إلى موهبتها، ولكنها ظلت بعيدة عن أدوار البطولة المطلقة.
واختارت آمال اسم "رمزي” حبا وإعجابا بالفنان أحمد رمزي، ووصفته بأنه إنسان راقٍ في التمثيل والحياة، ومتعاون مع زملائه، ووافق النجم على منحها لقبه، وداعبها قائلا: "كده بقينا اخوات”، وشاركت معه في العديد من الأفلام، منها "جدعان حارتنا” (1965)، بطولة محمد عوض وآمال فريد وأمين الهنيدي وإخراج عبدالرحمن شريف.
الفن والزواجتزوجت آمال رمزي أربع مرات، وكان أول من اكتشفها في التمثيل زوجها الأول المخرج كمال الدين صلاح، فهناك صلة قرابة تجمعهما من ناحية الأم، وذات يوم جاء لزياتهم، فقالت له والدتها: "البنت المجنونة دي بتروح كل يوم لمواقع التصوير وعاوزة تمثل”، فقال لها: "طالما هي غاوية وتحب المجال نعمل لها اختبار”.
وكان صلاح يجهز لفيلم جديد، وبالفعل نجحت آمال في الاختبار، وأسند لها دورا في هذا الفيلم، وتطور إعجابه بها، فتقدم لها وقال لوالدتها: "إيه رأيك أريحك منها وأتجوزها؟” ووقتها كانت في العشرين من عمرها، وساعدها كمنتج في عدة أفلام، وانفصلت عنه بعد 25 عاما من الزواج.
وكشفت رمزي كواليس خلافاتها مع زوجها الأول، ووقتها كانت تعتبر الفنانة ماري منيب بمثابة والدتها، وتشتكي لها من سلوك زوجها، فنصحتها بالبُعد عن الغيرة العمياء، خاصة أنه كان كريما معها طوال فترة زواجهما، والمفاجأة أنه بعد أن طلقها، وزع ثروته على أبنائه من زوجته الأولى، وقال لشقيقها: "أختك تقدر تعتمد على نفسها”.
وأدركت عاشقة التمثيل أنها كانت ستعاني لو قررت الاعتزال، ولكنها عملت بنصيحة الفنانة عقيلة راتب، بألا تترك الفن من أجل الزواج، لأن الزوج يمكن أن يتركها، لكن الفن لا يترك محبيه.
وتزوجت آمال رمزي للمرة الثانية من تاجر مجوهرات، وظلت معه لمدة ثماني سنوات، ثم تزوجت من مهندس ومقاول كبير، ولكنه تُوفي بعد زواج طويل تخطى عشر سنوات، وكان آخر أزواجها الأربعة اللواء محسن عشماوي، وتُوفي عام 2020.
الإجهاض والأمومة
في العام الماضي، شاركت الفنانة الكبيرة في مسرحية "قمر الغجر” للكاتب محمود مكي، وإخراج عمرو دوارة، وبطولة الفنانة رانيا يوسف، وعُرضت على مسرح البالون، وتتناول كواليس حياة الغجر المليئة بالقصص والحكايات، وعلاقتهم بمَنْ حولهم.
وتحتفل آمال رمزي هذا العام بعيد ميلادها الرابع والثمانين، ولا تزال في كامل نضارتها وتألقها الفني، وترفض الخضوغ لعمليات التجميل، واعترفت النجمة المظلومة أنها تعرضت للإجهاض 15 مرة، وحُرِمت من الإنجاب خلال زيجاتها الأربع، ولكن لديها ثلاثة أبناء تقوم بتربيتهم، وهم أولاد شقيقها، وعوضت بهم حرمانها من الأمومة.
اتهام في قضية «الرقيق الأبيض» ينتهي بالبراءة
اتهمت الفنانة آمال رمزي في قضية شهيرة خلال فترة السبعينيات، وحينها أثارت ضجة كبيرة في الشارع المصري، وعرفت بقضية "الرقيق الأبيض” وكانت تضم عددا كبيرا من الفنانات، تتقدمهن ميمي شكيب.بدأت تفاصيل تلك القضية في يناير 1974، حين اقتحمت قوات الأمن شقة ميمي شكيب، وألقت القبض عليها برفقة 8 فنانات، وجاء في محضر الضبط أن تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب أفادت بوجود شبكة دعارة تقودها الفنانة المذكورة.
وتناقلت الصحف الخبر وتصاعدت أصوات في شوارع القاهرة، وتسابق الناس على شراء الجرائد ومطالعة تفاصيل القضية المثيرة والتحقيقات فيها بفضول شديد، لأنها كانت القضية الأولى من نوعها.
ونشرت جريدة "المساء” المصرية يوم 23 يناير 1974، تفاصيل القضية التي اتُهمت فيها الفنانة المعروفة أمينة شكيب الشهيرة بميمي شكيب، وضمت ثماني فنانات بينهن آمال رمزي وسامية شكري وزيزي مصطفى وناهد يسري ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفني.
وتسارعت مجريات القضية، لمدة ستة أشهر حتى قررت المحكمة في 16 يوليو 1974 تبرئة ميمي شكيب وكل الفنانات المتهمات، مستندة في حكمها على أنه جرى القبض عليهن أثناء جلسة عادية لشرب القهوة.
وكشفت الفنانة آمال رمزي تفاصيل اتهامها مع هؤلاء الفنانات بعد حوالي 50 عاما على القضية، وذكرت أنه تم تلفيق التهمة لها للانتقام من الفنانة ميمي شكيب المتهمة الأولى في القضية.
وقالت رمزي خلال استضافتها، في برنامج "نص الكلام” الذي تقدمه الإعلامية راغدة شلهوب عبر قناة "النهار”: "القضية لُفِقت لي ولعدد من الفتيات بسبب انتقام أحد الأشخاص من الفنانة ميمي شكيب بعدما رفضت استكمال علاقتها معه، وحصلنا على البراءة بعدها بشهرين”.
«أجلح وأملح» لقاء تمثيلي مع نجوم الدراما الكويتية
في عام 1970، شاركت الفنانة آمال رمزي في المسلسل الكويتي "أجلح وأملح”، مع الفنانين عبدالحسين عبدالرضا ومحمد المنصور، ومجموعة كبيرة من نجوم الدراما الكويتية، منهم محمد جابر وعلي المفيدي وصالح حمد وعائشة إبراهيم وأحمد مساعد وعبدالعزيز الفهد وإبراهيم الصلال وعبدالله خريبط وزكية الخنجي ومريم الغضبان وعبدالعزيز النمش وكنعان حمد ولطفي عبدالحميد ويوسف درويش وأحمد الصالح، ومن مصر الفنانة خيرية أحمد.والمسلسل من تأليف عبدالحسين عبدالرضا وإخراج حمدي فريد، وتدور أحداثه في قالب من الفكاهة والكوميديا حول الشقيقين أجلح وأملح (عبدالحسين عبدالرضا ومحمد المنصور) اللذين يعانيان صعوبة في العثور على وظائف، ويتعرضان لمواقف شديدة الغرابة.
مجنونة السينما تطارد نادية لطفي في محل الكوافير
تعلقت آمال رمزي بالتمثيل في وقت مبكر، وحالفها الحظ أنها تسكن بجوار الفنانة نادية لطفي، وكانت تذهب إلى محل كوافير مجاور لمنزل النجمة السينمائية، وتكرر الأمر أكثر من مرة، وذات يوم اعترضت طريقها، وأخبرتها أنها تحب السينما، وتمثل في المدرسة، وبما أنهما جيران، فعليها أن تساعدها على تحقيق حلم حياتها.وهنا قالت لها نادية لطفي إنه سيكون هناك تصوير في اليوم التالي وطلبت منها المجيء إلى الاستديو، وبالفعل ذهبت آمال رمزي في الثامنة صباحا وهناك وجدت المخرج كمال الشيخ، والفنانين كمال الشناوي وعمر الشريف، حيث كان يجري تصوير فيلم "حبي الوحيد” وكانت في غاية الانبهار والسعادة لأنها ستحقق حلمها في التمثيل التي كانت مجنونة به.
وانتظرت طيلة خمس ساعات، ومنحوها دور فتاة تتحدث في الهاتف، واقتنع المخرج كمال الشيخ بموهبتها، وأدت مشهدا آخر، لتبدأ طريقها لاحتراف التمثيل.