التقيد بجرعة الدواء قد ينقذك
تختلف الجرعة الدوائية لكل صنف حسب المرض والمريض وعمره ووزنه والفترة التي يجب أخذ العلاج خلالها، كما يؤدي تركيز الجرعة الدوائية من المادة الفعالة دوراً يجب الانتباه له، ويجب عدم زيادة الجرعة أو إنقاصها أو تغييرها دون العودة إلى الطبيب المعالج أو الصيدلي المسؤول عن صرفها نظراً لاختلاف المضاعفات الجانبية لكل علاج، هذا بالإضافة إلى طريقة حياة المريض اليومية، كما أنه بات واضحا أن طريقة استعمال العلاج هي أهم من العلاج نفسه أيا كان نوعه، فمن الأدوية المزمنة أو المكملات الغذائية، بمختلف أشكالها الصيدلانية (حقن، حبوب، كبسولة، شراب، بودرة قابلة للذوبان... إلخ).
كما أن الدواء كمادة علاجية- قد تكون كيميائية أو نباتية- يعتبر في منتهى الخطورة على المريض في حال عدم التقيد بالجرعة الصحيحة، فترى الكثيرين يزيدون الجرعة رغبة في سرعة الشفاء دون العودة للطبيب المعالج. ولكل دواء مضاعفات جانبية تتفاوت من شخص لآخر حسب الظروف المذكورة، وهذه المضاعفات قد تظهر من أول أو ثاني جرعة في حال إصابة المريض بحساسية مفرطة لهذا العلاج أو ذاك، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تؤخذ بعين الاعتبار، وهذا الفعل الجانبي السريع عادة يظهر عند استعمال المضادات الحيوية أو الحقن لسرعة مفعولها.
لذلك فإن الالتزام بالجرعة المفروضة حسب الإرشادات الصحية والمتابعة مع الطبيب المسؤول وشرب الماء الكافي مع العلاج يعمل على الاستفادة من الجرعة الكاملة ولا تحتاج لزيادتها، كما أن أياً كان نوع العلاج والغرض منه فلا يؤخذ مع السوائل غير الماء كالحليب أو العصير أو الشاي وغيره! فالمادة الفعالة في الدواء تحتاج إلى الماء وحمض المعدة للإتيان بالفائدة المرجوة منه بإذن الله.
وإن أخذ العلاجات جميعها في الوقت نفسه وعلى كف واحد قد يؤدي إلى التسمم أو الموت، في حال كان المريض يشتكي أكثر من مرض (ضغط، سكر، كوليسترول... إلخ)، وذلك لتعارض المواد الفعالة مع بعضها، وإن لم تظهر أعراض شديدة فقد يلغي دواء مفعول الآخر نظراً للتعارض، لذلك ننصح بعمل فترة زمنية بين العلاج والآخر للاستفادة القصوى منه بما لا يقل عن 45 دقيقة.
وإن تغيير العادات غير الصحيحة خلال اليوم كأكل السكريات والمقليات والجلوس لفترات طويلة والاستبدل بها أكلات صحية وزيادة شرب الماء، والتفاؤل والمحافظة على النفسية الإيجابية، والنوم المثالي ليلاً، والقراءة من الكتب، كل ذلك يعمل على تسريع عملية التشافي يإذن الله تعالى، هذا بالإضافة إلى المشي أو الرياضة المعتدلة خلال اليوم خصوصاً عند كبار السن، وهم بحاجة أكبر للمراقبة القصوى في تناول علاجاتهم من قِبل أهل البيت، ونسأل الله السلامة للجميع.