احتفت مؤسسة «لوياك» بتكريم 3 مشاريع ريادية فازت بجائزة نجيبة الرفاعي التي أُطلقت هذا العام، لتكريم الفائزين في برنامج «كُن- تنيو» لريادة الأعمال الاجتماعية.

وأعربت رئيسة مجلس الإدارة، العضوة المنتدبة لـ «لوياك»، وأكاديمية لوياك للفنون «لابا»- فارعة السقاف، في كلمة لها خلال الحفل، عن سعادتها بهذه المناسبة قائلة: «هذه الليلة مهمة جداً في حياتي، فهي الليلة التي أطلق فيها جائزة المرحومة والدتي نجيبة الرفاعي»، مضيفة: «ليس هناك ما هو أحب إلى قلبي من دعم وتمكين الشباب لإطلاق مشاريعهم الخاصة التي سيخدمون بها مجتمعاتهم، فهو نهجي الذي نشأت وترعرعت عليه في ظل والدين، أحمد السقاف ونجيبة الرفاعي، رحمهما الله، وهما اللذان دفعاني منذ صغري نحو هذا الطريق».

Ad

وتابعت السقاف: «إننا نحتفي هذه الليلة بتكريم 3 مشاريع تميزت في برنامج «كُن- نتينو» للريادة المجتمعية، والتي يحمل كل منها قضية إنسانية ومجتمعية مهمة كقضية تطوير المهارات التقنية الرقمية للشباب المتوحدين الذين يتميزون بذكائهم». وأوضحت أن «المشاريع الفائزة هي مشروع untapped الذي فاز بالمركز الأول، ثم مشروع Two Point OH الذي حاز المركز الثاني ويقدم حلولاً لمشكلة التلوث البيئي من خلال منصة رقمية تربط المستهلكين من الافراد والشركات والمؤسسات بشركات تعيد تدوير نفاياتهم أو ببنوك الطعام، وأخيراً مشروع FAND الذي يساعد أولياء الأمور والمدرسة على متابعة صحة وأمن صغار الطلاب من خلال سوار يد رقمي».

وأردفت: يسعدني من خلال هذه الجائزة النقدية التي تحمل اسم والدتي، وهي ملهمتي ومعلمتي الأولى، والتي كانت تعشق العمل التطوعي ومن المناصرات لحقوق المرأة الكاملة، أن أساهم ولو بالقليل في تشجيعكم على المضي قدما في مشاريعكم بعد أن قدمت لكم «لوياك» الدعم المعرفي من خلال برنامج» كُن- تنيو».

مسيرة الرفاعي

وقبل توزيع الجوائز، تم عرض فيلم وثائقي قصير يتضمن سيرة المرحومة نجيبة الرفاعي جاء فيه: «هي نجيبة السيد يعقوب السيد يوسف الرفاعي، ولدت عام 1930 في منطقة شرق في الكويت، والتحقت بالمدرسة القبلية عام 1938، فكانت من أوائل الكويتيات اللاتي تعلمن تعليماً نظامياً، وفي عام 1946 تزوجت من الشاعر الأديب المعلم المرحوم أحمد محمد زين السقاف، الذي شجعها بدوره على القراءة والثقافة، وحرص على تطوير قدراتها ومهاراتها خصوصا في اللغة العربية، وحفظ الشعر العربي، فكانت تحفظ آلاف الأبيات الشعرية لشعراء العرب من الجاهلية حتى العصر الحديث».

وأشارت سيرة الراحلة الرفاعي إلى أن زوجها شجعها على الكتابة، فكتبت بعض المقالات الصحافية باسم أم أسامة، وبذلك كانت هي صاحبة أول اسم نسائي يظهر في الصحافة الكويتية، حيث كتبت في مقال لها: «فإذا أردنا ان نقفز بعضًا من درجات السلم لنقف مع الأمم الحية، فعلينا أن نبحث عن النور، فبالنور وحده سنتبوأ مكانتنا، وعند ذلك فقط يمكن أن يقال عنا أننا في تطور، أملي من وراء هذا أن لا يعتقد البعض أن هذه العمارات الملونة مظهر من مظاهر الرقي والتطور».

من مقالات نجيبة الرفاعي التي نشرت باسم «أم أسامة»

وكانت للراحلة عدة لقاءات في الصحف والمجلات، كما كان لديها آراء جريئة وتقدمية تدعو فيها إلى مجتمع منفتح بين الجنسين، وكانت شغوفة بالعلم فالتحقت بالمعهد البريطاني لتعلم اللغة الإنكليزية.

العمل التطوعي

كما أحبت العمل التطوعي فكانت عضوة نشطة في جمعية الهلال الأحمر، وعضوة في جمعية المعاقين، والجمعية الثقافية النسائية، وكانت من الداعيات والمناصرات لحقوق المرأة الكاملة السياسية والاجتماعية.

وكان لها تأثير ودور مهم في تنشئة ابنتها فارعة السقاف على المبادئ والقيم والتمسك بحقوق المرأة ودفعها للعمل التطوعي، إذ كانت تصحبها منذ أن كانت شابة إلى أنشطة الهلال الأحمر الكويتي وتُشركها فيها، كما شجعتها على الالتحاق بالجمعية الثقافية النسائية، وحرصت على دعمها وتشجيعها في كل أعمالها التطوعية والخيرية، كما كانت للسيدة نجيبة أياد بيضاء، وكانت تحرص على أن تتبرع سنوياً لدعم الأسر المتعففة في الكويت وعدد من الدول العربية».

وتم توزيع الجوائز النقدية على الفائزين لدعم مشاريعهم المميزة ذات المنفعة المجتمعية، حيث بلغت قيمة الجائزة للفائز بالمركز الأول 1500 دينار، والمركز الثاني 1000 دينار، والمركز الثالث 500 دينار.

دعم أفكار الشباب في ريادة الأعمال
أطلق برنامج «كُن – تنيو» في نسخته الأولى يوم 7 يناير حتى 21 فبراير 2023، حيث يهدف إلى دعم الشباب والشابات من عمر 17 إلى 30 سنة، الطامحين إلى ترجمة أفكارهم المبتكرة من خلال مشاريع قائمة على أرض الواقع.

كما استجاب البرنامج لتطلعات رواد ورائدات الأعمال الباحثين عن تنمية مشاريعهم وتطويرها بهدف خدمة المجتمع، والراغبين في صقل مهاراتهم في مجال ريادة الأعمال، ما يساهم في تعزيز مسيرتهم المهنية.

ويرتكز البرنامج على الجانب التطبيقي أكثر من النظري بالتعاون مع كلية بابسون الأميركية لريادة الأعمال باعتبارها الشريك العلمي للبرنامج، وذلك برعاية بنك الكويت الوطني، وشركة زين، وأجيليتي.