يحق للكثير من المواطنين أن يطالبوا من ينتقد الحكومة بأن يتوقفوا عن ذلك تحت حجة «حمدوا ربكم على النعمة».
نعم ما زال الأمن مستتباً إلى حد كبير، وما زال المواطن الكويتي صاحب قوة شرائية ضخمة حسب كل المؤشرات الدولية، التعليم والطبابة يقدمان بالمجان ويوجد في هذا البلد صحافة حرة إلى حد كبير، بالإضافة إلى أشياء إيجابية كثيرة يمكن الحديث عنها.
هذا الخطاب أواجهه بشكل شبه يومي، وغالباً ما أطالب بالتوقف عن انتقاد الحكومة من أعزاء وأحباء أثق بهم تحت هذا المنطق، وفي المقابل هناك من يطالبنا بالاستمرار في توجيه سهام النقد إلى كل المؤسسات الحكومية لاعتبارات تتعلق بانحدار مستوى الخدمات وبطء المعاملات التي تقدم للمواطن والمقيم، وبين هذا وذاك نقف نحن من نملك إطلالة على الرأي العام من خلال مواقعنا الإعلامية.
عن نفسي أؤكد أن حمد النعمة مطلوب على الدوام، وأؤكد أيضا أن هناك نصف كوب مليء إيجابي يمكن الحديث والكتابة عنه في هذا البلد، لكن التقدم مطلوب وتحديث القوانين وسرعة التنفيذ مطلوبان أيضاً حتى نواكب دول الجوار، بإلإضافة إلى أن تطوير التعليم والطبابة والخدمات الحكومية والخاصة مطلب ملح والمطالبة به أمر ضروري.
الأمر الآخر الذي يجب أن نوجه له سهام النقد هو عدم الاستقرار السياسي والدستوري الحاصل، وهذا أمر تتحمله الحكومة وأجهزتها القانونية، إذ إنه من غير الطبيعي أن نتحمل كل هذه الإبطالات المتكررة خلال السنوات العشر الماضية، ويبدو لي، والله أعلم، أننا سنظل تحت شبح إبطال في المستقبل القريب بسبب العناد السياسي الحاصل وموضوع من يقسم أمام من!
أكرر الحمد لله على كل حال، الأمور طيبة، ويبقى أن هناك تراجعاً في كل الخدمات وحالة طرق بدأت تشكل حالة عار على هذا البلد، وعلى من أوصلنا إلى هذا المنحدر أن يحاسب حساباً عسيراً، وإلا «لا طبنا ولا غدا الشر».
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.