في اليوم الثاني من عملية واسعة لتبادل السجناء في إطار النزاع اليمني، أطلق الحوثيون والتحالف العسكري بقيادة السعودية أمس، سراح عشرات الأسرى، ومن شأن إتمام هذه الصفقة، التي تشمل تبادل أكثر من 880 أسيراً، بينهم 181 من صفوف التحالف وحلفائه اليمنيين، إعلان هدنة تمهّد لمحادثات سلام.

ونقلت طائرتان أقلعتا من مطار أبها جنوب المملكة 237 أسيراً من الحوثيين الموالين لإيران، إلى صنعاء، كما نقلت طائرة من صنعاء إلى الرياض 16 سعودياً، وثلاثة سودانيين، ونجل عضو المجلس الرئاسي اليمني طارق صالح وشقيقه.

Ad

وسيّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً ثلاث رحلات أخرى بين المخا (غرب اليمن)، الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وصنعاء، نقلت مئة سجين من الحوثيين.

وقال المتحدث باسم «التحالف» العميد الركن تركي المالكي، إن عملية تبادل الأسرى «محل الاهتمام البالغ من القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف، لإنهاء ملف الأسرى، واستعادة كل المحتجزين».

واعتبر رئيس قسم الخليج باللجنة الدولية للصليب الأحمر مامادو ساو، أن التبادل «إجراء لترسيخ الثقة، ونأمل أن يؤدي إلى السلام». ومساء الخميس، عاد وفد سعودي زار صنعاء وأجرى محادثات حول إحياء الهدنة وإرساء الأسس لوقف إطلاق نار أكثر استدامة.

وذكر مسؤول حوثي، اشترط عدم الكشف عن هويته، أنه كان هناك «اتفاق مبدئي على هدنة» قد يجري إعلانها لاحقاً، في حين وصف كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبدالسلام المحادثات بـ «الجادة والإيجابية».

من جهتها، أفادت وزارة الخارجية السعودية، في بيان أمس، بأن اللقاءات اتسمت «بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية. ونظراً للحاجة إلى المزيد من النقاشات؛ فستستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت».

ويُعتقد أن الرياض طلبت ضمانات أمنية من الإيرانيين، بما في ذلك وقف هجمات الحوثيين بالطائرات المسيّرة والصواريخ على الأراضي السعودية.

إلى ذلك، بدا أن واشنطن تدخل متأخرة على خط مساعي إحلال السلام في اليمن. فقد زار منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك وكبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين، السعودية يومي الخميس والجمعة، وانضم إليهما المبعوث الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ.

وبحسب بيان أميركي، فقد أجرى المسؤولون الأميركيون محادثات بنّاءة مع ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولين سعوديين آخرين رفيعي المستوى، ركّزت على حل في اليمن.