حرب العسكر في السودان

• جيش البرهان و«الدعم السريع» لحميدتي يتقاتلان... وكلا القائدين يتعهد بالقضاء على الآخر
• مقتل مدنيين ونزوح جماعي من الخرطوم... والكويت والمجتمع الدولي يدعوان إلى وقف فوري للقتال وضبط النفس

نشر في 16-04-2023
آخر تحديث 15-04-2023 | 18:32
الدخان يتصاعد من مطار الخرطوم أمس (أ ف ب)
الدخان يتصاعد من مطار الخرطوم أمس (أ ف ب)

فشلت جميع الوساطات الخارجية والمحلية، وحرمة شهر رمضان المبارك، في الحيلولة دون «الطلقة الأولى» بين الجيش السوداني الموالي لقائده رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وبعد أشهر من التنافس المحموم على السلطة والنفوذ بين العسكريين، والذي تحول إلى توتر أمني وتهديدات في الأيام القليلة الماضية، انفجرت المعارك صباح أمس، بين الطرفين في العاصمة الخرطوم، وامتدت إلى مدن عدة خصوصاً مروي شمال البلاد.

ويبدو أن الطرفين المتحاربين كانا يستعدان طويلاً للمعركة، إذ هاجمت قواتهما بعضها بعضاً في المقار الحيوية، والقصور الرئاسية والمطارات ومقرات قيادة القوات المسلحة والإذاعة والتلفزيون، واندلعت معارك طاحنة استخدم فيها الطرفان جميع أنواع الأسلحة بما فيها الطيران الحربي، وتبادلا الاتهامات ببدء الهجوم وبيانات السيطرة على المواقع الحيوية.

ورغم ذلك، أعلن البرهان أنه فوجئ باعتداء قوات حميدتي على منزله ومهاجمتها مقرات الجيش وبيت الضيافة، مشيراً إلى أنها تسللت للمطار وأحرقت بعض الطائرات.

وشدد البرهان على أن الأوضاع تحت السيطرة تماماً، وأن الجيش مازال «يحكّم صوت العقل ويطالب بإعادة قوات الدعم السريع من الخرطوم إلى أماكنها»، محذراً من أنه «إذا استمرت حالة الحرب فسيدخل الجيش للخرطوم من مناطق مختلفة».

في المقابل، وصف حميدتي البرهان بأنه مجرم واتهم الجيش بتنفيذ انقلاب، مؤكداً أن قواته أُجبرت على الدخول في مواجهة معه.

وقال قائد قوات الدعم السريع إن «الاشتباكات ستؤدي إلى حل سلمي وتسليم المجرمين، والبرهان إما سيُسلم إلى العدالة أو سيموت»، مضيفاً: «لن نتوقف إلا بعد السيطرة على كل قواعد الجيش ولا أستطيع أن أحدد متى ينتهي القتال فالحرب كر وفر».

وأعلنت قوات حميدتي، التي يقدر محللون قوامها بنحو 100 ألف جندي، سيطرتها على مطار مروي وقاعدته الجوية ومطار الخرطوم والقصر الجمهوري، وبيت الضيافة، فضلاً عن مطار الأبيض في شمال كردفان وعدد من المواقع بالولايات السودانية.

وبينما تصاعدت أعمدة الدخان من داخل مطار الخرطوم، توقفت حركة الطيران الدولي، وتم إغلاق جميع جسور العاصمة والشوارع الرئيسية وسط انتشار عسكري حول بيت الضيافة وتخوم القصر الجمهوري وقرب قيادة الجيش والسوق العربي.

وقالت الخطوط الجوية السعودية إن إحدى طائراتها تعرضت «لحادث» في مطار الخرطوم قبل مغادرتها المقررة إلى الرياض أمس، معلنة تعليق رحلاتها من وإلى السودان حتى إشعار آخر، وكذلك أعلنت مصر وقف الرحلات 72 ساعة.

وفي حين دعت وزارة الصحة السودانية الكوادر الطبية إلى التوجه لمستشفيات الخرطوم لإسعاف الجرحى والمصابين، أكدت نقابة الأطباء مقتل 3 مدنيين على الأقل في الاشتباكات، ورصدت وسائل إعلام نزوحاً جماعياً وحالة هلع في الخرطوم.

من ناحيتها، دعت القوى السياسية المدنية، التي وقّعت الاتفاق الإطاري لتقاسم السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع، الطرفين إلى وقف الأعمال القتالية، مناشدة الأسرة الدولية والإقليمية المساعدة العاجلة لوقف المواجهات.

وبينما أثارت الاشتباكات قلق الدول العربية والغربية، التي طالبت بـ «ضبط النفس» و«وقف القتال بشكل فوري»، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الوضع في السودان «هش»، مشيراً إلى أنه «ربما يكون هناك لاعبون آخرون يحاولون عرقلة التقدم الذي تحقق باتجاه الحكومة المدنية». كما دعا السفير الأميركي في الخرطوم الذي وصل للبلاد في الساعات الأخيرة إلى وقف فوري للقتال.

وأعربت الكويت عن قلقها البالغ جرّاء اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والدعم السريع في جمهورية السودان، ودعت وزارة خارجيتها، في بيان، جميع الأطراف المعنية إلى ضرورة الوقف الفوري للتصعيد والقتال وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والحوار لتجاوز الخلافات بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره.

ودعت الوزارة الكويتيين في السودان إلى الابتعاد عن مناطق التوتر والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والتواصل مع سفارة الكويت في الخرطوم.

وأهابت الوزارة بالمواطنين الكويتيين التواصل مع السفارة في حال طلب المساعدة على رقم الطوارئ (00249900202020).

وفي سلسلة بيانات منفصلة، أعربت السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن القلق البالغ من حالة التصعيد والاشتباكات بالسودان، داعية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحماية أرواح ومقدرات الشعب وتغليب لغة الحوار والحكمة وتوحيد الصف لاستكمال الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يحقق الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي.

back to top