مصر تنفي التدخل عسكرياً في السودان والجيش يكثف اتصالاته لإعادة جنوده
رداً على إشاعات عن شنها غارات في السودان، نفى مصدر مصري مطلع، لـ«الجريدة»، أي دور للقوات المسلحة المصرية في السودان، معتبرا أن «محاولات الزج باسم مصر وجيشها في الصراع الدائر بالسودان لا أساس لها من الصحة، ولا تعبر إلا عن نفوس حاقدة تريد توريط مصر في الصراع»، وأكد أن «القاهرة لم ولن تتورط في الصراع السوداني، وكل ما يقال في هذا السياق مجرد أكاذيب».
جاء ذلك في حين عاشت الساحة المصرية مزيجا من الغضب والترقب فور انتشار صور ومقاطع فيديو تبين اعتقال قوات الدعم السريع السودانية في قاعدة مروي الجوية شمال السودان، مساء أمس الأول السبت، جنوداً مصريين.
وفي تصريح رسمي، قال المتحدث العسكري المصري، مساء أمس الأول، إن القوات المصرية كانت موجودة في السودان لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الجيش السوداني، مؤكدا أن القوات المسلحة تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضي السودانية، وفي إطار تواجد قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم في السودان جار التنسيق مع الجهات المعنية هناك لضمان تأمين القوات المصرية، وتهيب القوات المسلحة المصرية الحفاظ على أمن وسلامة القوات المصرية.
وأعلنت نقابة الأطباء السودانية مقتل مجند مصري في الاشتباكات التي وقعت في مطار مروي، لكن لم يتم تأكيد نبأ الوفاة من الجهات المصرية حتى عصر أمس الأحد، بينما قال المصدر المطلع إن الجهات المصرية المسؤولة تجري اتصالات مكثفة مع كل الأطراف السودانية، لضمان عودة الجنود الذين كانوا في مهمة تدريبية بسلام وفي أقرب وقت.
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قال أمس الأول، في تصريح متلفز، إن الجنود المصريين في مكان آمن، وانه مستعد لتسليمهم للحكومة المصرية، معتذراً عن بعض المشاهد التي اعتبر البعض أنها تضمنت إذلالاً للجنود.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الكثير من المصريين عن استيائهم من مشهد القبض على الجنود المصريين، وإظهارهم بمظهر الأسرى، وهاجم الكثير من المصريين المحاولات السودانية للإساءة للقوات المسلحة المصرية، وطالبوا بتحركات سريعة لإعادة الجنود المصريين، فيما طالب البعض الآخر بالقصاص.
وكتب النائب البرلماني مصطفى بكري، عبر حسابه على «تويتر»، «أنا على ثقة بأن الرئيس السيسي القائد الأعلى سيصدر تعليماته بإعادة رجالنا الأبطال أبناء القوات المسلحة إلى الوطن سريعاً. اعتذار حميدتي غير مقبول، وقواتنا كانت في مهمة محددة لإجراء مناورات عسكرية مع الجيش السوداني بناء على بروتوكول موقع مع القيادة السودانية في وقت سابق».
وتابع في تدوينة أخرى: «المدان الحقيقي هي ميليشيات الدعم السريع، الذين كشفوا عن حقدهم وسمومهم ضد الشقيقة الكبرى. إننا على ثقة بأن الشعب السوداني الشقيق يرفض مثل هذه التصرفات المقيتة، ونثق بأن القيادة المصرية لا يمكن أن تتسامح مع هذه التصرفات الحقيرة».
كما أعربت قوات الدعم السريع عن أسفها، مرجعة تسريب الفيديو إلى عسكريين صغار، ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مسؤول الإعلام في قوات الدعم السريع نزار سيد قوله إنهم «يحترمون مصر كبلد وشعب، ويقدرون القوات المسلحة المصرية»، لافتا إلى أن «المجموعة الموجودة لديهم سيتم تسليمها للقيادة المصرية عندما تهدأ الأوضاع».