في خطوة تعكس التوتر المتصاعد بين إيران وأذربيجان، والمخاوف الإيرانية من النشاط الإسرائيلي في باكو، أكد مصدر في وزارة الدفاع الايرانية، أن طهران قامت أخيراً بتزويد أرمينيا بمسيرات للمراقبة وأخرى انتحارية وكميات كبيرة من الصواريخ والقذائف لمواجهة أي هجوم أذربيجاني محتمل.
وحسب المصدر، فإن الامدادات الإيرانية شملت كذلك صواريخ أرض - جو محمولة على الكتف، وصواريخ مضادة للدروع محمولة على الكتف مقلدة عن صواريخ ستينغر وجافلين الأميركية، التي حققت نجاحا كبيراً ضد الآليات الروسية في اوكرانيا.
وأشار المصدر الى أن الجيش الارميني استخدم بالفعل بعض هذه الأسلحة خلال المواجهة الحدودية مع الجيش الأذربيجاني قبل يومين، والتي اسفرت عن مقتل 7 جنود من الطرفين، مضيفاً أن القوات الأذربيجانية فوجئت بنوعية المسيرات التي تملكها ارمينيا، والتي لم تكن قد استخدمتها من قبل، ما اضطر القوات المهاجمة الى التراجع.
وأضاف أن طهران عازمة على وقف ما تعتبره مشروعاً أذربيجانياً ـ تركياً للسيطرة على معبري لاتشین وزنكزور الحيويين للتواصل البري بين أرمينيا وإيران، مضيفاً أن طهران لديها معلومات استخبارية مؤكدة أن باكو تسعى للسيطرة على محافظة سونيك الارمينية بشكل كامل ووصل تركيا ببحر قزوين عبر أذربيجان وقطع التواصل بين إيران وروسيا.
وذكر أن روسيا بدأت تغير رأيها وتعيد تقييم الأوضاع في اذربيجان، رغم انها متوجسة للغاية من سلوك رئيس الوزراء نيكولا باشينيان، وقد طلبت قبل يومين توضيحات عن مشاركة يرفان العضو في منظمة الأمن والتعاون في مناورات لحلف الناتو.
وأكد أن ما يزيد على 100 ألف عسكري إيراني موجودون حالياً على الحدود مع ارمينيا وأذربيجان، وهم على اهبة الاستعداد للتدخل في حال فشل الارمن في الدفاع عن انفسهم ومنع السيطرة على سونيك، رغم ان طهران لا تحبذ هذا السيناريو، مضيفا ان آلاف الارمن الايرانيين مستعدون كذلك للتطوع في القتال الى جانب الجيش الارميني في حال اندلاع المعركة.
وكانت أذربيجان التي تسكنها أغلبية من المسلمين الشيعة، لكنها تعتمد نظاماً علمانياً صارماً، أعلنت قبل ايام اعتقال خلية تخطط لما أسمته انقلابا دينيا مدعوما من إيران، وذلك بعد ان اتهمت طهران صراحة بالوقوف وراء محاولة اغتيال نائب قومي مناهض لايران، وداعم لانفصال الإيرانيين الاذربيجانيين عن الدولة الايرانية والتحاقهم بأذربيجان. ويعد الاذريون القومية الثانية في ايران بعد الفرس، ويشكلون نسبة تتراوح بين 16 و25 في المئة من سكان إيران (ما بين 11.8 إلى 19.4 مليون نسمة).