«مجموعة السبع» تجدد التزامها بقضايا الشرق الأوسط
حذرت من تغيير النظام الدولي بالقوة في إشارة إلى الصين وروسيا
قبيل انعقاد قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) في هيروشيما باليابان في مايو المقبل، اتفق وزراء خارجية دول المجموعة بعد جلسة أولى من المحادثات التي تختتم اليوم على «مواصلة العمل والتعاون معاً لمعالجة القضايا في الشرق الأوسط بما في ذلك السلام في المنطقة»، كما حذروا من أي محاولة لتغيير النظام الدولي بالقوة في ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا وتزايد النفوذ الصيني.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية، في بيان اليوم ، إن الوزراء أكدوا خلال اجتماعهم في مدينة كارويزاوا وسط اليابان «أنه لا يجب على إيران تطوير سلاحها النووي»، وتعهدوا بمواصلة دعوتهم لطهران للوفاء بالتزاماتها السياسية «ووقف مساعدة الجيش الروسي في حربه ضد اوكرانيا».
وشدد وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي الذي ترأس الجلسة على أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون تحقيق السلام، من خلال المساهمة في خلق فرص للحوار وتعزيز بناء الثقة.
وجاءت هذه الملاحظة حول الشرق الأوسط، بعد تقرير لوكالة رويترز أشار الى أن وزراء خارجية دول المجموعة التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة واليابان، سيجرون تقييماً لاستراتيجيتهم في منطقة الشرق الاوسط، وسط قلق من تزايد النفوذ الصيني في المنطقة خصوصا بعد رعاية بكين لاتفاق المصالحة بين السعودية وإيران، وكذلك اندفاع الرياض لإعادة العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من مخاوف الغرب.
ونقلت «رويترز» عن مصدر دبوماسي فرنسي اشارته الى أن هناك «عملية جارية لإعادة ترتيب الأوراق»، موضحاً أن «المنطقة تمر باضطراب خطير، سواء فيما يتعلق بالأزمة النووية الإيرانية، أو فيما يتعلق أيضا بإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية من خلال الاتفاق بين إيران والسعودية والصين. ويمكننا أن نرى شيئا ما يحدث مع سوريا بعد الزلزال». وقال الدبلوماسي «يتعين على مجموعة السبع أن تكون قادرة على الحفاظ على مصالحها الأمنية التي بالمناسبة تصب أيضا في مصلحة الأمن الإقليمي والأمن العالمي أيضا».
وبحسب «رويترز»، تحسر بعض الدبلوماسيين الأوروبيين على ما وصفوه «بالانصراف عن الاهتمام بالشرق الأوسط» في الغرب، وهو الأمر الذي أجبر أيضا أطرافا إقليمية على إعادة النظر في علاقاتها وترك الباب مفتوحا أمام آخرين لملء الفراغ.
في المقابل، قال وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي اليوم : «سنثبت للعالم عزم مجموعة السبع القوي على دعم النظام الدولي القائم على سيادة القانون»، مضيفاً «سنرفض بشدة أي محاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة». وأكد بيان الخارجية اليابانية أن المجموعة ما زالت «ملتزمة بتكثيف التنسيق الكامل وتعزيز العقوبات ضد روسيا»، داعين موسكو الى سحب جميع قواتها ومعداتها من أوكرانيا فورا وبدون شروط، كا عدوا الحديث الروسي المتكرر عن السلاح النووي بما في ذلك نشر اسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا امرا غير مقبول.
وشدد البيان على انه من المهم الحفاظ على الوحدة بين دول مجموعة السبع والدول المماثلة لها في التفكير، والاستمرار في دعم أوكرانيا.
ومن المقرر أن يبحث ملف الصين وقضية تايوان باستفاضة في مسعى لإظهار جبهة موحّدة بشأن المخاوف التي تمثّلها الصين بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد عودته من زيارة لبكين.
ومع انطلاق المحادثات، أعلنت البحرية الأميركية أن المدمرة «ميليوس» التابعة لها والتي تحمل صواريخ موجهة أبحرت عبر مضيق تايوان في عملية «حرية ملاحة»، بعد أيام من إجراء الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة، فيما أكدت الصين أنها تابعت مرور المدمرة الأميركية في المضيق.