ماذا ستفعلون غير الصمت؟
القرارات التي تُتخذ اليوم سيكون لها آثارها بالمستقبل، تلك ليست حكمة ولا نصيحة، هي فقط تسجيل لواقع الحياة، وإذا لم يكن هناك أي قرار اليوم غير ترك «القَرْعة ترعى»، فهل يعني هذا أنه لن يحدث أي شيء غداً؟ إذن ما العمل مع هذا الصمت السياسي من السلطة؟!
هل هي محتارة ماذا ستفعل، هل علّمتها تجارب الماضي عدم الاستعجال في اتخاذ القرارات التي سرعان ما يظهر فشلها فيما بعد؟ هل يوجد مستشارون سياسيون على قدر من الوعي والدراية العلمية والخبرات يقدّمون النصيحة المطلوبة لأهل السلطة؟ أم لا يوجد غير «اللي بالجدر يطلعه الملاس»، والتجارب القديمة تخبرنا أن «جدرها» (وعاء الطبخ) فارغ تماماً إلا من جماعات «الراي رايك والشور شورك»... ماذا بعد كل ذلك؟!
مجموعة من النواب المعترضين على حكم المحكمة الدستورية الأخير ببطلان مجلس 2022 يطلبون أو سيقدمون التماساً لإعادة النظر في الحكم، والتماس إعادة النظر هو طريق طعن غير عادي للأحكام بشروط محددة، ولا يمكن تخيّل أنه سيكون مجدياً في مثل حكم «الدستورية»، فما العمل بعد ذلك؟
استمرار هذه الحكومة وتعاونها مع المجلس الحالي يكاد يكون مستحيلاً، بعد أن ظهرت عدة تصريحات من رئيس المجلس ترفض بشدة توجّهات رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد النواف، فإذا كانت هذه البداية للتعاون المتخيّل بين الحكومة والمجلس، فكيف تكون الحال فيما بعد؟ شر البليّة ما يُضحك.. لكن لا نملك الضحك في مثل هذا الضياع السياسي، وبالتبعية التيه الاقتصادي.. ليس لدينا غير اللطم على الحال... ما هي نواياكم؟ ما هي أهدافكم للغد؟ الزمن لا يرحم يا كرام.