ما هذا الذي يحدث في العالم؟!
لم تُبتَلَ البشرية، منذ بدء التاريخ الإنساني، بمثل ما ابتُليت بهِ في القرنين الماضيين، حيث بدأت المجتمعات فيهما تسعى إلى المُتع والرقيّ والتقدم.
لكن وقائع التاريخ تحدثنا بأن هذه المجتمعات أخذت تنخرط في ممارسات حياة سُداها ولُحمتها الرذائل والفُحش والاستهانة بكل القيم الخُلقية والتعاليم السماوية، إذ توالت الكوارث فيها بلا هوادة، فما هي إلا أربع عشرة سنة على مطلع القرن الماضي، حتى اشتعلت الحرب العالمية الأولى - ولست هنا بصدد شرح ما تركته من آثارٍ كارثية مدمرة - لكنني سأختزل لأصل إلى الضربة المسمومة بكل فنون القتل والتدمير والإبادة في الحرب العالمية الثانية، وما خلّفته للبشرية من آثار نفسية مأساوية، وقبل أن يستردّ العالَم أنفاسه ويدفن قتلاه، ويعالج ما تركته الحرب من كراهية بين البشر، بدأت تندلع حروب قصيرة هنا وهناك، ولم تزل مستمرة حتى كتابة هذه السطور.
***
وكأن القرن العشرين قد سلّم الراية للقرن الواحد والعشرين، وهو يردد:
- إنما أنا ابن أبيه، الذي هو القرن الماضي، فأبشروا، أبشروا أيها الناس، ففي جعبتي لكم الكثير، والكثير جداً!
- حروب روسيا وأوكرانيا ليست سوى مقدّمة لحروب أخرى.
- ومافيات الفساد في العالم ستجعل الرذائل هي القانون الذي سيسود الكون كله.
- ومحاولات تغيير السلوك والأخلاق تسير على قدمٍ وساق، حيث يتم تكريس زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة.
- وسيقام نظام أسري جديد، غير واضح المعالم، كالعبث بالأجنة، والتلاعب بالهندسة الربانية.
- بل حتى جيولوجيا طبقات الأرض تؤكد أن زلازل تركيا وسورية ما هي إلا مقدمة لكوارث طبيعية قادمة.
- عالمنا العربي سوف يمرّ بأزماتٍ أكثر مما هو عليه من حالات التأزيم الراهنة.
- دول الخليج العربي بدلاً من أن تقوم بخطواتٍ توحّد بين مؤسساتها، نظراً للقواسم المشتركة التي تجمع فيما بينها، نجدها - مع الأسف - تكرر في كل اجتماعات مسؤوليها نفس الكلام الذي يحمل للمواطنين كل ما يُخيب آمالهم.
وأخيراً:
إن ما يجري في الكويت من صراعاتٍ بين أبناء الأسرة الحاكمة، وتأثيرات ذلك على شعب الكويت ستكون له نتائج وخيمة، إن لم يتداركوا ذلك، ويجتمعوا ويخرجوا من اجتماعهم الأسري بنوايا طيبة وقلوب صافية، وهذا ما ينتظره منهم شعب الكويت.