تدور قصة فيلم «نوارة والوحش» حول الصراع بين الخير والشر، وتنازع كبار الملاك في إحدى القرى على شراء أكبر نِسبة من اﻷراضي، وطمع "طاهر بك” في الاستحواذ على اﻷراضي التابعة للأرملة "كاملة”، وتتبدل قوى النزاع حين تفد "نوارة” إلى القرية ويُزج بها بين الأطراف المتصارعة.
الاختفاء الغامض
وارتحل جميل راتب إلى عالم الغموض والإثارة والخيال العلمي، وجسّد دور "الدكتور حليم” في فيلم "قاهر الزمن”، تأليف رائد أدب الخيال العلمي في العالم العربي نهاد شريف، وإخراج كمال الشيخ، وشارك في البطولة نور الشريف وآثار الحكيم وخالد زكي، وعُرض الفيلم يوم 9 فبراير 1987، ونال ثناء الجمهور والنقاد.
ويعد "قاهر الزمن” من تجارب الخيال العلمي النادرة في السينما المصرية، وتدور قصته حول "فكري” وهو صحافي مشغول بالشؤون العلمية، ويكتشف أن هناك بعض المرضى يختفون بشكل مريب من أحد المستشفيات، ويشك أن "الدكتور حليم” يقف وراء هذه الاختفاءات، خاصة مع الغموض المريب الذي يغلِّف حياته.
حالة تلبس
وعاد جميل إلى الكوميديا في فيلم "راجل بسبع أرواح”، إخراج مدحت السباعي وبطولة محمد صبحي وسماح أنور وممدوح وافي. وتدور القصة حول شاب فاقد الذاكرة، ويريد أن يكتشف حقيقة شخصيته بمعاونة أحد الأطباء، وينشر إعلانًا به صورته لكي تتعرف عليه أسرته، وتتوالى الأسر والادعاءات بين رجل أعمال، وثري ومُهرِّب، وتتصاعد الأحداث.
والتقى راتب مع المخرج هنري بركات في "حالة تلبس” عام 1988، وجسّد شحصية مُهرِّب المخدرات "حازم” أمام سماح أنور وأحمد عبدالعزيز وغسان مطر، ودار الفيلم في إطار بوليسي حول مطاردة بين الشرطة وعصابة تهريب.
وفي نفس العام، التقى مع النجمة سعاد حسني للمرة الأخيرة في فيلم "الدرجة الثالثة”، تأليف ماهر عواد وإخراج شريف عرفة، وشارك في البطولة أحمد زكي وأحمد راتب ومحمد الشرقاوي، والفيلم يدور في إطار فانتازي حول صدام بين مشجعي أحد الفرق الرياضية وإدارة النادي.
وتعرّض الفيلم لأزمة عقب تصوير سبع علب شرائط، وأثناء نقلها إلى الاستوديو لطبعها وتحميضها، فُقِدت في تاكسي، وكانت تحمل الكثير من المشاهد المهمة، وأصبح الموقف فائق الصعوبة، خاصة أن منتج الفيلم قد اتفق على عرضه خلال أسابيع في دور السينما، وظهر الفيلم دون ترابط درامي، ولاقى فشلًا ذريعًا.
بنت الباشا الوزير
وتقمص راتب دور "إبراهيم باشا المنسترلي” في فيلم "بنت الباشا الوزير”، قصة نبيل علام وإخراج حسن الصيفي، وشارك البطولة مجموعة من النجوم، منهم يحيى شاهين وشويكار وهشام سليم وصابرين وزهرة العلا، ودارت أحداثه في إطار ميلودرامي حول تعرض عائلة ثرية لتأميم ممتلكاتها بعد ثورة يوليو 1952، وعُرِض الفيلم بدور السينما في القاهرة يوم 22 يونيو 1991، ولم يحقق إيرادات عالية.
وشارك جميل راتب في فيلم الأكشن "البلدوزر”، إخراج حسام الدين مصطفى، ولعب دور التاجر "برهان” أمام يوسف منصور وشيرين سيف النصر، ويحمل هذا الشريط السينمائي أصداءً من بعض أفلام الستينيات ذات الطابع التجاري المليئة بمشاهد الحركة والمغامرة، ويستعرض مهارات بطلة في لعبة الكونغ فو القتالية، وعُرض الفيلم في 11 يونيو 1992، ولم يصمد طويلًا في دور السينما.
سباق مع الزمن
تراجع ظهور جميل راتب على شاشة السينما في التسعينيات، وقدم فيلمًا واحدًا في عام 1993، وهو "سباق مع الزمن” إخراج أنور قوادري، وبطولة إلهام شاهين وهالة صدقي وسماح أنور. وتدور الأحداث حول مجموعة من الباحثين الذين يتمكنون من العثور على رأس تمثال "الإسكندر الأكبر” وبأسفله رأس ثعبان، وتوجد أسطورة تنص على أنه لو تم العثور على الرأس الثانية، فسوف يتوصل الباحث إلى كنز القائد المقدوني، وتحاول إحدى العصابات الوصول إلى الرأس طمعًا في الكنز.
قدم جميل راتب دورًا من أهم أدواره، حين جسَّد شخصية "الوزير رشدي الخيّال” في فيلم "طيور الظلام”، تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، وبطولة عادل إمام ويسرا وأحمد راتب ورياض الخولي وعزت أبوعوف ونظيم شعراوي، وعُرض هذا الشريط السينمائي في 14 أغسطس 1995، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
ويحكي الفيلم قصة ثلاثة محامين أصدقاء، جمعت بينهم الزمالة، وفرقت بينهم المصالح والأهواء، أولهم "فتحي نوفل” الذي يتحوَّل من محامٍ ملتزم إلى انتهازي، ويصعد اجتماعيًا حتى يصبح مدير مكتب "الوزير رشدي”، أما زميله "علي الزناتي” فينضم إلى الجماعات المتطرفة، والثالث "محسن” يكتفي بالعمل كموظف بسيط في إحدى الشركات، ويظل بعيدًا عن دائرة الصراع.
ورغم نجاح "طيور الظلام” فإنه تعرض لانتقادات من المحامين المصريين، وأقيمت دعوى قضائية ضد الفيلم بأنه يسيء إلى كرامة ورسالة مهنة المحاماة، وحكمت المحكمة برفض الدعوى، واستمر عرض الفيلم في دور السينما، وحصل على الجائزة البرونزية من مهرجان فالنسيا السينمائي الدولي بإسبانيا (1995).
وفي العام التالي، ارتدى راتب قناع سائق "ميكروباص” في فيلم "عفاريت الأسفلت”، تأليف مصطفى ذكري وإخراج أسامة فوزي، وبطولة محمود حميدة وسلوى خطاب وعايدة عبدالعزيز وعبدالله محمود، وحسن حسني ومحمد توفيق ولطفي لبيب، أما عن قصته فتدور حول "عبدالله” الذي يعمل سائقًا لميكروباص والده "عم علي” بالتناوب مع ابنه سيد، وتظل شقيقته "انشراح” بلا زواج رغم تقدمها في السن، ومن هذا المنطلق، تلوح في الأفق شبكة معقدة من العلاقات المحرّمة في المنطقة التي يعيشون بها.
واصطدم "عفاريت الأسفلت” بالرقابة، وطالبت بتغيير اسمه الأول "قطيفة على رخام أحمر”، ورفض الكثير من المنتجين تمويل الفيلم، وتنازل نجومه عن أجورهم لدعم التجربة الأولى للمؤلف والمخرج، وبدورهما لم يتقاضيا أجرًا عن هذا الفيلم.
فيلم فرنسي
في عام 1997 طار جميل راتب إلى باريس، وقام ببطولة الفيلم الفرنسي "ليلة القدر”، مجسّدًا فيه شخصية جزائري مُسن يُدعى "السيد سليماني” يرى جريمة قتل في الطريق العام، ويتوارى عن الأنظار بعد أن عرف أن القتلة يتتبعونه، لكنه يقرّر العودة إلى الجزائر بعد أن عرف هوية القاتل. والفيلم سيناريو وإخراج عبدالكريم بهلول، ووضع الموسيقى التصويرية جان كلود بيتي.
وفي عام 1999، جسّد شخصية الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب في فيلم "جمال عبدالناصر” للمخرج أنور قوادري، وشارك في بطولته خالد الصاوي وهشام سليم وعبلة كامل، وفي نفس العام عاد جميل راتب بطلًا في فيلم "ابتزاز” إخراج يوسف شرف الدين.
رحلة حب
واقتحم النجم العملاق عالم الأفلام الكوميدية الغنائية في فيلم "رحلة حب” للمخرج محمد النجّار، وجسَّد دور "عز بيه” أمام المطرب محمد فؤاد "مؤلف الفيلم” وأحمد حلمي ومي عزالدين وإحسان القلعاوي. وتدور القصة حول الصديقين "علي ورمزي” اللذين يتجهان من الإسكندرية إلى القاهرة للعمل بمدرسة ابتدائية، ويتجه "علي” إلى مجال الغناء، وتعترض بعض العقبات طريقه إلى النجاح والشهرة. وعُرض الفيلم في منتصف ديسمبر 2001، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
الساحر والزهايمروفي نفس العام، قدّم الفيلم المتميز "الساحر”، تأليف سامي السيوي وإخراج رضوان الكاشف، وتألق راتب في دور الثري المصاب بمرض الزهايمر، وشارك في البطولة محمود عبدالعزيز ومنة شلبي وسلوى خطاب، وعُرض هذا الشريط بدور السينما في 30 ديسمبر 2001، محققًا إيرادات قُدرت بنحو مليوني جنيه مصري.
وفاز "الساحر” بأبرز جوائز مهرجان جمعية الفيلم المصرية في الدورة التاسعة والعشرين (مارس 2003)، من بين سبعة أفلام شاركت في المنافسة، كما حصل على جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثلة دور ثانٍ (سلوى خطاب)، وموسيقى (هشام نزيه)، وتصوير (محسن نصر)، وأفضل إخراج للمخرج رضوان الكاشف، بعد رحيله بعام واحد، وتسلمت أسرته الجائزة.
حفار البحر
كان جميل راتب داعمًا لتجارب الشباب، سواء من الممثلين أو المخرجين، وعبر مسيرته في السينما المصرية، عمل في أفلام لمخرجين في بداياتهم الفنية، ومنهم شريف عرفة ومحمد عبدالعزيز وأسامة فوزي، وأيضًا نجوم فترة الألفية الجديدة مثل أحمد حلمي ومنى زكي ومنة شلبي وهند صبري وأحمد الفيشاوي وغيرهم.
وظهر راتب كضيف شرف في فيلم "من نظرة عين” (2003) أول تجربة للمخرج إيهاب لمعي، وشارك في البطولة منى زكي وعمرو واكد وبسمة وشريف رمزي، ويدور الفيلم في إطار كوميدي حول "أكرم” مصوِّر حفلات الزفاف الذي ينشد الكمال في عمله، ويبحث طوال حياته عن الفتاة المناسبة ليتزوجها، عبر قصاصات الصور التي يجمعها كل ليلة، ويجد ما كان يبحث عنه من خلال "سارة”، وفي خطوة غير محسوبة، يقرّر أن يعرض عليها الزواج.
وفي العام ذاته، جسّد راتب شخصية "الدكتور كمال” في فيلم "حفّار البحر”، قصة صلاح فؤاد وإخراج عادل الأعصر وبطولة فاروق الفيشاوي وفرح وعبدالعزيز مخيون. ويدور الفيلم في إطار من التشويق والإثارة حول مهندس مصري يسعى إلى فضح صفقة مشبوهة يقوم بها بعض أصحاب الشركات الكبرى في محاولة لاستغلال منطقة نفط بالبحر الأحمر.
وغاب الفنان جميل راتب لمدة أربع سنوات، قبل أن يعود إلى شاشة السينما، ويقوم بدور "الملياردير منصور السيوفي” في فيلم "الأولة في الغرام”، تأليف وحيد حامد وإخراج محمد علي، وبطولة منة شلبي وهاني سلامة وهشام سليم ودرة وأحمد راتب، وعُرض الفيلم بدور السينما في 13 أكتوبر 2007.
ويدور العمل حول "عمرو السيوفي” وهو شاب مستهتر يعيش مع عمه بعد وفاة والده، معتمدًا على أموال عمه الملياردير، حتى يقرّر الأخير أن يتركه ليعتمد على نفسه، ما يتسبب في وقوعه في العديد من المشكلات والمفارقات الكوميدية.
والتقى راتب مع المخرج يسري نصرالله في فيلم "جنينة الأسماك”، وظهر كضيف شرف في دور ضابط متقاعد يُدعى "إسماعيل النادي” أمام هند صبري وعمرو واكد وباسم سمرة وآسر ياسين وأحمد الفيشاوي. وعُرض الفيلم في يناير 2008، ولم يحقق إيرادات عالية، رغم أنه واحد من أفضل أفلام السينما المصرية في الألفية الجديدة.
أزمة السينما
وأسدل "ليلة البيبي دول” الستار على مشوار جميل راتب في السينما المصرية، ولعب دور "بيتر” وصاحبت هذا الفيلم ضجة كبيرة، حين عرض في عام 2008، وشارك في نفس العام بمهرجان كان السينمائي الدولي، ويعتبر من أكثر الأفلام المصرية تكلفة، إذ تخطت ميزانيته 40 مليون جنيه مصري، لكنه لم يحقق إيرادات عالية.
وظهر "ليلة البيبي دول” في وقت تراجع فيه الإنتاج السينمائي، وثار الجدل حول أزمة السينما المصرية، وكتب قصته السيناريست المتميز عبدالحي أديب، وأخرجه عادل أديب، وشارك في البطولة حشد من النجوم المصريين والعرب، منهم محمود عبدالعزيز ونور الشريف ومحمود حميدة وليلى علوي وجمال سليمان وسلاف فواخرجي.
وتدور قصة الفيلم عبر مسارات درامية متعددة، وتتمحور حول "حسام” المرشد السياحي المصري الذي يعمل في أميركا، ويعود إلى مصر مع فوج سياحي في ليلة رأس السنة لزيارة المعالم السياحية بمصر، وينتهز المرشد الفرصة للقاء زوجته، وتقع أمور مفاجئة تعطل هذا اللقاء، بسبب مخطط إرهابي تسعى الشرطة المصرية لإحباطه، وتتصاعد الأحداث.
صعيدي أرستقراطي في «مسألة مبدأ»
استطاع جميل راتب أن يحقق حضوره المتميز، وأصبحت كل شخصية يجسدها على الشاشة مغامرة للبحث عن الأعمال الجيدة، وتراكمت لديه أدوار استثنائية، ومثلت تحديًا كبيرًا لإثبات قدراته كممثل، والخروج من نمط الأداء التقليدي.ومن تلك الأعمال مسلسل "مسألة مبدأ” الذي عرض على الشاشة الصغيرة في أكتوبر 2003، وانتقد البعض تجسيده لشخصية نائب البرلمان "الصعيدي الأرستقراطي”، وتبين أن تلك الانتقادات محض افتراء، لأن راتب يحمل جذوراً صعيدية، ووالدته من محافظة المنيا، وكان خاله أرستقراطيًا وعضوًا في البرلمان المصري.
وشارك راتب في "مسألة مبدأ” حين أقنعه المخرج خيري بشارة والمؤلف محمد صفاء عامر، أنه الأصلح لهذا الدور، وحقق المسلسل نسبة مشاهدة عالية، وشارك في بطولته إلهام شاهين وخالد النبوي وغادة عبدالرازق وريهام عبدالغفور.