السعودية تنهي القطيعة مع سورية

• الأسد وبن فرحان يناقشان الحل السياسي للأزمة السورية وسبل تجاوز تداعياتها
• أجواء المصالحات الإقليمية تتمدد وقطر والإمارات تقتربان من استئناف العلاقات الدبلوماسية

نشر في 19-04-2023
آخر تحديث 27-04-2023 | 15:49
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لحظة وصوله إلى مطار العاصمة السورية دمشق (رويترز)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لحظة وصوله إلى مطار العاصمة السورية دمشق (رويترز)

في خطوة تندرج في أجواء المصالحات والتهدئات الإقليمية وتطوي عملياً صفحة القطيعة بين السعودية وسورية، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس زيارة لدمشق، في أول زيارة على هذا المستوى منذ اندلاع الصراع السوري في عام 2011.

وتتوج الزيارة استئناف العلاقات السورية- السعودية، وتأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة، في وقت تبحث دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها فيها عام 2011.

واستقبل الأسد بن فرحان في القصر الجمهوري (أمس). وقالت الخارجية السعودية، في بيان، إن الجانبين ناقشا الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يحافظ على وحدة وأمن واستقرار سورية، وكذلك الخطوات اللازمة لحل كل تداعيات الأزمة، ويحقق المصالحة الوطنية، ويساهم في عودة سورية إلى محيطها العربي.

وشدد الوزير السعودي على أهمية توفير البيئة المناسبة لإيصال المساعدات لجميع المناطق، وعودة اللاجئين والنازحين بأمان.

ومنذ وقوع الزلزال المدمّر في سورية وتركيا المجاورة في فبراير الماضي، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة، في تضامن يبدو أنه سرّع عملية استئناف علاقاته مع محيطه الإقليمي.

وظهر الانفتاح السعودي تجاه دمشق للمرة الأولى بعد الزلزال بهبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق سيطرة الحكومة، هي الأولى منذ قطع المملكة علاقاتها مع سورية.

وما هي إلا أسابيع قليلة حتى أعلنت الرياض، الشهر الماضي، أنها تجري مباحثات مع دمشق تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.

وفي 12 الجاري، وفي أول زيارة رسمية للسعودية منذ القطيعة بين الدولتين، زار المقداد جدّة، حيث بحث مع بن فرحان «الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كل تداعياتها (...) وتساهم في عودة سورية إلى محيطها العربي».

وبعد السعودية، زار المقداد كلاً من الجزائر، إحدى الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقاتها مع دمشق، وتونس التي أعلنت الشهر الجاري استئناف علاقاتها مع سورية.

واستضافت السعودية، الجمعة الماضي، اجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق، لبحث عودة دمشق إلى الحضن العربي، وأكد المجتمعون «أهمّية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة» في سورية، إضافة إلى «تكثيف التشاور بين الدول العربيّة بما يكفل نجاح هذه الجهود».

وتأتي الزيارة في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران، حليفة دمشق، على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.

وفي هذا السياق، قال مسؤولون إن قطر والإمارات بصدد استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين، وذلك بعد مرور ما يزيد على عامين على قرار دول عربية إنهاء مقاطعتها للدوحة.

وقال مسؤول إماراتي، في بيان، رداً على سؤال من «رويترز»: إن «البلدين يعملان حالياً على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بما يتضمن إعادة فتح سفارتيهما».

وأكد مكتب الإعلام الدولي بالدوحة، في بيان، أن «العمل جارٍ لإعادة فتح السفارتين المعنيتين في أسرع وقت ممكن».

وتوقع مسؤول خليجي إعادة فتح السفارتين وتعيين سفيرين جديدين بحلول منتصف يونيو المقبل، وقال مصدر رابع، إن العلاقات الدبلوماسية ستستأنف بالكامل في غضون أسابيع.

وكانت الرياض والقاهرة أول من أعادتا تعيين سفيرين بالدوحة في عام 2021 بعد اتفاق قادته السعودية لإنهاء الخلاف، في حين أعلنت البحرين الأسبوع الماضي أنها قررت إعادة العلاقات الدبلوماسية.

وأعادت جميع الدول، باستثناء البحرين، بالفعل روابط التجارة والسفر مع قطر في أوائل عام 2021، بينما قالت الإمارات إن استئناف العلاقات الدبلوماسية سيستغرق بعض الوقت، وشهدت العلاقات بين أبوظبي والدوحة تحسناً العام الماضي، والتقى زعيما البلدين وجهاً لوجه.

وقال المسؤول الإماراتي، الذي طلب عدم كشف هويته، إن «السياسة الخارجية للإمارات تركز بشكل أساسي على بناء الجسور والتعاون الاقتصادي، وخفض التصعيد في المنطقة».

وقال المسؤول الخليجي الآخر، الذي طلب عدم كشف هويته، إن المسؤولين القطريين والإماراتيين وافقوا أواخر الشهر الماضي على إعادة العلاقات الدبلوماسية، وأبلغت أبوظبي الدوحة باسم مبعوثها، مضيفاً أن قطر لم تفعل المثل بعد.

وفي الدوحة هذا الأسبوع، وضع عمال أرصفة جديدة أمام القسم القنصلي بسفارة الإمارات، ويبدو أن أشجار نخيل زُرعت في الحديقة في الآونة الأخيرة. وعلى الجانب المقابل من الشارع نفسه، بدا مبنى آخر تابع لسفارة الإمارات مهجوراً إذ تُركت حديقته دون تشذيب ونوافذ طابقه العلوي مفتوحة.

back to top