أفاد سيمور هيرش في كتابه «ثمن القوة» بأن المصادر الأساسية تشمل أكثر من 1000 مقابلة مع مسؤولين أميركيين ودوليين، بعضهم متقاعد، والبعض الآخر لا يزال في الحكومة، وقد شاركوا جميعاً في صناعة السياسة وتنفيذها بطريقة مباشرة.
ويقول هيرش: «وافق معظم من قابلتُهم على ذكر أسمائهم. واستندتُ أيضاً إلى وثائق داخلية ومذكرات منشورة تعود إلى شخصيات شاركت في صنع التاريخ في تلك الحقبة».
لكن رغم طلباته المتكررة، لم يوافق كيسنجر ونيكسون على مقابلة هيرش في المرحلة التحضيرية لهذا الكتاب.
نحو ترسيخ السلطة
جاء في الكتاب أن هنري كيسنجر دخل إلى البيت الأبيض في يوم تنصيب الرئيس وهو يتمتع بصلاحيات هائلة يعرف مصدرها جيداً. لقد أدرك أن أحداً لن يشكك بسلطته مادام يتابع إرضاء عميله الوحيد، ريتشارد نيكسون.
كان كيسنجر يعرف أيضاً أن هالدمان، وإيرلشمان، وموالين آخرين لنيكسون في فريق البيت الأبيض لن يثقوا به بالكامل يوماً لأنه لا ينتمي إليهم. لكنه فَهِم في الوقت نفسه أنه يُعتبَر مصدراً للمعرفة والذكاء في مجال السياسة الخارجية داخل البيت الأبيض في عهد نيكسون.
كانت المعنويات مرتفعة وسط أعضاء فريق مجلس الأمن القومي الذي أُعيد تنظيمه بقيادة كيسنجر. اعتبر هؤلاء أنفسهم نخبة منتقاة بعناية لم يتم تجميعها انطلاقاً من عامل المحسوبيات بعد الانتخابات، بل استناداً إلى خبرتهم في الشؤون الخارجية وصناعة السياسة. كان 8 أعضاء من أصل 30 رجلاً تقريباً في هذا الفريق يحملون شهادات دكتوراه، وعمل 8 آخرون في وزارة الخارجية، وكان 6 منهم أعضاءً سابقين في مجلس الأمن القومي خلال عهد جونسون، وطُلِب منهم متابعة عملهم مع الإدارة الجديدة، وجاء بعضهم من «البنتاغون»، ووكالة الاستخبارات المركزية، والأوساط الأكاديمية. كذلك، كان جزء كبير منهم ديموقراطيين يمقتون نيكسون، لكن كيسنجر نجح منذ البداية في إقناع الآخرين بأن مجلس الأمن القومي في عهده سيترفّع عن السياسة.
أجواء واشنطن
كان روجر موريس قد تسلم الشؤون الإفريقية تحت إشراف والت روستو وطُلِب منه أن يقابل كيسنجر في أواخر ديسمبر 1968، حين كانت الشخصيات الجديدة التي عيّنها نيكسون لا تزال تحاول الاعتياد على أجواء واشنطن. تأخر كيسنجر في الوصول إلى تلك المقابلة (مثلما كان ليتأخر عن كل اجتماع تقريباً خلال السنوات الثماني اللاحقة)، وطلب من موريس أن يرافقه إلى موعده المقبل. حين ركب في السيارة، استعمل كيسنجر أسلوباً مباشراً في الكلام، فسأله: «أنت ديموقراطي، أليس كذلك»؟ ثم قال قبل أن يتسنى لموريس الإجابة: «يجب أن تتذكر أنني لم أكن أدعم هذا الرجل أيضاً. كنتُ أعمل لمصلحة نيلسون روكفلر. طُلِب منّي تسلّم هذا المنصب وفوجئتُ كثيراً حين تلقيتُ هذا العرض، لكنني أعتبر أنني أعمل لمصلحة الرئاسة والمؤسسات، وأتوقع من كل عضو في فريقي أن يقتنع بأننا لسنا جزءاً من طرف سياسي معيّن داخل البيت الأبيض. أريد الاستعانة بأفضل فريق ممكن وبغضّ النظر عن انتماءاتهم الشخصية. أتوقع أن أستعين بديموقراطيين وجمهوريين، وأنتظر اتخاذ القرارات وتلقي التوصيات بمعزل عن الاعتبارات الحزبية. أنت تعمل من أجل الرئاسة، ولا تعمل لمصلحة الرجل الذي تسلّم هذا المنصب».
وافق موريس بسهولة على البقاء في فريق مجلس الأمن القومي. كانت الحياة البيروقراطية في آخر سنة من عهد جونسون خانقة بامتياز، فقد تداخلت السياسة الخارجية في البيت الأبيض مع حرب فيتنام، واستبعدت في المقابل جميع المسائل الأخرى. تلقى موريس وعداً بتغيير هذا الوضع، مما يعني نشوء نظام مفتوح، حيث تخضع جميع الخيارات للتحليل قبل طرحها أمام الرئيس والسماح له باتخاذ قراره.
الولاء لنيكسون
من الواضح أن كيسنجر لم يهتم بالقدر نفسه بالجانب الذي اعتبره هالدمان وآخرون ميزة أساسية في أعضاء فريق البيت الأبيض، أي الولاء الشخصي لنيكسون. كان رجال الرئيس يعطون الأولوية لهذا الولاء قبل جميع المعايير الأخرى، وقد شككوا حتماً بفريق كيسنجر الاحترافي الشاب والمعتدل. لكن هالدمان لم يُصِرّ، بتوجيه من نيكسون طبعاً، على تعيين أيّ من الأشخاص المحسوبين عليه في فريق كيسنجر. ساد جو من التوتر عموماً، ومع ذلك شعر كيسنجر فوراً بما يكفي من الأمان لاستدعاء ريتشارد آلن وإخضاعه، علماً بأنه واحد من عدد صغير من المحافظين المؤهلين والموالين لنيكسون في فريقه الجديد، وهو الرجل الكتوم والوفي الذي راح يتنقل بين مختلف الأفرقاء حين كان كيسنجر يخون محادثات السلام والديموقراطيين المتعثّرين.
الضربة الثانية
وافق آلن على العرض الذي يجعله واحداً من كبار مساعدي كيسنجر في مجلس الأمن القومي، وتم التعريف عنه أمام الصحافة إلى جانب كيسنجر، خلال مؤتمر صحافي في 2 ديسمبر. كان كيسنجر قد اتصل به قبل بضعة أيام للإشادة به ودعوته إلى الفطور. وكجزءٍ من عرض العمل، تعهّد كيسنجر خلال ذلك الفطور المشترك بأن ينقل كل واحدة من مذكرات آلن إلى نيكسون «من دون تدوين أي ملاحظة».
بعبارة أخرى، ستكون صلاحيات آلن كاملة. ثم سأله كيسنجر إذا كان يرغب في مرافقة والديه، اللذين يقيمان في نيويورك، إلى المؤتمر الصحافي، فشعر بالإطراء. يتذكر آلن تلك المرحلة، ويقول بكل أسى: «كنتُ واثقاً بالدور الذي سأؤديه مع كيسنجر».
لكن آلن اكتشف لاحقاً أن كيسنجر تذمّر أمام نيكسون وهالدمان، خلال تلك الأسابيع الأولى من ديسمبر، بسبب مقابلة أجراها آلن بعد فترة قصيرة من الانتخابات مع شبكة يو إس نيوز آند وورلد ريبورت، حيث اعتبر حظر الأنظمة المضادة للصواريخ البالستية موضوعاً «سيكون الاتفاق عليه مفيداً للطرفَين».
عَلِم آلن أن كيسنجر حذّر نيكسون من احتمال أن «تستفز» تلك المقابلة السوفيات. في منتصف الشهر، نشرت «نيويورك تايمز» مقالة إيجابية عن آلن واعتبرته شخصاً «مجتهداً، ولامعاً، وفصيحاً، ومنفتحاً، وصريحاً». ثم ذكرت الصحيفة، من دون تفسير مُسهَب، أن آلن «حافظ على تواصل سرّي مع د. كيسنجر» خلال حملة نيكسون.
وقعت الضربة الثانية بعد أسبوعَين. كان آلن موجوداً في لوس أنجلس لإجراء لقاء. في اليوم الذي تلا عيد الميلاد، كان يركب سيارة أجرة عندما وقعت أنظاره على مقالة بقلم رولاند إيفنز وروبرت نوفاك في صحيفة لوس أنجلس تايمز، وكانت بعنوان: «خيار نيكسون الغريب».
يتذكر آلن أنه نظر إلى المقالة وتساءل عن الشخص المسكين الذي يقصدونه. ثم بدأ يقرأها واكتشف أنه المقصود. اعتبر الصحافيان آلن «خياراً تجريبياً» وكتبا أن «الفجوة بين نزعة كيسنجر الناضجة والمتطورة إلى معاداة الشيوعية ونسخة آلن المبسّطة تعكس شرخاً واضحاً في المواقف».
ثم اقتبسا كلام مساعدي الرئيس حين قالوا إن آلن لم يعد مساعداً لنيكسون، كما كان خلال حملته الانتخابية، لكن «تم تعيينه بشكلٍ خاص كمساعد للدكتور كيسنجر الناضج».
تنصيب الرئيس
في اليوم الذي سبق تنصيب الرئيس، بعد تعيين آلن في منصبه داخل مبنى المكتب التنفيذي، كتب إيفنز ونوفاك: «اتخذ أصحاب أعلى المراتب قراراً داخل الإدارة الجديدة... وهو يقضي بعزله عن الواجبات الأساسية».
كان آلن يسمع بهذا القرار للمرة الأولى، لكن تبيّن لاحقاً أن تلك المقالة توقعت ما سيحصل فعلاً. يتذكر آلن أن كيسنجر عزله ووضعه جانباً بعد فترة قصيرة، وقد اعتبره معظم زملائه الليبراليين في فريق الأمن القومي «جاسوساً» لمصلحة نيكسون. استقال آلن في أواخر عام 1969 بعد إبعاده عن جميع المهام الأساسية. تعليقاً على رحيله الهادئ، يقول آلن: «كنتُ لا أزال موالياً لنيكسون. كنتُ كذلك فعلاً».
يتذكر باتريك بوشانان، واحد من أبرز كتّاب خطابات نيكسون المحافظين، أن السبب الأساسي وراء ثقة كيسنجر اتّضح داخل البيت الأبيض بعد بضعة أيام: «كان يكفي أن نتكلم مع بيل روجرز كي نعرف صاحب أكبر نفوذ».
رسائل شخصية
في 20 يناير، حين كان روجرز يشارك في حفل تنصيب نيكسون، انشغل فريق كيسنجر بتوزيع أول رسالة من أصل ما يفوق 12 رسالة شخصية من نيكسون إلى رؤساء حكومات أجنبية، بما في ذلك فرنسا، ويوغوسلافيا، ورومانيا، والاتحاد السوفياتي. كانت تلك الرسائل تحمل توقيع نيكسون، وقد سلّمها باليد مساعدون من مجلس الأمن القومي إلى مختلف السفارات في واشنطن. أمضى روجرز ذلك اليوم وهو يحتفل ولم يخبره أحد بهذه المراسلات الرفيعة المستوى. كانت تلك الرسائل مجرّد تعبير رمزي عن حُسن النوايا، لكنها اعتُبِرت من ناحية معيّنة أول سرّ رسمي بين نيكسون وكيسنجر. اعتبرها مساعِد في مجلس الأمن القومي أكثر أهمية مما توحيه، باعتبارها «بداية للجهود الرامية إلى إنشاء قنوات تنبثق مباشرةً من البيت الأبيض».
في فبراير 1969، بعد بدء العهد الرئاسي الجديد بشهرٍ تقريباً، سافر نيكسون إلى أوروبا لعقد سلسلة اجتماعات مع رؤساء دول تقضي مهمّتهم «بإقناع العالم بأن الرئيس الأميركي الجديد ليس مهووساً بفيتنام»، كما ذكر نيكسون في مذكراته. خلال الرحلة العابرة للأطلسي، قرأ نيكسون مقالة عن الرئيس الفرنسي شارل ديغول تم اقتباسها من كتاب كيسنجر الشهير عن حلف الناتو، The Troubled Partnership (الشراكة المضطربة). كان نيكسون فخوراً بأستاذ «هارفارد» الذي يوافقه الرأي.
لكن سرعان ما أصبحت هذه العلاقة رهينة عوامل أخرى: كان نيكسون يحتاج إلى من يجامله دوماً، بينما اضطر كيسنجر لتوزيع المجاملات طوال الوقت. بعد أول اجتماع بين نيكسون والسفير السوفياتي أناتولي دوبرينين، في 17 فبراير 1969، استدعى الرئيس كيسنجر مراراً. كتب كيسنجر أن هذه النزعة كانت تعكس «انعدام الأمان الذي يشعر به نيكسون خلال اللقاءات الشخصية: «دعاني إلى مكتبه 4 مرات في ذلك اليوم للتأكد من أنه أبلى حسناً. كان يظن أنه خاض مواجهة صعبة، مع أنني حملتُ انطباعاً معاكساً، فقد اتّسم الاجتماع بطابع تصالحي».
لم يناقش نيكسون اجتماع 17 فبراير في مذكراته، لكنه تطرّق إلى تقييم كيسنجر المدهش لأدائه بعد لقائه مع دوبرينين في وقتٍ لاحق من تلك السنة، فكتب: «عاد إليّ كيسنجر بعدما رافق دوبرينين إلى الباب، وقال لي: «أراهن أن أحداً لم يتكلم معه بهذه الطريقة على مر مسيرته المهنية! ما حصل استثنائي! لم يسبق أن تكلّم أي رئيس بهذه الصراحة يوماً».
التملّق جزء أساسي
كان التملق جزءاً أساسياً من عمل كيسنجر إذاً، لكنه ليس السبب الوحيد الذي جعله يوسّع صلاحياته. هو ونيكسون سيطرا على الحكومة منذ البداية، وبدآ يُحكمان الخناق على السلطة بطريقة مشتركة بعد أقل من شهر على تنصيب الرئيس. اعترف الرجلان في مذكراتهما بأن روجرز استُبعِد من ذلك الاجتماع الأول مع دوبرينين عمداً. كتب كيسنجر: «منذ البداية، كان نيكسون مُصمّماً على التحكم بأهم المفاوضات. هو استبعد وزير خارجيته مثلاً من أول اجتماع مع السفير السوفياتي أناتولي دوبرينين...».
لكن كيسنجر أنكر مسؤوليته عن طريقة التعامل مع روجرز، وأصرّ على اعتبار نيكسون المسؤول الوحيد عمّا حصل فقال: «ما كان يمكن أن أقترح هذا النوع من الإجراءات». لكن طرح الرئيس السابق نسخة مختلفة من القصة طبعاً، فكتب: «اقترح كيسنجر أن نطوّر قناة خاصة تجمعه مع دوبرينين. اعترفتُ بأن دوبرينين قد يكون أكثر صراحة في الاجتماعات الخاصة وغير العلنية، لذا أجرينا الترتيبات اللازمة كي يصل من دون أن يشاهده أحد عن طريق باب «الجناح الشرقي»، الذي لا يُستعمَل إلا في حالات نادرة، كي لا يعرف أحد أنهما التقيا. بعد فترة قصيرة، بدآ يجتمعان أسبوعياً خلال وقت الغداء في معظم الأوقات».
استبعاد روجرز
أهم ما في الأمر هو أن استبعاد روجرز استمر على مر ولاية نيكسون الأولى. أراد نيكسون وكيسنجر أن يديرا السياسة الخارجية الأميركية من البيت الأبيض، مما يعني أن يصبح روجرز مجرّد دمية يسهل التلاعب بها ويمكن مجاملتها أحياناً. كانت جميع الخطوات اللاحقة مقصودة. في أواخر شهر مارس، بدأ نيكسون وكيسنجر بترسيخ عادة استدعاء كبار السفراء الأميركيين إلى اجتماع في المكتب البيضاوي لمنحهم فرصة إرضاء الرئيس الجديد عبر نقل معلومات حساسة إلى كيسنجر مباشرةً. كان جاكوب بيم أول سفير معروف يتم التواصل معه، علماً بأن نيكسون كان قد عيّنه بداية عام 1969 سفيرا في الاتحاد السوفياتي. كان بيم دبلوماسياً محترفاً سبق أن عمل مع نيكسون بكل وفاء عام 1959، حين نظّم زيارة ناجحة لنائب الرئيس إلى بولندا. بعد مرور 8 سنوات، أصبح بيم مجدداً مضيفاً لائقاً، بصفته السفير الأميركي في تشيكوسلوفاكيا، حين قام نيكسون، المواطن العادي، بزيارة براغ.
اقتراح جديد حول العلاقات الأميركية - السوفياتية
يقول هيرش في كتابه: قبل أن يتسلم بيم منصبه الجديد في موسكو، تلقى دعوة لتناول الغداء مع كيسنجر ودوبرينين في السفارة السوفياتية، حيث فوجئ دوبرينين حين أخبر كيسنجر السفراء بأن نيكسون أراد حضور «جميع النقاشات مع المسؤولين الأجانب».وأضاف: بعد مرور بضعة أيام، اجتمع بيم مع نيكسون وكيسنجر في البيت الأبيض وطُلِب منه المشاركة في صياغة رسالة رئاسية إلى رئيس الوزراء السوفياتي، أليكسي كوسيغين، لطرح اقتراح جديد حول العلاقات الأميركية السوفياتية. تبلّغ بيم أيضاً بضرورة التعامل مع تلك الرسالة بأعلى درجات السرّية. التزم الدبلوماسي المحترف والكتوم بهذا المعيار طبعاً، لكنه اعتبر كتابة ملخّص خاص عن مسار الاجتماع إلى وزارة الخارجية أمراً طبيعياً. يتذكر بيم أنه افتعل حينها كارثة كبرى. شعر روجرز بالغضب وعبّر عن استيائه أمام الرئيس. انزعج نيكسون في المقابل من تهور بيم، ونقل انزعاجه عبر واحد من مساعدي كيسنجر، فهو اعتبر ما دار بينهما «حديثاً خاصاً». لم يكن إبلاغ وزير الخارجية بالرسالة الرئاسية الموجّهة إلى رئيس الوزراء السوفياتي ليمرّ بهذه السهولة، بل يجب أن يدفع بيم ثمناً باهظاً بسبب سذاجته. سرعان ما تم استبعاده من صناعة السياسات الأميركية السوفياتية، على غرار روجرز، واقتصر عمله لاحقاً على مهام رمزية وروتينية، حتى في قمة موسكو عام 1972.
وتابع: فضّل روجرز تجاهل الأدلة، رغم استياء فريقه، ولم يتخذ موقفاً ضد هذا النوع من عمليات البيت الأبيض. يتذكر روجرز أنه أدرك ما حصل وتكلم مع نيكسون عن هذا الموضوع، فقال له: «سأحرص على عدم تكرار ذلك». لكن تكررت المواقف نفسها مجدداً. لم يكن روجرز يعرف من سيفوز في هذه المواجهة، لكنه كان يعلم طبعاً العقل المدبّر الحقيقي وراء هذه اللعبة: «سمعتُ أن نيكسون كان يخبر السفراء (الأجانب) بأن يتصلوا بهنري إذا أرادوا القيام بأي شيء». تعليقاً على عجز روجرز عن التعبير عن غضبه، يقدم ألكسيس جونسون هذا التفسير الشخصي: «أظن أن بيل وجد صعوبة فائقة في تقبّل هذا التعامل القذر من شخصٍ خَدَمه بكل وفاء».