فهد الهندال لـ«الجريدة•»: لا أتوقع عودة الدراما الكويتية إلى عصرها الذهبي
• أكد أن مسلسلات رمضان فقدت قيمتها ورسالتها التنويرية
تحدث الناقد والكاتب فهد الهندال في حوار مع «الجريدة» عن الدراما الرمضانية في السابق والآن، وأبرز العوامل التي انحدرت بمستوى الأعمال التلفزيونية، بعد ريادة حققتها الكويت في العصر الذهبي للدراما، وفيما يلي التفاصيل:
• ما الفرق بين الدراما الرمضانية في السابق والآن؟
- الأعمال الدرامية في رمضان سابقاً، وقبل 30 عاماً تقريباً، لم تكن مجرد مسلسلات تخاطب فئة معينة، وهم الكبار، لكن كانت هناك مسلسلات للأطفال، وأخرى تاريخية، وبرامج متنوعة، وجميع تلك الأعمال كانت تُبرز القضايا المهمة لجميع أفراد الأسرة والمجتمع. أما الآن، وقد ظهرت المنصات في عصر التكنولوجيا والسماوات المفتوحة، فقد أصبحت الدراما وليدة تلك المتغيرات، وبالتالي لم تعد تهتم بإبراز قضايا معينة، لكن تتم صياغة المسلسلات كجملة أحداث وأفكار مطروحة في الشارع يتم تضخيمها، حتى تصبح «ترند» يثير الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتحصد المسلسلات نجاحاً زائفاً، بتحقيق أكبر نسب مشاهدة دون قيمة حقيقية تقدمها للمجتمع أو الفن.
- للأسف، انحدرت الدراما الكويتية من ريادتها للمنطقة في السابق، حيث كانت المسلسلات الكويتية تحقق تكاملاً وتناغماً فنياً على كل المستويات، من تصوير وإخراج وتمثيل وسيناريو وحوار، ومثال على ذلك الثنائي الذي قدمته الفنانتان حياة الفهد وسعاد عبدالله في مسلسل «رقية وسبيكة»، بعدها قدمتا محظوظة ومبروكة في مسلسل «على الدنيا السلام»، وغيرها من الأدوار الخالدة، لذلك نحن بحاجة اليوم إلى تطوير الكتابة الدرامية، وأن يقدم المنتج قيمة فنية حقيقية للمجتمع، إلى جانب الربح الذي يحققه، وهو ما نجحت في تقديمه دول عربية أخرى في السنوات الأخيرة، إلا أن الكويت تفتقر لهذا أخيراً، وابتعدت عن جوهرها الأساسي في تقديم النجوم والأفكار والطروحات والقيم، لذلك لا أتوقع عودة الدراما الكويتية إلى عصرها الذهبي قريباً.
• ما أبرز مساوئ الدراما الكويتية في السنوات الأخيرة؟
- التكرارية، فجميع المسلسلات أو معظمها تحمل ذات الفكرة بنفس المعالجة، وربما بنفس فريق العمل، وهذا أمر مؤسف جداً، إلى جانب العنف، الذي أصبح لغة الحوار في الخط الدرامي المحلي، وهو أمر مستغرب ويدعو للتساؤل، فلماذا كل هذا الكم من العنف اللفظي والجسدي والتهديد والجريمة، وكأن المجتمع منغمس في هذه السلبيات؟! ما يعكس صورة غير واعية عن المجتمع الكويتي. لذلك أدعو إلى عدم اعتبار الدراما الكويتية انعكاساً للمجتمع الحقيقي، لأنها صورة غير صادقة، حيث لا يتم تسليط الضوء على إيجابيات وجماليات كثيرة داخل المجتمع، من أعمال خير وشخصيات ناجحة وتجارب مشرفة وتضحيات.
• هل يمكن أن تسلط الضوء على أحد الأعمال الدرامية لهذا العام؟
- أعتقد من التجارب التي تعكس حالة التراجع للدراما الكويتية، هو مسلسل «دفعة لندن» للكاتبة هبة مشاري حمادة، الذي أساء في بعض مشاهده إلى جنسيات عربية. المشكلة أن تبرير الكاتبة لم يكن موفقاً، ولم يقنعني، ولم يقنع أحداً، لكنه كان عنواناً للجدل الذي أثارته حمادة، كنوع من لفت الانتباه وزيادة مشاهدة المسلسل، وهو مثال واضح على ما ذكرته سابقاً، أن المسلسل لم يعتمد على قضية وقيمة ورسالة بقدر البحث عن إثارة الجدل، وهو ما أكدته في أحد تصريحاتها، حين قالت: «هناك من يدفع، فأنا أكتب»، وهو دليل واضح على سبب انحدار الدراما، التي كانت في السابق مصدراً للمعلومة والتثقيف، وأنا تتلمذت وأبناء جيلي على العديد من الأعمال التنويرية القيمة في العصر الذهبي للدراما.
- الأعمال الدرامية في رمضان سابقاً، وقبل 30 عاماً تقريباً، لم تكن مجرد مسلسلات تخاطب فئة معينة، وهم الكبار، لكن كانت هناك مسلسلات للأطفال، وأخرى تاريخية، وبرامج متنوعة، وجميع تلك الأعمال كانت تُبرز القضايا المهمة لجميع أفراد الأسرة والمجتمع. أما الآن، وقد ظهرت المنصات في عصر التكنولوجيا والسماوات المفتوحة، فقد أصبحت الدراما وليدة تلك المتغيرات، وبالتالي لم تعد تهتم بإبراز قضايا معينة، لكن تتم صياغة المسلسلات كجملة أحداث وأفكار مطروحة في الشارع يتم تضخيمها، حتى تصبح «ترند» يثير الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتحصد المسلسلات نجاحاً زائفاً، بتحقيق أكبر نسب مشاهدة دون قيمة حقيقية تقدمها للمجتمع أو الفن.
• إلى أين وصلت الدراما الكويتية في ظل تلك المتغيرات؟التكرار والعنف وتجاهل النماذج الإيجابية أبرز مساوئ الدراما الكويتية أخيراً
- للأسف، انحدرت الدراما الكويتية من ريادتها للمنطقة في السابق، حيث كانت المسلسلات الكويتية تحقق تكاملاً وتناغماً فنياً على كل المستويات، من تصوير وإخراج وتمثيل وسيناريو وحوار، ومثال على ذلك الثنائي الذي قدمته الفنانتان حياة الفهد وسعاد عبدالله في مسلسل «رقية وسبيكة»، بعدها قدمتا محظوظة ومبروكة في مسلسل «على الدنيا السلام»، وغيرها من الأدوار الخالدة، لذلك نحن بحاجة اليوم إلى تطوير الكتابة الدرامية، وأن يقدم المنتج قيمة فنية حقيقية للمجتمع، إلى جانب الربح الذي يحققه، وهو ما نجحت في تقديمه دول عربية أخرى في السنوات الأخيرة، إلا أن الكويت تفتقر لهذا أخيراً، وابتعدت عن جوهرها الأساسي في تقديم النجوم والأفكار والطروحات والقيم، لذلك لا أتوقع عودة الدراما الكويتية إلى عصرها الذهبي قريباً.
• ما أبرز مساوئ الدراما الكويتية في السنوات الأخيرة؟
- التكرارية، فجميع المسلسلات أو معظمها تحمل ذات الفكرة بنفس المعالجة، وربما بنفس فريق العمل، وهذا أمر مؤسف جداً، إلى جانب العنف، الذي أصبح لغة الحوار في الخط الدرامي المحلي، وهو أمر مستغرب ويدعو للتساؤل، فلماذا كل هذا الكم من العنف اللفظي والجسدي والتهديد والجريمة، وكأن المجتمع منغمس في هذه السلبيات؟! ما يعكس صورة غير واعية عن المجتمع الكويتي. لذلك أدعو إلى عدم اعتبار الدراما الكويتية انعكاساً للمجتمع الحقيقي، لأنها صورة غير صادقة، حيث لا يتم تسليط الضوء على إيجابيات وجماليات كثيرة داخل المجتمع، من أعمال خير وشخصيات ناجحة وتجارب مشرفة وتضحيات.
الاعتماد أصبح على إثارة الجدل و«الترند» لتحقيق نجاح زائف للمسلسلات
• هل يمكن أن تسلط الضوء على أحد الأعمال الدرامية لهذا العام؟
- أعتقد من التجارب التي تعكس حالة التراجع للدراما الكويتية، هو مسلسل «دفعة لندن» للكاتبة هبة مشاري حمادة، الذي أساء في بعض مشاهده إلى جنسيات عربية. المشكلة أن تبرير الكاتبة لم يكن موفقاً، ولم يقنعني، ولم يقنع أحداً، لكنه كان عنواناً للجدل الذي أثارته حمادة، كنوع من لفت الانتباه وزيادة مشاهدة المسلسل، وهو مثال واضح على ما ذكرته سابقاً، أن المسلسل لم يعتمد على قضية وقيمة ورسالة بقدر البحث عن إثارة الجدل، وهو ما أكدته في أحد تصريحاتها، حين قالت: «هناك من يدفع، فأنا أكتب»، وهو دليل واضح على سبب انحدار الدراما، التي كانت في السابق مصدراً للمعلومة والتثقيف، وأنا تتلمذت وأبناء جيلي على العديد من الأعمال التنويرية القيمة في العصر الذهبي للدراما.