في ثاني زيارة من نوعها إلى المناطق الأوكرانية الأربع، دونيتسك ولوهانسك (شرق) وخيرسون وزابوريجيا (جنوب) التي ضمتها في إجراء لم يلق أي اعتراف دولي، تفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادته العسكريين في منطقتي خيرسون ولوهانسك في جولة غير معلنة قال الكرملين إنها «ارتجالية».
وفي حين تعد أوكرانيا لهجوم مضاد ضد القوات الروسية، أفاد الكرملين في بيان أن بوتين هنأ العسكريين في المنطقتين اللتين زارهما للمرة الأولى، بمناسبة عيد الفصح الذي احتفل به الأرثوذكس الأحد وقدم لهم «نسخاً عن أيقونات»، بدون أن يحدد تاريخ الزيارة.
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الصيني لي شانغفو «تصميم» بلاده على تعزيز التعاون مع الجيش الروسي، وفق تصريحات أوردتها وكالات أنباء روسية أمس، خلال زيارة يقوم بها إلى موسكو.
وتبدي الدول الغربية الداعمة لكييف في مواجهة الغزو الروسي، خشيتها من أن تزوّد الصين موسكو بالأسلحة لمساندتها في الحرب التي تخوضها منذ أكثر من عام، في خضم تقارب روسي-صيني معارض للتوجهات الغربية.
وأوضح لي شانغفو، أن الزيارة تهدف إلى أن «نظهر للعالم الخارجي... التصميم الحازم لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين القوات المسلحة الصينية والروسية».
وتعهّد الوزير الصيني «بتطوير التعاون العسكري والتقني، إضافة إلى التجارة العسكرية بين روسيا والصين»، ونقل هذه المجالات إلى «مستوى جديد». من جهته، دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي التقى نظيره الصيني أمس، إلى تطوير هذه العلاقات «من خلال تقديم كل (طرف) إلى الآخر، دعماً قوياً، بما يشمل قضايا الأمن القومي». وأبرز الوزير الروسي «أهمية أن يتشارك بلدانا التقييم نفسه لاتجاه التحوّل الجاري حالياً في المشهد الجيوسياسي العالمي».
وهي الزيارة الخارجية الأولى يقوم بها لي شانغفو منذ توليه منصبه في مارس 2023. وهو كان أكد الأحد خلال لقائه بوتين، «الطبيعة الخاصة والأهمية الاستراتيجية لعلاقاتنا الثنائية». كررت الدول الغربية في الآونة الأخيرة، تحذيراتها إلى الصين من تقديم دعم عسكري لروسيا، علماً أن بكين نفت وجود توجّه في هذا الإطار.
وتأتي زيارة لي لروسيا، والمقرر أن تستمر حتى اليوم بعد زيارة رسمية للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو في مارس الماضي. وخلال المحادثات التي استمرت يومين، أشاد بوتين وشي بـ»الحقبة الجديدة» في علاقات البلدين وناقشا مقترحات بكين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
إلى ذلك، رفضت البرازيل التي استقبلت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتهامات الأميركية لرئيسها لويس ايناسيو لولا دا سيلفا بترديد الدعايتين الروسية والصينية بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأتى استقبال لولا للافروف في برازيليا، في أعقاب زيارتي دولة أجراهما الرئيس البرازيلي إلى كل من الصين والإمارات، واعتبر خلالهما أنّه يتعيّن «على الولايات المتّحدة أن توقف تشجيع الحرب وأن تبدأ بالحديث عن السلام».
كما رأى لولا أن كييف تتشارك المسؤولية عن اندلاع الحرب التي بدأت مع اجتياح القوات الروسية لأراضي أوكرانيا في 24 فبراير 2022.
وشكّل الموقف البرازيلي تكرارا لموقفَي موسكو وبكين في تحميل الغرب مسؤولية الحرب التي دخلت عامها الثاني. وفي حين تسعى بكين إلى الظهور بمظهر المحايد في النزاع مع الإبقاء على شراكتها مع روسيا والامتناع عن إدانة الحرب والالتحاق بالعقوبات الغربية على موسكو.
وكان المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد صرّح للصحافيين أن «البرازيل تردّد ببغائياً الدعاية الروسية والصينية من دون أن تنظر بتاتاً إلى الحقائق». وشدّد على أنّ «التعليقات الأخيرة للبرازيل التي تشير إلى أنّه يتعيّن على أوكرانيا أن تتخلّى رسمياً عن القرم في إطار تنازل من أجل السلام، مضلّلة بكل بساطة»، معتبراً أن ما أدلى به لولا ينطوي على «إشكالية كبيرة».
وشدد كيربي على أن واشنطن «لا اعتراض لديها على أيّ بلد يريد المساعدة في وضع حدّ للحرب». وتابع «من الواضح أنّنا نريد وضع حدّ للحرب»، مضيفاً «هذا الأمر يمكن أن يحصل الآن، اليوم إذا أراد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أن يوقف مهاجمة أوكرانيا وأن يسحب قواته».
وردّ وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا على كيربي، قائلاً «لا أعرف كيف أو لماذا توصل إلى هذا الاستنتاج، ولكنني لا أوافقه الرأي مطلقاً».
وعلى رغم مواقفه الناقدة لواشنطن، يسعى لولا العائد منذ يناير رئيساً للبرازيل، إلى تعزيز علاقات بلاده بالولايات المتحدة التي التقى رئيسها جو بايدن في فبراير. وتتزامن زيارة لافروف إلى البرازيل مع اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في اليابان، حيث حذّروا أمس الدول التي تساعد روسيا في حرب أوكرانيا من دفع «أثمان باهظة».
ولم يعلن المجتمعون أي إجراءات جديدة ضد موسكو، لكنهم تعهدوا بمواصلة «تشديد» العقوبات بحقها ومضاعفة الجهود لمنع دول ثالثة من الالتفاف عليها.
في السياق، دانت الصين البيانات التي صدرت في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في اليابان، التي انتقدوا خلالها مطالب الصين الإقليمية وعسكرة بحر الصين الجنوبي، وحذروا من استخدام القوة العسكرية ضد تايوان، كما انتقدوا انتهاكات حقوق الانسان، خاصة في التبت وشينجيانغ.
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية، إن وزراء خارجية مجموعة السبع» تدخلوا بوقاحة في الشؤون الداخلية للصين، وقاموا بالافتراء على الصين وتشويه سمعتها».
وأضاف أن «البيانات مليئة بالعجرفة والتحيز ونوايا شريرة لقمع الصين» موضحاً أن الصين احتجت لدى اليابان، الدولة المضيفة للاجتماع.
وأوضح أن تايوان» جزء مقدس وغير قابل للانقسام من الأراضي الصينية». وأشار إلى أنه من أجل الحفاظ على السلام في مضيق تايوان، من الضروري رفض طموحات الاستقلال في الجزيرة.
ولفت إلى أن هونغ كونغ والتبت وشينجيانغ أيضاً تمثل «أموراً داخلية» للصين فقط، التي لا تقبل أي تدخل من الخارج.