لبنان: رهانات على تغيير موقف السعودية تجاه فرنجية
هل تقود التطورات السياسية المتسارعة في الإقليم إلى إنتاج تسوية رئاسية قريبة في لبنان تفضي إلى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية؟
ثمّة رهان كبير لدى فرنجية وحلفائه، لا سيما حزب الله وحركة أمل، على تطور العلاقات السعودية - الإيرانية، والسعودية - السورية، باعتبار أنها ستصب في مصلحة الرجل رئاسياً. وترتكز وجهة نظر حلفاء فرنجية على نقطة أساسية، وهي أن تحسُّن العلاقات بين طهران ودمشق من جهة، والرياض من جهة أخرى، يُسقط الكثير من العقبات التي كانت تحول دون انتخاب فرنجية.
وفي هذا السياق، يبرز تحرّك سياسي وإعلامي لرئيس تيار المردة بعد صمت طويل، من زيارته إلى بكركي للقاء البطريرك الراعي، واستعداداً لإطلالة إعلامية له الأسبوع المقبل، إلى جانب الإتصالات التي يجريها مع قوى سياسية متعددة، كلها تشير إلى أن الرجل قرر الانتقال إلى المرحلة الثانية من ترشيحه.
ويتحرك فرنجية على وقع هذه التطورات الخارجية، وبعد زيارة أجراها إلى فرنسا وأخرى إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وبحسب المعلومات، فإن لقاء فرنجية مع الأسد كان إيجابياً جداً، وقد جرى خلاله البحث في مسألة ترشيحه، وتوفير الدعم له لوصوله إلى رئاسة الجمهورية، وهو ما يسعى إليه النظام السوري مع السعودية، وفق ما تقول مصادر متابعة.
فيما تشير جهات معارضة لفرنجية إلى جوّ مختلف لدى دمشق، وبأنها لن تتمكن من إقناع السعودية بهذا الخيار، لا سيما أن الأسد سيكون مضطراً لتقديم بعض التنازلات، إلا أن هذا الأمر تنفيه المصادر القريبة من فرنجية وحلفائه.
وبحسب ما نُقل من نتائج عن زيارة فرنجية إلى الأسد، فإن الأخير قد أبلغ الرجل بزيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، وأنه سيبحث معه في الملف اللبناني وفي مسألة ترشيحه لرئاسة الجمهورية. يأتي ذلك على وقع استمرار محاولات إقناع السعودية بخيار فرنجية من قبل المسؤولين الفرنسيين، إذ تشير مصادر متابعة إلى أنه ما بعد زيارة المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل إلى الرياض، ولقائه المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، لتسليمه الضمانات التي قدّمها فرنجية، على أن يدرسها السعوديون ويجيبون بشأنها، على أن يُعقد لقاء آخر بين الرجلين بعد عيد الفطر المبارك لاستكمال البحث.
في هذا السياق، تشير المصادر إلى أن باريس لا تزال تحاول إقناع السعودية بهذا الخيار، خاصة أن مسؤولين فرنسيين يعملون على التواصل مع مسؤولين سعوديين في الديوان الملكي أيضاً بمحاولة منهم لتغيير موقف المملكة، كما حاولت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، خلال زيارته للعاصمة الصينية بكين طلب المساعدة من الصين في إقناع السعودية بخيار فرنجية، في المقابل تشير المصادر إلى أن موسكو أيضاً، التي كانت عنصراً ضاغطاً بقوة على السعودية في سبيل تطوير علاقاتها مع النظام السوري، فهي تحاول أيضاً إقناع الرياض بالسير بخيار فرنجية، مقابل تقديم ضمانات أساسية للرياض في لبنان، على أن تكون موسكو وبكين الجهة الضامنة لتطبيق هذه الضمانات من قبل فرنجية وحزب الله، وبالتعاون مع الإيرانيين.