السودان: هدنة أميركية والمدنيون يرفضون أي واقع تفرضه الحرب
• السيسي: مصر لن تتدخل وجنودنا لم يدعموا طرفاً ضد آخر
بعدما فشلت الدعوات والمناشدات، نجح تدخل الولايات المتحدة في انتزاع هدنة 24 ساعة بين الجنرالين المتقاتلين في السودان، قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وذلك بعد أن تواصلت المعارك بين القوات العسكرية لليوم الرابع موقعة أكثر من 200 قتيل بين مدني وعسكري.
وجاء التدخل الأميركي، الذي تمثل في اتصال وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالطرفين، بعد هجوم على قافلة دبلوماسية أميركية واعتداء على منزل سفير الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، فضلاً عن مقتل 3 عاملين في منظمة أممية، وسط تبادل اتهامات بين المتقاتلين حول الطرف المسؤول.
وترافق الضغط الدولي مع آخر داخلي من قبل القوى المدنية، إذ أكدت «قوى الحرية والتغيير» أنها لن تقبل نتائج الحرب «أيا كانت»، داعية إلى وقف القتال فوراً.
وأعلن حميدتي، في سلسلة تغريدات، موافقته على الهدنة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، مؤكداً أنه ناقش مع بلينكن «القضايا الملحة» في حين نفى الجيش في البداية علمه بأي هدنة، قبل أن يخرج البرهان على شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، ويعلن أنه سيلتزم بوقف إطلاق النار المقترح ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، مدة 24 ساعة.
وفي وقت سابق، اتهم البرهان، الذي يقيم في دار ضيافة رئاسية آمنة داخل مجمع لوزارة الدفاع، حميدتي بـ «الانقلاب والتمرد على الدولة والسعي لأسره وقتله»، مؤكداً أنه «إذا تم القبض عليه، فستتم محاكمته أمام القضاء».
وأصدر البرهان قراراً بحل قوات «الدعم السريع» وإعلانها «جماعة متمردة»، وتعهد بالعفو عن ضباطها وجنودها في حال استسلامهم وإلقاء أسلحتهم مع استيعابهم بالجيش.
ومع تواصل المعارك وارتفاع عدد القتلى والجرحى بشكل هيستيري، علّقت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها 250 برنامجاً للمساعدة الإنسانية، ولم تعد أي رحلات جوية لطائرات مدنية تصل إلى الخرطوم.
وحذر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر أمس من خطر انهيار النظام الصحي، مؤكداً استحالة تقديم الخدمات الإنسانية في الخرطوم وما حولها.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان إن القصف تسبب في إغلاق 9 مستشفيات في الخرطوم، ومستشفيين في الخرطوم بحري.
ووسط مخاوف من إمكانية اتساع رقعة القتال في المنطقة، اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأول بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، على وقع محادثات مصرية مع السعودية وجنوب السودان وجيبوتي، وتنسيق مع الإمارات لإعداد مقترح لوقف إطلاق النار.
واعتبر السيسي أن ما يحدث في السودان شأن داخلي لا يصح التدخل فيه، مشدداً على أن دور مصر يقتصر على الوساطة لاستعادة الاستقرار.
وإذ شدد على أن بلاده لن تتدخل عسكرياً في الأزمة، تمنى السيسي عودة الجنود المصريين العالقين في السودان سالمين، مؤكداً أنهم كانوا في مهمة تدريب، وليس لهم أي دور في دعم فريق على حساب آخر.
وفي موقف نادر، طالب الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، والذي عمل سابقاً وزيراً للخارجية المصرية، بدور مصري واضح وجريء، لافتاً إلى أن «مصالح مصر الحيوية في تلك المنطقة بأسرها أصبحت مهددة وعلى المحك، واحتمال استغلال إثيوبيا للوضع يضاعف مشكلة السد بالنسبة إلينا».