أحمد الفيشاوي... فتى الشاشة المشاكس

•النجم الشاب يثير غضب الرأي العام بأشهر قضية نسب

نشر في 21-04-2023
آخر تحديث 20-04-2023 | 16:16
ارتحل الفنان المصري أحمد الفيشاوي إلى عالم الشهرة، ولاحقته الأضواء منذ وقت مبكر، وحقّق حضوره المتميز كممثلٍ موهوب، وتعدّدت أقنعته في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، لكنه في الوقت ذاته تعرّض لأزمات متلاحقة، ولا يزال فتى الشاشة المشاكس يثير الجدل حول حياته الخاصة. واحتفل أحمد الفيشاوي بعيد ميلاده الثاني والأربعين في نوفمبر الماضي، ومرور 37 عامًا على أول أدواره "الطفل خالد" في السهرة التلفزيونية "ملحمة كبريت" (1985)، وهو لا يتجاوز الخامسة من عمره، وبعدها مع والده الفنان فاروق الفيشاوي في فيلم "المرشد" (1989)، وشارك في فيلم "البطل" (1998) مع النجم أحمد زكي. عرف الفيشاوي طريق الأعمال الجيدة، وكان مسلسل "ضوء القمر" (2000) عملًا استثنائيًا في بداية حياته الفنية، حين أسند إليه المخرج عادل الأعسر دور "وائل أبوالعز" أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والنجم أحمد رمزي، والوجوه الشابة ـ آنذاك ـ نيللي كريم وغادة عادل وعلا غانم.

بعد مرور 22 عامًا على “ضوء القمر”، استعاد أحمد الفيشاوي ذكريات وكواليس المسلسل على صفحته الرسمية بموقع “إنستغرام”، ونشر صورة تجمعه بزميلتيه نيللي كريم وغادة عادل، وعلّق قائلًا إن هذا المسلسل كان السبب في أن يتعرف عليهما الجمهور ويعرف اسميهما.


ملصق الفيلم ملصق الفيلم

رسالة مؤثرة من الابنة «لينا» إلى والدها الفنان المشهور

تلك الأيام

دخل الفيشاوي في تحدٍ كبير، كونه ينتمي إلى عائلة فنية، فوالده النجم فاروق الفيشاوي، ووالدته النجمة سمية الألفي، وكان عليه أن يثبت جدارته خلال مشاركاته الأولى، ويحقق حضوره بموهبته، وقدرته على تجسيد شخصيات متباينة، ويمضى في رحلة الصعود إلى القمة.

وتوالت أعماله على شاشة السينما، ومن أبرزها “الحاسة السابعة” (2005)، مع النجمة الأردنية رانيا الكردي وعبدالرحمن أبوزهرة وأحمد راتب، وإخراج أحمد مكي، و”جنينة الأسماك” (2008)، سيناريو ناصر عبدالرحمن وإخراج يسري نصرالله، وبطولة النجمة هند صبري وباسم السمرة وعمرو واكد، و”تلك الأيام”، قصة الأديب فتحي غانم، وبطولة النجم محمود حميدة وصفية العمري، وإخراج أحمد غانم.

وقدّم الفيشاوي 13 مسلسلًا لكبار مؤلفي ومخرجي الدراما، منها “حديث الصباح والمساء” (2001)، قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وسيناريو محسن زايد، وإخراج أحمد صقر، و”عفاريت السيالة” (2004)، تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، و”بدون ذكر أسماء” (2013)، تأليف وحيد حامد وإخراج تامر محسن.

واعتلى الفنان الشاب خشبة المسرح في عام 1999، وشارك في بطولة “حلاق بغداد” للكاتب ألفريد فرج، وإخراج هناء عبدالفتاح، و”الملك هو الملك” (2006) للكاتب سعدالله ونوس وإخراج مراد منير.

الزوجة الألمانية تلوِّح بدعوى قضائية بعد ظهور «تيتوس»

قضايا ومحاكم

ودخل الفنان الشاب في معترك قضية نسب، كانت الأشهر والأكثر جدلًا في الوسط الفني، وأثارت غضب الرأي العام، وطرفها الثاني مهندسة الديكور هند الحناوي، ورغم انتهاء المشكلة بينهما، فإن قضيتهما لا تزال متداولة في وسائل الإعلام، وكان آخر محطاتها ما قضت به محكمة الأسرة بقبول تظلم هند الحناوي وإلغاء منع ابنتها لينا أحمد فاروق الفيشاوي من السفر.

بدأت تفاصيل القضية في عام 2003، حين أعلنت الحناوي مفاجأة أنها متزوجة عُرفيًا من الفنان أحمد الفيشاوي، وأنها حامل منه، ولكن الفيشاوي نفى ذلك بشدة، واشتعلت المعركة بين أسرتي الطرفين.

ولجأت الحناوي إلى التصعيد عبر وسائل الإعلام، واستقطبت إليها كُتّابًا وناشطين في حقوق المرأة، وأثبتت أن علاقتها بأحمد بدأت منذ عملها في مسلسل “عفاريت السيالة”، وأن لديها عقدًا عرفيًّا يثبت علاقتهما، وتحدته أن يجري تحليل الحمض النووي (DNA).

في المقابل، رفض الفيشاوي إجراء التحليل، وبدأ يظهر في حوارات تلفزيونية ليتحدث عن خلفيته الدينية، وعن علاقته بالداعية الإسلامي عمرو خالد، ولم يقف والده الفنان فاروق الفيشاوي صامتًا بل دافع عن ابنه، واتهم هند وأسرتها بأنهم يبحثون عن الشهرة.

واستمرت المعركة لسنوات، وفي عام 2006، وافق الفيشاوي على إجراء التحليل خوفًا من فقدان نجوميته ورضوخًا لنصائح بعض أصدقائه، واستفز فاروق الفيشاوي وقتها الجمهور عندما قال إن ابنه غير مستعد ليكون أبًا.

وكان لدى هند الحناوي شهود، وأهمهم الخادمة التي شهدت بوجود علاقة بين هند والفيشاوي، كما شهدت بأنه طلب منها أن تجهض جنينها، وأصبحت الطفلة لينا أشهر طفلة وتم إثبات نسبها للفنان.

واستمر التوتر بين العائلتين لفترة، حتى استطاعت الفنانة سمية الألفي إعادة الحوار بين هند وابنها، وذلك لترى حفيدتها، وأيضًا رق قلب الجد فاروق الفيشاوي، وأصبحت لينا مصدر سعادته، وفي اللحظات الأخيرة من حياته، دخل في غيبوبة بعد صراع مع مرض السرطان، وحين أفاق سأل عن حفيدته وتمنى أن تكون بجانبه، لكنها كانت تدرس في إنكلترا، ومن الصعب أن تعود إلى القاهرة.

وقبل وفاته قال الفيشاوي الجد في لقاء تلفزيوني، إن الوحيدة التي يتمنى أن تكون قريبة منه في محنته مع المرض، هي لينا الفيشاوي، وذكر اسمها بالكامل “لينا أحمد محمد فاروق فهيم الفيشاوي”، ووصفها بأنها “حبيبته وحبيبة قلبه”، وأنها أهم إنسانة في حياته حاليًا، وأوصى ابنه أحمد برعايتها والاهتمام بها.


فاروق الفيشاوي وسمية الألفي وحفيدتهما لينا فاروق الفيشاوي وسمية الألفي وحفيدتهما لينا

الفيشاوي الجد يوصي ابنه أحمد برعاية حفيدته الحبيبة

رسالة مؤثرة

وتجدّدت الخلافات مرة أخرى، وفجرّت هند الحناوي مفاجأة جديدة، بعد أن أصبحت ابنتها في عمر الثالثة عشرة، وقالت إن الفيشاوي لا ينفق عليها منذ ولادتها، وأنهما سيتقابلان مجددًا في المحاكم، ولم يعلق الفنان على هذا الأمر.

ونشرت ابنة أحمد الفيشاوي على موقع “إنستغرام” رسالة تتحدث فيها عن والدها بتأثرٍ شديد: “أنا حزينة، كنت أتمنى أن تكون موجودًا من أجلي مثل الأب لابنته”، وجاءت كلماتها المؤثرة بعد أن أصدرت محكمة أسرة الخليفة حكمًا بحبس والدها شهرًا، لامتناعه عن سداد نفقة لها، وذلك بعد أن رفعت والدتها دعوى قضائية ضده من أجل الحصول على متجمد نفقة لابنتهما.

وفي ذلك الوقت، قال شعبان سعيد، محامي هند الحناوي، في تصريحات صحافية إن أحمد الفيشاوي امتنع عن دفع نفقة ابنته، وقدرها 234 ألفًا و600 جنيه، ليصدر حكم ضده واجب النفاذ ونهائي، إما الدفع أو الحبس.

واستمر مسلسل الأزمات، حين قامت الحناوي بتحريك دعوى قضائية عبر محاميها ضد طليقها، تتهمه فيها بالسب والقذف، وطالبته بتعويض مادي كبير، لما لحق بها من أضرار بالغة، بسبب تعرضه لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون أي دوافع إلا لحصولها على حكم نهائي بحبسه، لامتناعه عن سداد نفقة ابنته، رغم علمه وتوقيعه وموافقته بأن تدرس في لندن.

وتزوج الفيشاوي أربع مرات أخرى بعد تجربته مع الحناوي، واقترن بوسام عاطف، لكن زواجهما لم يستمر أكثر من أسابيع قليلة، وتزوج من الألمانية دنيس ولمان، التي تعرَّف عليها خلال رحلة علاج والدته الفنانة سمية الألفي في ألمانيا، وانفصل عنها، ثم تزوج من الإعلامية اللبنانية رولا ديبس، لكن زواجهما لم يصمد طويلًا، وفي يوليو 2018 تزوج من ندى الكامل ثم ظهر معها على السجادة الحمراء خلال عرض فيلمه “عيار ناري”، ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي.

وأسفرت الزيجات الخمس عن أزمات متفرقة، وفوجئ الفيشاوي بتلويح طليقته الألمانية دنيس ولمان بأنها ستحرك دعوى قضائية لإثبات نسب طفلها “تيتوس” البالغ من العمرثماني سنوات، وكانت طليقته الحناوي، قد نشرت عبر حسابها الشخصي بموقع “إنستغرام” صورة لابنتها لينا وتيتوس وأرفقتها بتعليق قالت فيه: “لينا الفيشاوي وتيتوس الفيشاوي.. صورة قديمة من يونيو 2019، ننتظرك في يوليو 2020”، وتزامن ذلك التعليق مع مواجهة أحمد الفيشاوي حكمًا بالحبس لمدة عام للامتناع عن سداد نفقة ابنته.

وتفجرت قضية نسب جديدة، حين أعلن محامي الحناوي أنه سيقيم دعوى قضائية ضد الفيشاوي، لإثبات بنوة “تيتوس”، وتبين أن الألمانية دنيس ولمان ظلت تبحث عن لينا لتعرفها أنها لديها أخ غير شقيق، وقامت لينا بعرض صور لها تجمعها بـ”تيتوس”، وظن البعض أنه شقيقها من أمها، ولم يعرفوا أنه من الفنان أحمد الفيشاوي.

وعبرت لينا عن سعادتها بوجود أخيها بجانبها في عام 2019، وقالت: “سأصنع الذكريات معك.. أحبك كثيرًا يا تيتوس.. لا أستطيع الانتظار لرؤيتك، موعدنا بعد سنة”.

وكعادته تجاهل أحمد الفيشاوي تلك الأزمات، وعندما صدر الحكم بحبسه لمدة عام، نشر عبر حسابه بموقع “إنستغرام” صورًا له بصحبة زوجته وهما يستمتعان بعطلة المصيف في منتجع الجونة، ولم يبالِ بالقضية الجديدة المرفوعة ضده لإثبات نسب الطفل تيتوس.

«ضوء القمر» لقاء استثنائي مع سيدة الشاشة فاتن حمامة

الدعوة عامة

ولاحقت الفيشاوي أزمات جديدة في العام الماضي، ولكن في فضاء الفن، حين واجه تراجعًا شديدًا في إيرادات فيلمه “أشباح أوروبا”، إخراج محمد عبدالرحمن حماقي، وقام ببطولته مع المطربة هيفاء وهبي، وعُرِض في دور السينما المصرية والعربية، بعد سنوات من الخلاف والمنع الرقابي.

وفي ظل محاولة أحمد الفيشاوي تقديم عدد من الأعمال الفنية الجديدة، طُرِح له في نفس العام الفيلم الكوميدي “الدعوة عامة”، إخراج وائل فهمي وشاركة في البطولة سوسن بدر ومحمد عبدالرحمن ودينا، وحقق أيضًا إيراداتٍ ضعيفة.

ولا يزال أحمد الفيشاوي يمر بفترات عاصفة في حياته، ويتخللها هدوء نسبي، وباتت المسافة هائلة بين فنان ينتقي أدواره بعناية فائقة، وإنسان غارق في تفاصيل تثير الجدل حول سلوكه الشخصي، وتداركه لأخطائه في وقت متأخر، كأنه راكب قفز إلى العربة الأخيرة قبل تحرُّك القطار!

«أشباح أوروبا» بطولة بلا إيرادات مع المطربة هيفاء وهبي

«الوشم والحلق» آخر أزماته مع الجمهور والنجوم

في عام 2018، اتجهت الأنظار إلى الفنان أحمد الفيشاوي بسبب إطلالاته الغريبة، فقد حرص على وشم جسده برسومات عديدة إلى جانب ارتدائه الأقراط في أُذنه، وتسبب ذلك في موجة هجوم من الجمهور وبعض النجوم.

أزمة الفيشاوي، بدأت بنشره في 6 أبريل 2018، صورًا له على صفحته الرسمية بموقع “إنستغرام”، من أحدث جلسة تصوير له، وتركيزه على إظهار الوشم الذي ملأ جسده حتى رقبته، ما جعله يتعرّض للانتقاد في كل مرة يظهر فيها في حدث أو مهرجان فني.

وفي يناير 2019، انتقد الفنان الراحل محمود الجندي، الوشوم على جسد أحمد الفيشاوي، بالإضافة إلى الحلق في أذنه، وقال في تصريحات تلفزيونية مع الإعلامية سمر يسري، إنه لا يجب شكل “التاتو” والحلق في الأذن، واعتبر أن هذه الأمور لا تليق بالرجال، وقال إن أحمد الفيشاوي لو كان ابنه لتبرأ منه.

وأشار إلى أن أحمد نجل الفنان فاروق الفيشاوي هو ابنه، قائلًا: “أنا أول واحد شغلته في السينما، وشلته على حجري في المستشفى، لكنه لا يستمع للنصيحة ولا يرد على هاتفه”.

وأكمل الفنان الكبير: “نفسي أحمد يسلك سلوكنا، لأن الرجولة والشهامة قيم، والسنوات التي عشتها أكدت لي أن الشكل الخارجي يدل على الرجولة”.

بدوره، قال الفنان أشرف عبدالباقي، أثناء حلوله ضيفًا على أحد البرامج التفزيونية، إن أحمد الفيشاوي انتقد تجربة “مسرح مصر” بدعوى أنها قائمة على ارتجال ممثليها، وأنه كان يحضر إلى المسرح في صغره رفقة والده الفنان فاروق الفيشاوي، وحينها كان يقدم عرضًا مسرحيًا مع الأخير بعنوان “أولاد ريا وسكينة”، التي قدم فيها مواقف اعتمدت على الارتجال.

وأوضح نجم “مسرح مصر” أنه لا يعرف كواليس الأزمة التي نشبت بين الفيشاوي وفريق إعداد برنامجه “عيش الليلة”، إثر اعتراضهم على “الحلق” الذي ارتداه الفنان، ودفعته تلك الطريقة للانفعال عليهم ومغادرة الاستوديو قبل تسجيل الحلقة.

«المرشد» يجمع بين الابن ووالده النجم فاروق الفيشاوي

مشكلة مع ناهد فريد شوقي بسبب «اللعبة الأمريكاني»

واجه الفنان أحمد الفيشاوي في العام الماضي، مشكلة مع المنتجة ناهد فريد شوقي، بسبب دخول الطرفين إلى ساحات المحاكم، وكان هناك اتفاق وعقد بينهما على تصوير فيلم “اللعبة الأمريكاني” عام 2016، إلا إنه أخل بالعقد بينهما، حيث قام بتصوير بعض المشاهد من الفيلم، من دون أن يرد ما حصل عليه من مال كمقدَّم تعاقد.

وفي بداية سبتمبر 2022، قررت محكمة الجيزة الابتدائية الحجز على أجر الفنان أحمد الفيشاوي، عن أحدث أفلامه “الرهبة” الجاري تصويره ـ آنذاك ـ وإلزام الشركة المنتجة لهذا الفيلم بسداد مليون و170 ألف جنيه من أجر الفيشاوى للمنتجة ناهد فريد شوقي.

وتضمنت الصيغة التنفيذية للحكم في الدعوى رقم 1294 لسنة 2017، إنذارًا يلزِّم الشركة المنتجة لفيلم “الرهبة” بسداد المبلغ المذكور، وحصلت المنتجة ناهد فريد شوقي على حكم نهائي بالحجز على أجر الفيشاوي.

وبعد الحكم، أرسلت ناهد نسخة من شكوى جديدة تقدمت بها إلى رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، طالبت فيه بوقف الفنان أحمد الفيشاوي عن العمل لحين سداد مستحقات الشاكية عملًا بمثل ما جرى اتخاذه من قرار ضد الفنانة هيفاء وهبي لصالح المنتج محمد السبكي. وكذلك إخطار الرقابة على المصنفات الفنية بعدم إصدار ترخيص عرض فيلم “الرهبة”.

كما تواصلت المنتجة ناهد فريد شوقي مع نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، متقدمة بطلب إحالة الفيشاوي للتأديب وإيقافه عن العمل لحين سداد مستحقاتها بالكامل، ثم قامت بإرسال قرار ينص على الحجز لدى الشركة المنتجة للفيلم، وتحصيلها ضمن حقها المادي.

back to top