كل عام وأنتم بخير، وعيد سعيد ومبارك على الجميع، وعساكم من عواده، والابتسامة تفترش شفاهكم بعيداً عن التحورات والمتحورات التي نعانيها ما بين فينة وأخرى بسبب الاضطرابات والإحباطات ومقالب المنقلبين والمنسدحين الذين لا يعرفون المناسبات السعيدة، لأنهم لا يؤمنون بأفراحنا ولا يقبلون سعادتنا ويكرهون ابتسامتنا.
ولكن ونحن نجتمع في عيد الفطر المبارك بعد قضاء شهر رمضان الكريم، فإن في هذه اللقاءات الأسرية أو الزيارات لبعض الدواوين ستجعل الحديث مستمراً عن زمرة الانبطاح الذين يسعون جاهدين للعب على مشاعر الآخرين والظهور بمظهر البسطاء والضعفاء.
ورغم أن هناك محاولات لاستمرار محاربة الفاسدين والمتجاوزين فإن المستغرب أنهم فرضوا حالة من التأجيج زامنتنا على سنوات في مناسباتنا السعيدة وأشغالنا حتى لا نفرح، فأين كنا في الماضي في هذه المناسبات وكيف أصبحنا في الحاضر؟
حتى لذة الفرح اختلفت وتغيرت معاييرها، فأصبح بعض الناس يصنع الابتسامة الصفراء أمام الآخرين رغم ألمه وحسرته ومعاناته من هذا المشهد الحزين، خصوصاً كبار السن الذين ما إن تجالسهم حتى يذرفوا الدموع ويسردون ذكريات الماضي الجميل الخالية من الأوجاع والأوهام والتضليل والمكر والخداع، لأن بساطة أوضاعهم وسهولتها ويسرها تكشف الوجوه الماكرة والمتلاعبة والمنقلبة.
فما يحصل في حاضرنا من صدمات متتالية من زمرة الفساد والعبث واللعب على أوتار الألم والحسرة ودغدغة المشاعر في تغريدات الوهم أدخلت الحابل بالنابل، وجعلتنا في دوامة الإحباط، ولكن لنصنع نحن الأفراح ونرسم الابتسامة على وجوه أحبائنا وسط جمعة الأسرة الجميلة والأصدقاء وغيرهم من المقربين لقلوبنا الذين يساهمون في إذابة أي ترسبات خلفتها الأحداث المتصاعدة، ولنجعل الأيام القادمة حبلى بالأحداث السعيدة حتى لو كانت تختلف مع الأمنيات، لأن التمسك بالحزن والكآبة سيجعل العابثين سعداء وهم ينظرون لتدهور أحوالنا، خصوصاً أن المحاسبة قادمة لا محالة، والمواجهة لا بد منها لأنهم بحاجة مرة أخرى للمواطنين والمواطنات الذين يجب ألا يفوتوا الفرصة في تجريد هؤلاء وكشف ألاعيبهم وتعريتهم أمام الملأ ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر.
آخر السطر:
أول القصيدة ألم وآخرها وهم.