هناك محطات صعبة قد تمر في حياة كل منا، فيتعرف من خلالها على نوعيات الناس والأصدقاء وحتى الأهل، فالأصدقاء منحة لا محنة في حياتنا من رب العالمين، وصديقك هو من يُصدقك لا من يتخلى عنك في الشدة، فيبادر بين الفترة والأخرى بالسؤال عنك ليسندك بعد الله تعالى المعين والسند لنا في الحياة، وكلما لجأت إليه سبحانه مد لك يد العون: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
فالله سبحانه وتعالى دائماً يطلب منا اللجوء إليه في الشدة والرخاء، فلنتزود بالتقوى لأنها الباقية، والحقيقة أن الناس والأهل والصداقات عبارة عن معادن، فمنهم الذهب والفضة والنحاس والألماس واللؤلؤ، ومن المعادن ما يتعرض للصدأ مع مرور الزمن، وهناك أيضاً صداقات مع أناس تصدأ وتتساقط مع الزمن كأوراق الشجر في فصل الخريف، وخير المعادن أجودها، فاختر صداقاتك والقريبين والمحيطين بك من معدن لا يصدأ، بل يزيد بريقاً في عينيك عند الشدة، ليسندك بعد الله تعالى، وتمسك به وابتعد عمن خذلك.
وصدق إمامنا الشافعي عندما قال:
جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْر
وإن كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي
وما شُكْرِي لهَا حمْداً وَلَكِن
عرفتُ بها عدوّي من صديقي
والله المستعان.