جمال الصحة بعد رمضان
كثيرة هي العادات الصحية والمريحة التي يفرضها علينا شهر الخير والبركات شهر رمضان المبارك، بحيث تقتصر الوجبات على وجبتين فقط هما وجبة الإفطار والسحور، وبعض الشراب والماء، بالإضافة إلى الأغذية الروحية من صلاة وعبادات وأعمال تطوعية ومساعدات روحية وجسدية تبعث الاستقرار والهدوء في المجتمع كافة، وما إن تشارف أيام هذا الشهر الجميلة وسهراته الروحية على الانتهاء حتى يبدأ التحضير لاستقبال عيد الأفراح والجوائز المباركة وتحضير الكثير من أصناف الحلويات والأطعمة الخفيفة والثقيلة التي تبعث الفرحة في نفوس الجميع لاستقبال عيد الفطر.
لكن إذا عدنا إلى الكثير من العادات الغذائية المغلوطة التي كنا عليها قبل هذا الشهر فإنها ستعمل اضطراباً في الجسم وإعادة ما خسرته من سموم ودهون ثقيلة وبسرعة أكبر، مما يقلق الكثيرين صحياً، وسيؤدي ذلك إلى اضطرابات بدنية ونفسية، خصوصا أن الجسم اعتاد أثناء الشهر على خسارة بعض الوزن الزائد، واعتاد جهازه الهضمي على الراحة والتعافي من العادات والأطعمة غير الصحية، فالإسراف في تناول هذه الأطعمة والحلويات دون فواصل زمنية كافية سيؤدي حتماً إلى زيادة سريعة في الوزن، ويسبب بعض الاضطرابات في الهضم ووظائف الكبد والكلى.
فالجسم اعتاد أثناء شهر رمضان على عدم تناول الطعام في أغلب ساعات اليوم، واستفاد من المخزون خلال العام على إبقاء حيويته وصرف ما تم تخزينه من قبل، لذلك نرى أن نعود تدريجياً إلى الوجبات التي ننصح أن تكون منتقاة صحيا وصغيرة نوعا ما، وعلى فترات حسب ظروف الحياة اليومية للشخص حتى لا تسبب العبء المفاجئ على الجهاز الهضمي وغدده المستقرة.
أما الأشخاص الذين كانوا يعانون من اضطرابات هضمية (التمثيل الغذائي)، ويعتمدون على الأدوية، فإن العودة إلى البرامج الغذائية الخفيفة والنوم الهادئ لساعات كافية ليلاً ستساعدهم في التخفيف من التوتر العصبي للمعدة. كما أن الإفراط والسرعة في تناول الطعام بعد (شهر رمضان) الذي نعتبره صحياً شهر الهدوء المعوي سيرهق الجهاز الهضمي، ويعرض الشخص لكثير من الأعراض الجانبية مثل آلام المعدة وحرقتها والغثيان، ومغص القولون والإسهال المزمن أو الإمساك المزمن، والذي سيؤدي إلى البواسير، ولتجنب ذلك فإنه من الأفضل أن نبدأ العيد بوجبات صغيرة غير دسمة وعلى فترات، ومضغ الأطعمة ببطء لتحفيز عملية الهضم السليم، وإفراز هرمونات الغدد اللازمة، مما يسمح للدماغ بمعرفة وتسجيل الطعام الذي يدخل إلى المعدة فيؤدي بدوره إلى زيادة مستويات الشبع ويمنع الإفراط في تناول الطعام.
كما أن الخمائر الطبيعية (البكتيريا النافعة) في الأمعاء مثل البروبيوتيك والبريبايوتكس التي كانت أساسية في وجبات شهر رمضان مثل اللبن الرائب (الزبادي) الطبيعي بدون نكهات والمخللات والثوم بزيت الزيتون وغيرها، ستعمل على تجديد البكتيريا الجيدة وتحسين البيئة الهضمية عامة، فيتعدل الضغط والسكر وينتظم المزاج تماما، وكل يوم وأنتم بصحة وعافية.