تبذل قيادتنا الحكيمة جهوداً كبيرة في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي الذي غاب عن البلاد خلال الفترة الماضية، ومعالجة الأوضاع السيئة، وقطع الطريق أمام الفتنة، والمضي قدماً بالكويت في طريق العمل من أجل تحقيق النهضة والتقدم المنشود، فبعد أن تم الإعلان منذ أيام عن تشكيل الحكومة الجديدة، أعلن سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، نيابة عن سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد في الكلمة التي ألقاها بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، اتخاذ القيادة السياسية قراراً بحل مجلس الأمة 2020 حلا دستوريا استنادا للمادة 107 من الدستور والدعوة إلى انتخابات عامة في الأشهر المقبلة، احتكاماً للدستور ونزولاً واحتراماً للإرادة الشعبية.
وقد تضمن خطاب سمو الأمير العديد من الرسائل المهمة التي نثمنها جميعا، بدءا بقرار العودة إلى الأمة لتقول كلمتها، ومروراً بتأكيد القيادة السياسية على احترام القضاء وأحكامه، ونبذ كل الطلبات والدعوات غير الدستورية، وانتهاء بالاستنكار الواضح لثقافة التجريح والطعن بالذمم ونهج الصوت العالي البغيض، وأهمية صون الوحدة الوطنية، لذا فإن لسان حال كل الكويتيين يوجه الشكر لسمو الأمير وسمو ولي العهد لما يقومان به من جهود من أجل الحفاظ على الوطن ووحدة صفه وسلامة ورفاهية أبنائه، استمرارا واستكمالا لنهج أسلافهم الكرام الذين كانوا على الدوام في صف الشعب وإرادته الحرة.
والمؤكد أن ما جاء في كلمة الأمير بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس أبناء الوطن، خصوصا ما يتعلق بتأكيد سموه أن حل مجلس الأمة 2020 سيواكب إصدار جملة من الإصلاحات السياسية والقانونية المستحقة لنقل الدولة إلى مرحلة جديدة من الانضباط والمرجعية القانونية، منعاً للخلاف ودرءا لكل أنواع التعسف في استعمال السلطة من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية، وضمانا لحيادية ونزاهة السلطة القضائية بتعزيز نظام الحوكمة في تكوينها واختصاصاتها، ومع هذه الإصلاحات التي ستنفذها القيادة السياسية ستكون هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المواطنين، فالكرة أصبحت في ملعبهم من جديد لاختيار من يمثلهم في مجلس الأمة خير تمثيل، ويجعل مصالح الوطن فوق كل شيء.
في الختام، نقول إن الشعب الكويتي كله ثقة بحكمة وقدرة سمو الأمير وسمو ولي العهد على معالجة الوضع السيئ الذي وصلت إليه البلاد، فلا مجاملة لأحد على حساب استقرار الوطن، ونتمنى من الجميع تغليب الحكمة وقطع الطريق أمام الفتنة، وحفظ الله الكويت أميراً وحكومة وشعباً من كل شر وسدد على درب الاستقرار والنماء والتقدم خطاها.