على أعتاب عيد الفطر المبارك، ووسط تفاؤل بقرب وضع النزاع في اليمن على طريق الحل، فُجِع اليمنيون بأكبر حادثة جماعية في تاريخهم، وواحدة من أكبر حوادث التدافع حول العالم في السنوات العشر الأخيرة، عندما قتل نحو 90 شخصاً، على الأقل، وغصّت المستشفيات بمئات الجرحى، بسبب التدافع أثناء توزيع مساعدات مالية تبلغ 9 دولارات للفرد في صنعاء من بعض التجار المقتدرين، في بلدٍ يعتمد نحو ثلثي سكانه، الذين يبلغ عددهم 30 مليوناً، على المساعدات للاستمرار.

ووقعت الحادثة المأساوية في مدرسة معين الحكومية بحيّ باب اليمن، وسط صنعاء القديمة، وبحسب المعلومات، فقد تجمع المئات، بينهم نساء وأطفال، في مكان ضيق ومكتظ، بانتظار تسلّم بطاقات صرف مساعدات إنسانية من إحدى الشركات التجارية اليمنية، قبل أن يبدأ التدافع.

Ad

وبينما لا يزال الغموض يحيط بتفاصيل ما جرى، نقلت وكالة «فرانس برس» عن شهود عيان، أنّ إطلاق نار من قبل قوات الأمن الموالية للحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة، أدى إلى التدافع.

وأشارت مواقع محلية إلى أن المسلحين التابعين للحوثيين، أطلقوا النار في محاولة لتفريق المحتشدين، ما أدى إلى تدافع المدنيين أثناء محاولة هروبهم من بوابة المدرسة.

وظهر في تسجيل نشرته قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين عشرات الأشخاص يتدافعون في مكان ضيّق، في حين يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات «عودوا للوراء، عودوا للوراء».

وتحدثت مصادر أخرى، عن حدوث انفجار في المولد الكهربائي الخاص بالمدرسة المكتظة بالفقراء والمحتاجين، وهو ما تسبب في حالة من الهلع والتدافع للخروج من المكان.

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين عشرات الأحذية، وقطع الملابس، وقد تكدس بعضها فوق بعض لدى مدخل المدرسة.

واكتفت وكالة أنباء الحوثيّين «سبأ» بالنقل عن المتحدّث باسم وزارة الداخليّة في الحكومة غير المعترف بها دولياً العميد عبدالخالق العجري، قوله، إنّ الحادثة وقعت «بسبب تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ ماليّة من بعض التجّار». وفرضت قوات الأمن التابعة للحوثيين طوقاً أمنياً حول المدرسة، حيث وقعت الحادثة، ومنعت الدخول إلى المكان وتصويره.

وأعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى لدى الحوثيين مهدي المشاط «تشكيل لجنة من الداخليّة والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع»، حسبما نقلت «سبأ». وقال مسؤول أمني في صنعاء، إنّ السلطات «اعتقلت ثلاثة تجّار على خلفيّة الحادثة».

من جهته، كتب عضو «المجلس السياسي الأعلى» محمد علي الحوثي على «تويتر»، أنّ التدافع حصل بسبب الاكتظاظ وضيق الشارع الذي تجمّعت فيه الحشود.

وامتلأت أَسرّة المستشفيات بالجرحى، وبينهم أطفال، بحسب لقطات مصورة بثتها وسائل الإعلام الحوثية.

في المقابل، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنيّة معمر الارياني على «تويتر»: «نحمّل القتلة المجرمين (...) الذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساويّة، وأحالوا حياة الملايين من اليمنيّين إلى جحيم، المسؤوليّة الكاملة عن هذه الجريمة»، في إشارة إلى الحوثيين.