تعاف بطيء لقطاع السياحة التركي بعد الزلزال المدمر
بعد استضافة الناجين من الزلزال الهائل الذي ضرب تركيا في فنادقه بأنطاليا لشهور، يأمل هاكان ساتشي أوغلو أن تمتلئ غرفه بالسياح قريبا بعد أن نقلت الحكومة الضيوف المؤقتين إلى مكان آخر.
وساتشي أوغلو، منسق فنادق ومنتجعات ليماك الدولية، هو واحد من العديد من العاملين في مجال الضيافة الذين يتوقعون أن يشهد قطاع السياحة شديد الأهمية من الناحية الاقتصادية في تركيا تعافيا من الزلزال الذي أدى إلى انخفاض الحجوزات والإقامات الفندقية.
وقال ساتشي أوغلو «أوفت الحكومة بوعدها» ورفعت آمال أصحاب الفنادق من خلال نقل الناجين من الزلزال إلى دور ضيافة ومهاجع، مما هدأ المخاوف من أن غرف الفنادق لن تكون متاحة للسائحين مع اقتراب موسم الذروة في الصيف.
لكن وتيرة انتعاش السياحة بطيئة في أعقاب الزلازل التي دمرت أجزاء من جنوب شرق تركيا في السادس من فبراير ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألفا وتدمير بلدات ومدن وتشريد مئات الآلاف.
ودفع الزلزال السياح إلى التفكير مرتين قبل حجز رحلة إلى تركيا، وهي وجهة رئيسية لقضاء العطلات على البحر المتوسط.
وعوائد السياحة حيوية لتركيا إذ يركز الرئيس رجب طيب أردوغان على خفض عجز ميزان المعاملات الجارية، البالغ 48.8 مليار دولار في العام الماضي، لمعالجة ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة.
لكن الانتعاش تعثر، وانخفضت الإقامة لمدة ليلتين أو أكثر في إسطنبول سبعة بالمئة مقارنة بعام 2019 قبل أسبوعين من الزلزال، لكنها تراجعت الآن 31 بالمئة وفقا لبيانات جمعتها شركة فوروارد كيز للسفر.
وقال أوليفييه بونتي نائب رئيس شركة فوروارد كيز لرويترز «بعد أداء ممتاز لشهور، عندما كانت البلاد تقود تعافي السفر في أوروبا (بعد جائحة كوفيد)، بات من الواضح أن السياحة الدولية إلى تركيا تتراجع».
وقبل الزلزال، كان المسؤولون يأملون في عام قوي على خلفية زيادة عدد السياح العام الماضي مع انحسار الجائحة. وقفز عدد الزوار الأجانب الذين وصلوا إلى تركيا 80 بالمئة على أساس سنوي إلى 44.56 مليون في عام 2022، على الرغم من أن هذا لا يزال أقل بقليل من الرقم القياسي 45.06 مليون شخص في عام 2019.
وعلى الرغم من زيادة الحجوزات في الآونة الأخيرة عبر قطاع السفر في أوروبا ككل، لم تتمكن تركيا من استعادة الزخم.
انتخابات وشيكة
كما تؤدي الانتخابات المقرر إجراؤها في 14 مايو أيار إلى عزوف السائحين عن زيارة البلاد بسبب مخاوفهم من اضطرابات محتملة خلال فترة انتخابات حاسمة يواجه فيها الرئيس أردوغان أكبر تحد سياسي في فترة حكمه المستمرة لعقدين.
وقال مسؤولون في قطاع السياحة إن العودة المحتملة لعدد الزوار المتوقع قبل الزلزال قد تحدث بعد انتهاء الانتخابات، خاصة مع ارتفاع الطلب على السفر في الصيف إلى تركيا.
الأمل في المنتجعات
نظرا لأن مركز الزلزال كان في مدينة كهرمان مرعش في جنوب شرق البلاد، فإن المنتجعات السياحية لم تتأثر وهو عامل آثار الأمال في التعافي بدعم من زيادة أعداد السائحين الروس.
ووفقا لبيانات من سلطات أنطاليا، ارتفع عدد الوافدين الأجانب إلى منطقة المنتجعات الشهيرة المطلة على البحر المتوسط 54 بالمئة في مارس آذار على أساس سنوي، مسجلا رقما قياسيا. وأظهرت البيانات أن الروس احتلوا المرتبة الأولى، يليهم الألمان والبريطانيون.
وتركيا هي واحدة من الدول القليلة التي لا يزال بإمكان الروس السفر إليها بعد فرض عقوبات غربية صارمة على موسكو بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا العام الماضي.
وعلى خلفية هذه البيانات المتفائلة لشهر مارس آذار، تتوقع الحكومة التركية تحقيق 56 مليار دولار من عوائد السياحة هذا العام. وقال وزير السياحة إن أنقرة ما زالت ملتزمة بتحقيق هدف ما قبل الزلزال على الرغم من تداعياته.