استطلاعات مزعجة لبايدن عشيّة ترشحه و«منافس ترامب» يبدأ جولة خارجية
الجمهوريون يصوتون على اقتراح حول سقف الدَّين
فيما يضع مستشارو الرئيس الأميركي جو بايدن اللمسات الأخيرة عشيّة إصدار مقطع فيديو إعلاني يعلن فيه الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن إعادة ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في 2024، وذلك بمناسبة مرور 4 سنوات على إعلان بايدن نفسه مرشحا في «رئاسية 2020»، أظهرت استطلاعات الرأي دعما فاترا لخطط إعادة انتخاب أكبر رئيس أميركي.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة إن «بي سي نيوز» أن 26 بالمئة فقط من الأميركيين يعتقدون أن بايدن يجب أن يترشّح لولاية ثانية كرئيس، بينما قال 70 بالمئة أنه لا ينبغي له ذلك. وبين الديموقراطيين، قال 51 بالمئة إن بايدن يجب ألا يترشح لولاية ثانية.
وتعد هذه الأرقام مزعجة لبايدن حتى وإن كان المستشارون واثقون بأنها لن تعني الكثير على المدى الطويل.
ويواجه بايدن تحديات جديدة نشأت بسبب معطيات سباق عام 2024 وأوجه الاختلاف عن انتخابات 2020 التي جرت في ذروة جائحة كورونا.
في عام 2020، كان بايدن قليل الظهور، إذ تسبب تفشي جائحة كوفيد- 19 في تعطيل أغلب جوانب الحياة بالولايات المتحدة، بما في ذلك حملة انتخابات الرئاسة التي وضعته في مواجهة الرئيس الجمهوري حينذاك دونالد ترامب.
وتحدّث ترامب خلال تجمعات انتخابية كبيرة، لكنّ بايدن أجرى أغلب أنشطة حملته عبر الإنترنت من قبو منزله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، متجنبا الحشود إلى حد كبير لمنع تفشّي المرض وتقليل مخاطر إصابته هو شخصيا بالفيروس.
لكنّ الأمور ستختلف هذه المرة. فقد ولّت أيام تفادي الفعاليات العامة، كبيرة كانت أو صغيرة، ومن المرجح أن تأخذه الحملة الانتخابية إلى المطاعم والمصانع ومقار النقابات العمالية، ليصافح الحشود يدا بيد ويلتقط الصور معها.
وسينعقد مؤتمر الحزب الديموقراطي في شيكاغو بالحضور الشخصي، بدلا من انعقاده عبر الإنترنت. وسيكون على بايدن (80 عاما) ممارسة مهامه الوظيفية في الوقت الذي يقنع الشعب بقدرته على تولّي المنصب لـ 4 أعوام أخرى. وبايدن هو أكبر الرؤساء سنّا في تاريخ الولايات المتحدة.
وسيراقب الجمهوريون الوضع عن كثب، بحثا عن أي دلائل على تقلّص جدول أعمال بايدن للإيحاء بأن تقدّمه في العمر ينال من قدرته على القيام بالحملة الانتخابية، وعلى الاستمرار في البيت الأبيض بطبيعة الحال.
وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري سكوت ريد: «من الصادم حقا أن يعتقد بايدن أنه ما زال قادرا على شغل المنصب لفترة ثانية، ولن أتحدث هنا عمّا تبقي من الفترة الحالية». ويبلغ ترامب، المنافس الأبرز حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، 76 عاما.
وكان ردّ بايدن على المخاوف المتعلقة بعمره وترشحه لفترة جديدة هو قول «راقبوني»، ويشير البيت الأبيض إلى سجل إنجازاته التشريعية على أنه الدليل على لياقته.
لكن ربما تكون قضايا أخرى حجر عثرة أمام الرئيس الحالي خلال حملته الانتخابية، ومن بينها تعامله مع الاقتصاد.
تولى بايدن الرئاسة في يناير 2021 فور طرح لقاحات «كوفيد»، وعادت الظروف الاقتصادية تدريجيا إلى طبيعتها خلال مطلع ولايته، بعد صدمة حالات الإغلاق الشامل على مستوى البلاد. وتفخر الولايات المتحدة في الوقت الحالي بأن عدد الوظائف زاد 3.2 ملايين وظيفة عمّا كان عليه قبل الجائحة.
لكن الأميركيين قلقون من حدوث كساد، مع ترجيح ارتفاع معدلات البطالة في ظل تباطؤ النمو وبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، واحتمال أن يحوم التضخم فوق مستويات ما قبل الجائحة.
وأعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري كيفن مكارثي، أمس الأول، أن المجلس سيصوّت هذا الأسبوع على خطة جمهورية بشأن رفع سقف الدّين والحد من الإنفاق، متهما بايدن بالتهرب من التفاوض فيما يلوح احتمال التخلف عن السداد في الأفق.
ويتنازع مكارثي وبايدن منذ أسابيع حول سبل الخروج من المأزق. ففيما يدعو بايدن إلى زيادة سقف الاقتراض من دون شروط، يطالب الجمهوريون الذين يحظون بغالبية مقاعد مجلس النواب بخفض الإنفاق الفدرالي من أجل تقليل ديون البلد البالغة 31 تريليون دولار.
وحذّر بايدن من أن المقترح الجمهوري الذي يعيد الإنفاق إلى مستويات 2022 ويفرض سقفا على الإنفاق المستقبلي ويلغي الإعفاءات الضريبية «الخضراء» في مقابل زيادة حد الدّين بمقدار 1.5 تريليون دولار في العام المقبل، سيؤدي إلى «تخفيضات ضخمة» في برامج يستفيد منها ملايين الأميركيين.
لكن حتى إن نجح مكارثي في تمرير اقتراحه في مجلس النواب، فإنه سيتعطل عند وصوله إلى مجلس الشيوخ، حيث يحظى الديموقراطيون بغالبية بسيطة.
الى ذلك، بدأ منافس ترامب، حاكم ولاية فلوريدا الأميركية، رون ديسانتيس، أمس، من اليابان جولة خارجية تشمل كذلك كوريا الجنوبية وإسرائيل وبريطانيا، ينظر إليها على أنها محاولة لتعزيز أوراقه الدبلوماسية والأمنية قبل إعلان ترشحه المحتمل الى الانتخابات الرئاسية، حيث سيخوض معركة حامية للفوز بترشيح الجمهوريين في مواجهة ترامب.
ويقوم ديسانتيس وزوجته كايسي بهذه الجولة تحت عنوان رسمي هو تعزيز الفرص التجارية لفلوريدا، وهو ما حاول الحاكم البناء عليه بحديثه عن جاذبية ولايته في الجانب الاقتصادي.
في المقابل، أيد حوالي 70٪ من الجمهوريين الذين شملهم استطلاع للرأي أجرته قناة إن بي سي، ترشيح ترامب للرئاسة، ويعتقد المستطلعون الذين صوتوا لمصلحة الرئيس الأميركي السابق أن التهم الموجهة إليه مسيسة وتهدف إلى منع انتخابه.