على وقع تغيّرات دبلوماسية في خريطة المنطقة، مع استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية برعاية بكين، وانفتاح عربي متسارع تجاه دمشق، عززته الأسبوع الماضي زيارة أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى دمشق، تستضيف العاصمة الروسية موسكو، اليوم، اجتماعاً رباعياً بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وسورية وإيران، لبحث المصالحة التركية ـ السورية، بعد أن فشل اجتماع بين دبلوماسيين من الدول الأربع، في وقت سابق من الشهر الجاري، في ترتيب لقاء بين وزيرَي خارجية البلدين.

وكشف وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، اليوم ، أن هدف الاجتماع «حل المشاكل العالقة عن طريق الحوار، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة بأقرب وقت ممكن».

Ad

وإذ توقع حدوث «تطورات إيجابية» في الاجتماع، شدد آكار على أن بلاده «لا ترغب في موجة لجوء جديدة، وتهدف لتوفير الظروف الملائمة لعودة السوريين إلى ديارهم بشكل آمن وكريم»، وتابع: «إلى جانب هذا، هناك إخوة سوريون لنا يعملون معنا، سواء في تركيا أو في الداخل السوري، ولا يمكن أن نتخذ أي قرار من شأنه أن يضعهم في مأزق».

وفيما يخص العمليات العسكرية التركية ضد الأحزاب الكردية السورية، جدّد آكار تأكيده على أن بلده ستواصل «مطاردة الإرهابيين بكل حزم».

وكانت سورية قد اشترطت انسحاباً تركياً من أراضيها للقبول بتطبيع العلاقات بين البلدين، وهو ما لا تزال أنقرة ترفضه، وهي تبحث عن ترتيبات أمنية لحماية حدودها. وتعمل موسكو على رأب الصدع في العلاقة بين دمشق وأنقرة، خصوصاً أن من شأن إحراز أي تقدّم أن يظهر ثقلها الدبلوماسي رغم العزلة التي تواجهها من الدول الغربية منذ بدئها الحرب على أوكرانيا.

وفي تطور آخر، تعالت أصوات كردية تطلب وساطة عربية لجمع كل الأطراف والمكونات السورية للتوصل الى اتفاق سياسي ينهي الأزمة السورية. وكان مجلس الحكم الذاتي في شمال وشرق سورية قد تقدّم الأسبوع الماضي بمبادرة لحل الأزمة السورية، مبديا استعداده للحوار مع دمشق. وكان وزير الخارجية السعودي شدد في لقائه مع الرئيس السوري بشار الاسد على حل سياسي شامل للأزمة وكل تداعياتها. وفي اجتماع وزاري لدول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر، عقد في جدة، طالبت دول عدة بحل لمسألة اللاجئين السوريين والمعتقلين السياسيين ومعالجة آثار الحرب قبل إنهاء تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية. وتستضيف السعودية القمة العربية السنوية الشهر المقبل، ولم يتضح بعد ما إذا كانت المملكة ستدعو الرئيس السوري أو أي ممثل عن دمشق الى القمة. وأفادت معلومات بأن اجتماعا قريباً لوزراء خارجية الخليج ومصر والأردن والعراق سيُعقد في عمان لبحث المسألة قبل موعد القمة.