الكويت: ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه ومقاصده تمثل خط الدفاع الأول للدول الصغيرة
«التحديات الحالية تضع النظام الدولي تحت الاختبار الأصعب منذ 1945»
أكدت دولة الكويت أن ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده ومبادئه تمثل خط الدفاع الأول للدول الصغيرة، فتحرير دولة الكويت عام 1991 يعد مثالاً يبين بجلاء ما يمكن أن يتم تحقيقه، عندما تتضافر جهود المجتمع الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة، ومن خلال قرارات صادرة عن مجلس الأمن تهدف إلى نصرة سيادة القانون والحق والعدالة.
جاء ذلك في بيان الكويت، الذي ألقاه السكرتير الأول، فهد حجي، مساء أمس ، أمام جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش حول «صون السلم والأمن الدوليين... فعالية تعددية الأطراف عن طريق الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
وقال حجي إن «عملية تحرير دولة الكويت تعد نموذجاً تاريخياً ناجحاً لإمكانات مجلس الأمن، وترجمة حية لما كانت تنشده الدول عند صياغة الميثاق من تصويب العدوان والاحتلال والاعتداء الذي كان هدفه نسف وخرق المقاصد والمبادئ النبيلة في الميثاق، وعلى الرغم من وجود هذه المبادئ والمقاصد، والتي يتعين من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام بها، نجد هناك من ينتهكها بشكل صارخ».
وبين أن عقد هذه الجلسة يأتي في وقت دقيق جداً، حيث يشهد العالم اليوم تحديات سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية وبيئية متشابكة ومعقدة بشكل غير مسبوق، مما وضع النظام الدولي متعدد الأطراف تحت اختبار حقيقي قد يكون هو الأكثر صعوبة والحاحا منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة في عام 1945.
وأضاف حجي انه أمام هذا الاختبار التاريخي يتعين على المجتمع الدولي بأسره العمل بشكل موحد وجماعي، وأن تتعاون وتتعاضد الدول الأعضاء مع بعضها البعض، من أجل تجاوز الانقسامات الحادة والخلافات المتجذرة التي تواجه المجتمع الدولي اليوم، مشيرا إلى أن هذه الجلسة تتيح الفرصة لمناقشة وتقييم المسؤوليات الجماعية تجاه الالتزام بالمبادئ والمقاصد الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، والتي تشكل دستورا للعمل الدولي متعدد الأطراف وأكثر الطرق فعالية لمواجهة التهديدات التي تعصف بالعالم اليوم.
إيلاء التدابير الوقائية اهتماماً أكبر لمنع نشوب النزاعات منذ مراحلها الأولية
وذكر حجي أن ميثاق الأمم المتحدة يمثل صكا للقانون الدولي، ويرسم إطارا واضحا لحفظ العلاقات بين الدول، واذا تم الالتزام بنصوصه لتقلصت التهديدات التي تعترض استتباب الأمن والسلم مع التأكيد على أنه يستوجب تطبيق تدابيره بصورة جماعية وفعالة وبالتوازي مع الالتزام بالمبادئ والمقاصد الواردة في الميثاق.
وتابع «لابد أن نعمل بشكل جماعي لكبح العنف والعدوان والعمل على بناء علاقات ودية بين الدول، والتأكيد على المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير المصير وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان».
وأكد حجي أنه لتكملة تلك المقاصد هناك مجموعة من المبادئ بنفس القدر من الأهمية يجب أن تشكل ركائز للعلاقات الدولية منها مبدأ سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بالإضافة إلى التسوية السلمية للنزاعات والامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد دولة عضو أخرى.
وشدد على أهمية إيلاء التدابير الوقائية اهتماما أكبر من قبل المجلس، بهدف منع نشوب النزاعات من خلال التعاطي مع الأزمات في مراحلها الأولية، معربا عن الأسف من أن نجاح تفعيل الأدوات الواردة في ميثاق الأمم المتحدة الرامية إلى صيانة السلم والأمن الدوليين رهينة وحدة وتوافق مجلس الأمن.