انتهت مرحلة الترقب، بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم، رسمياً، ترشحه لولاية ثانية في انتخابات 2024، التي يمكن أن يواجه فيها مجدداً دونالد ترامب فيما يشبه معركة إعادة للانتخابات السابقة.

وقال بايدن، في شريط فيديو نشر على «تويتر» وشاركت فيه نائبته كامالا هاريس: «أنا مرشح لولاية ثانية».

Ad

وتبدأ الرسالة بصور الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021، وشدد بايدن على النضال الذي لا يزال جارياً، بحسب قوله، من أجل الحرية والديموقراطية، مضيفاً: «فلننجز العمل!».

العائق الرئيسي أمام المرشح الديموقراطي الذي لا تزال شعبيته متواضعة، هو سنه، إذ لم يسبق أن انتخب الأميركيون رئيساً في مثل هذه السن، كما لم يسبق أن طلب مرشح منهم منحه ولاية جديدة للبقاء في البيت الأبيض حتى بلوغه سن 86 عاماً.

وسارع الحزب الجمهوري إلى اتهام بايدن «بالانفصال عن الواقع»، وقالت زعيمة المعارضة رونا ماكدانيال: «بايدن منفصل عن الواقع لدرجة أنه بعدما تسبّب في أزمة تلو أخرى، يرى نفسه جديراً بأربع سنوات إضافية». وكان ترامب قال إن ما تسبب فيه بايدن من ضرر يفوق ضرر أسوأ خمسة رؤساء في تاريخ البلاد، متعهداً بمواجهته.

وفي شريط فيديو، يتخيل الجمهوريون كيف ستبدو أربع سنوات أخرى من رئاسة بايدن: قنابل على تايوان، ومتاجر منهوبة، وطوابير من المهاجرين على الحدود.

لكن بايدن أخذ علماً، بحسب الاستطلاعات، أن ترشيح سلفه دونالد ترامب (76 عاماً) الذي وجّهتْ إليه محكمة في نيويورك اتهامات، لم يعد يثير حماسة أيضاً.

ويعتبر الديموقراطي بالتالي أنه إذا هزم سلفه الجمهوري، الشخصية المثيرة للانقسام، مرة، فيمكنه أن يقوم بذلك مجدداً عبر التركيز على شخصيته كرجل طيب وبرنامجه الموحد.

ويراهن بايدن أيضاً على أدائه وعلى وضع الاقتصاد الجيد والوظائف، لكن لا شيء من كل هذا يثير حماسة الكثير من الأميركيين الذين يواجهون ارتفاعاً كبيراً للتضخم.

وبايدن الذي ركز حملته عام 2020 على شعار «إنقاذ روح أميركا»، يفترض أن يشدد هذه المرة بشكل إضافي على البعد الاجتماعي والاقتصادي لمشروعه.

وتبقى علامة استفهام كبرى حول ما ستكون عليه فرص بايدن إذا واجه في نوفمبر 2024 خصماً أو منافساً أصغر سنا؟

ويجري التداول بكثافة باسم حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس، شخصية اليمين المتشدد، البالغ 44 عاماً، لكنه لم يعلن ترشحه حتى الآن.

وأظهر استطلاع رأي جديد أن 70 في المئة من الناخبين في أميركا يعارضون ترشح بايدن وترامب مجدداً.

وفي تفاصيل الخبر:

في خطوة قد تمهد لتكرار سيناريو انتخابات 2020 التي فاز بها على حساب سلفه دونالد ترامب، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأميركية، اليوم، سعيه رسمياً إلى ولاية جديدة في الانتخابات المقررة في عام 2024. ونشر بايدن مقطع فيديو دشن به حملته الانتخابية المقبلة على «تويتر»، وقال إن «الحريات الشخصية في الولايات المتحدة تحت هجوم من المتطرفين الجمهوريين».

وأضاف بايدن، الذي سيصبح عمره 86 عاماً حين ينهي ولايته الثانية، في حال فوزه بالانتخابات: «كل جيل تأتي أمامه لحظة يجب أن يدافع فيها عن الديموقراطية، وعن حرياته الأساسية. أعتقد أن هذه هي لحظتنا. ولهذا قررت أن أسعى لإعادة انتخابي كرئيس للولايات المتحدة. انضموا إليّ لإنهاء المهمة».

وستدير حملة بايدن جولي تشافيز رودريجيز، 45 عاماً، وهي ناشطة سياسية معروفة، ومديرة مكتب الشؤون الحكومية في البيت الأبيض.

جدل وحملة

في غضون ذلك، ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن بايدن، الذي يدور جدل حول صحته وعمره المتقدم، يراهن على الإنجازات التشريعية التي حققها في ولايته الأولى، وأن خبرته التي تزيد على 50 عاماً في واشنطن ستتغلب على المخاوف المتعلقة بعمره.

ويواجه بايدن «طريقاً سلساً» للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، نظراً لعدم وجود منافسة مع ديموقراطيين آخرين. لكن يُتوقع أن يواجه «صراعاً شاقاً للاحتفاظ بالرئاسة في دولة منقسمة انقساماً حاداً».

ورغم أن مسألة السعي إلى إعادة الانتخاب تعد من المسلمات بالنسبة لمعظم الرؤساء المعاصرين، لم يكن الأمر كذلك دائماً بالنسبة لبايدن، إذ قال عدد كبير من الناخبين الديموقراطيين إنهم يفضلون عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة لأسباب منها عمره.

وبينما تبدأ ملامح حملة بايدن في التبلور، يخطط الرئيس للترويج لسجل إنجازاته. وأمضى أول عامين من ولايته في مكافحة فيروس كورونا وتمرير مشاريع قوانين رئيسية، مثل مشروع قانون البنية التحتية المدعوم من الحزبين، والتشريعات الخاصة بتعزيز صناعة التكنولوجيا الفائقة، والتدابير المناخية. ويخطط بايدن للاستمرار في وصف جميع الجمهوريين بأنهم يتبعون سياسات «MAGA» المتطرفة، في إشارة إلى شعار حملة ترامب «فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً».

هجوم ومواجهة

وعقب الإعلان عن ترشحه، قالت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إن «بايدن منفصل عن الواقع لدرجة أنه بعدما تسبّب بأزمة تلو الأخرى، يرى نفسه جديراً بأربع سنوات إضافية»، محذّرة من أنه في حال فوزه «فإن التضخم سيواصل ارتفاعه الصاروخي، ومعدلات الجريمة سترتفع، وسيعبر مزيد من الفنتانيل حدودنا المفتوحة، والعائلات الأميركية ستكون أسوأ حالاً».

واستبق ترامب، 76 عاما، الذي يعد المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات المقبلة، إعلان بايدن، واصفاً إدارة الأخير بالفاشلة، وذلك فى بيان أصدره ليل الاثنين ـ الثلاثاء.

وقال ترامب فى البيان المطول، إنه يمكن أن تضع أسوأ 5 رؤساء فى التاريخ الأميركى معاً، ولن ينتج عنهم نفس الضرر الذى فعله بايدن بأميركا فى غضون سنوات قليلة قصيرة، ولن يقتربوا حتى منه.

وأشار إلى عدد كبير من المشكلات التى واجهها بايدن خلال السنوات الأولى له فى المنصب، والتى تشمل التضخم والهجرة والجريمة والتعليم، وتطرق إلى سجله فى السياسة الخارجية، مشيراً إلى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان واستيلاء «طالبان» على السلطة فى النهاية، والحرب الروسية ــ الأوكرانية والتوترات المستمرة مع الصين. وفيما يتعلق بالهجرة، رأى ترامب أنه فى ظل إدارة بايدن «تم إلغاء الحدود الجنوبية، وتم إطلاق سراح ملايين الأجانب غير الشرعيين في مجتمعاتنا. ما يحدث الآن لا يصدق. إنهم يأتون من السجون والمصحات العقلية. تم إفراغهم جميعاً، يتم إلقاؤهم في الولايات المتحدة، وكثير من هؤلاء الناس في غاية الخطورة، يتم التخلص منهم، وأصبحنا مثل مكب النفايات».

وقال إنه فى ظل هذه الرئاسة الفاشلة، يكاد يكون من غير المعقول أن يفكر بايدن فى الترشح لإعادة انتخابه، مضيفاً: تعرفون ما حدث فى الانتخابات الأخيرة، لقد قاموا بالغش وزوروا الانتخابات.

ووجه حديثه لبايدن قائلاً: لكننى أعدك عندما نقف على منصة المناظرة ونقارن سجلاتنا، فإن هذا سيكون أسوأ كابوس للديموقراطيين الراديكاليين لأنه لم يكن لديهم أبداً سجل سيئ مثل هذا، ولم يمر بلدنا بهذا القدر من قبل، ولم يكن هناك تناقض أكبر من أي وقت مضى بين إدارتين متتاليتين في كل التاريخ الأميركي، عظمتنا وفشلهم.

وتابع: «بدعمكم فى الانتخابات، سنهزم جو بايدن فى 2024، وسننقذ اقتصادنا، وسنسحق التضخم. سنوقف الغزو عبر حدودنا الجنوبية وسنستعيد كرامة بلادنا، وسنمنع الحرب العالمية الثالثة من الحدوث، ومعا سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».

ازاحة وصدمة

في السياق، عبر ترامب عن صدمته، اليوم، لأن قناة «فوكس نيوز» قطعت علاقتها مع المذيع تاكر كارلسون، اليميني المتطرف الذي روج بانتظام لنظريات المؤامرة وكان المذيع الأعلى تصنيفاً في الشبكة.

وقال ترامب: «لا أعرف ما إذا كان ذلك طوعيًا أم أنها عملية طرد، لكنني أعتقد أن تاكر كان رائعاً، لقد كان، خصوصاً خلال العام الماضي أو نحو ذلك، كان رائعًا بالنسبة لي».

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان «فوكس نيوز» أن كارلسون، الإعلامي المحافظ وأحد أبرز الوجوه التلفزيونية الأميركية، تركها بمفعول فوري بعد أيام من دفعها تعويضا مالياً ضخما لتسوية قضية تشهير مع شركة لآلات التصويت.

وكان كارلسون (53 عاما) أبرز مقدّمي «فوكس» ويطلّ عبر برنامج في الذروة المسائية حظي بشعبية واسعة في أوساط مشاهدي القناة اليمينيين.

ويعد كارلسون من أبرز الوجوه في الحلقة السياسية الجمهورية، وغالباً ما حاور ترامب، وتعرّض لانتقادات على خلفية ترويجه لأخبار مضللة، وصولاً إلى اعتماد خطاب تفوح منه رائحة العنصرية والكراهية.

وكانت شركة «أنظمة دومينيون للتصويت» رفعت دعوى قضائية ضد «فوكس نيوز» مطالبة بتعويض قدره 1.6 مليار دولار في مارس 2021، متهمة القناة بالترويج لمزاعم صادرة عن دونالد ترامب تفيد بأن آلاتها استُخدمت لتزوير نتائج انتخابات عام 2020 الرئاسية التي خسر فيها أمام جو بايدن.

من جانب آخر، بدأت اليوم إجراءات المحاكمة المدنية في الدعوى التي تقدّمت بها الصحافية الأميركية إي جين كارول في حق ترامب وتتهمه فيها باغتصابها خلال تسعينيات القرن الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه الدعوى لا تعد قضية جنائية، فإن العواقب المترتبة عليها بالنسبة إلى ترامب قد تكون خطيرة.

مفارقات انتخابية
• فاز بايدن بانتخابات 2020 وهو بسن 78 عاماً.

• في حال فاز ترامب في «رئاسية 2024» سيكون بسن 78 عاماً.

• في حال فاز بايدن في 2024 سيغادر البيت الأبيض بسن الـ86.

• لو فاز ترامب سيغادر البيت الأبيض وهو في الـ82.

• وفي كل الأحوال سيكون بايدن وترامب أكبر رئيسين سناً في تاريخ أميركا وعلى الأرجح آخر رئيسين من مواليد أربعينيات القرن الماضي.

• ثالث أكبر رئيس بتاريخ أميركا كان ريغان الذي أكمل ولايته الثانية وهو في الـ77.