بوصلة: التخطيط المُحكم
في قراءة لكتاب «التخطيط أول خطوات النجاح»، الذي يتناول فيه مؤلفه د. جيمس شيرمان فن ممارسة التخطيط وبناء مهاراته بشكل عملي وبسياقاته المتنوعة سواء في بيئة العمل أو في الحياة الخاصة بحيث يربط التخطيط بالعمل والمشاريع بمتطلبات الحياة الأسرية والاجتماعية، ويقدم في كتابه شرحاً عن عناصر وطرق التخطيط الناجح مع توفير نصائح واستراتيجيات للتخطيط الفعّال الذي يحول الآمال والأحلام إلى واقع، وينقلنا بنجاح من واقعنا الحالي إلى رؤيتنا المستقبلية، فالتخطيط عبارة عن تفكير ممنهج وخطوات منطقية محكمة ومبرمجة للوصول إلى الهدف الرئيس.
وقدّم د. جيمس نموذجين للتخطيط هما باختصار: من الداخل إلى الخارج، ومن الخارج إلى الداخل، وقد أعطى مساحة أكبر في كتابه لنموذج التخطيط من الداخل إلى الخارج، والذي يركز فيه ببساطة على ما تتميز به أنت أو المؤسسة التي تعمل بها مع إمكانية التأثير على البيئة الخارجية المحيطة والتأثر بها، وهي أقرب إلى الواقعية من دون مبالغة أو تسويف.
أما خطوات التخطيط عنده فتتمثل في: التقييم والالتزام والتقصي والقرار والتنظيم والتحضير والتطبيق والإنجاز، ويرى أن من المبادئ الجوهرية التخطيط الناجح هو إعطاء الأولوية للأعمال ذات الأهمية القصوى، ومقاومة العوائق التي تتسبب في انحراف خط سير الخطة، ووضع معايير لقياس الأداء من حيث الاتجاه والمدة المحددة، فالتخطيط يظهر مستوى الاستعداد ويحافظ على وتيرة التنمية على المستوى الشخصي والمؤسسي.
فلو أسقطنا ما جاء في كتابه على وضعنا الراهن المتعثر في مختلف الاتجاهات، وتساءلنا عن أسباب عدم محافظتنا على وتيرة التنمية في البلد، وعدم تحديد الأولويات، وعدم الالتزام بالتنفيذ والتطبيق، وآثرنا الانشغال بصغائر الأمور وكل ما هو محظور، وابتعدنا عن تحقيق ما نتطلع إليه من تنمية ورفاهية!! لبدأنا بإحكام ما نتميز به في الداخل، وخططنا لما هو طارئ ومتغير، فالنجاح على المستوى الشخصي أو المؤسسي أو حتى الرسمي لا يأتي عبر التصادم أو الحظ أو المصادفة بل هو ثمرة التناغم بين العمل الجاد والتخطيط المُحكم.