كشف مصدر مطلع في مكتب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قدّم استقالته شفهياً للرئيس، ولوّح بتقديمها كتابياً بعد عودته من جولته إلى عمان وبيروت ودمشق، بسبب تصاعد خلافاته مع رئيسي والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني.
وأوضح المصدر، أن الخلاف بين عبداللهيان ورئيسي عاد إلى الواجهة قبل سفر الوزير إلى مسقط، بعد أن أُبلِغت طهران من الوسيط العُماني، وجود مقترح أميركي جديد للعودة إلى المفاوضات النووية.
وقال إن رئيسي أصرّ على إيفاد كبير المفاوضين النوويين علي باقري كني لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع مسؤول أميركي في مسقط، في حين اقترح عبداللهيان إرسال كبير المفاوضين السابق عباس عراقجي، وعندما تمسك رئيسي بموقفه، قال عبداللهيان، إنه مستعد لتقديم استقالته كتابياً بعد العودة من جولته، وأخذ موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي للذهاب بنفسه إلى العاصمة العمانية.
ويطالب عبداللهيان منذ أشهر بتغيير باقري كني، إذ يعتبره المسؤول عن فشل المفاوضات وتوقفها، كما يشتكي الوزير من محاولات رئيسي تعيين مناصرين له من خارج الكادر الدبلوماسي في «الخارجية» التي يعد عبداللهيان أحد كوادرها.
وبحسب المصدر، فإن وزير الخارجية يأخذ على الرئيس كذلك تقييده يد الوزارة في ملفات المنطقة عبر تدخل فريق الرئيس بكل التفاصيل، في حين تواجه «الخارجية» منافسة غير متكافئة مع المجلس الأعلى للأمن القومي الذي كُلف توقيع اتفاق المصالحة مع السعودية والحوار مع دول المنطقة.
وأكد المصدر أن رئيسي تشاور أمس مع رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف بشأن تعيين باقري كني وزيراً للخارجية بدلاً من عبداللهيان، وبعد تحفظ قاليباف عن قدرة باقري كني على نيل موافقة النواب، اقترح رئيسي اسم سفير إيران الحالي في باكستان محمد علي حسيني لاستمزاج رأي النواب.
وحسيني شغل سابقاً منصب المتحدث باسم الخارجية بحكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، وينتمي إلى الأصوليين المقربين من «فيلق القدس»، خصوصاً أنه انتقل إلى «الخارجية» من وزارة الدفاع، إذ عمل بمركز دراساتها.
وتنقل حسيني في عدة مناصب وتولى مهام حساسة، إذ شغل منصب القائم بالأعمال في الأردن وسورية وأوزبكستان، ومنصب السفير في إيطاليا وباكستان، كما تولى مسؤولية لجنة إعادة إعمار لبنان بعد حرب 2006.
إلى ذلك، قُتل عباس علي سليماني، الممثل السابق للمرشد الإيراني علي خامنئي في محافظة بلوشستان المضطربة وعضو مجلس خبراء القيادة، في مدينة بابلسر شمال البلاد. وأفادت تقارير بأن ممثل خامنئي السابق كان في بنك بالمدينة الساحلية عندما «أخذ المهاجم سلاح حارس البنك وفتح النار عليه» قبل أن تحتجزه عناصر الأمن.
وفي أول تعليقٍ لها على الحادث استبعدت السلطات الإيرانية الدوافع الأمنية والإرهابية، وقالت إنها تُخضع المشتبه فيه للتحقيق، لمعرفة دوافعه في قتل سليماني عضو المجلس الذي يلعب دوراً في اختيار المرشد الأعلى المقبل.