رغم التحذيرات المتكررة والحملات التي شنتها «الجريدة» وغيرها على ظاهرة الغياب «المزاجي» قبل العطلات وبعدها دون أدنى عقاب أو رادع من الجهات الحكومية المعنية، دشن الموظفون الحكوميون أمس، عقب انقضاء إجازة عيد الفطر، أول أيام تطبيق دوام الفترات الأربع الذي اعتمده ديوان الخدمة المدنية تجريبياً 19 الجاري إلى ما قبل بداية العام الدراسي المقبل، بمعدلات غياب تجاوزت 25 في المئة ببعض الجهات. وتبدأ أولى تلك الفترات من السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، والثانية من السابعة والنصف صباحاً حتى الثانية والنصف ظهراً، والثالثة من الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً، أما الأخيرة فمن الثامنة والنصف حتى الثالثة والنصف عصراً.

وفي طليعة أعداد المتغيبين، جاء موظفو وزارة التربية بنسبة تغيب قاربت 50 في المئة، لتبدو بعض الإدارات والمناطق التعليمية شبه خالية من الموظفين، كما شكل كثير من المدارس أمس «بيئة طاردة» للطلبة الذين تجاوزت معدلات غيابهم 85 في المئة، حيث نجحت قروبات التحريض على الغياب في فرض سيطرتها.

Ad

وإزاء تنامي هذه الظاهرة، شددت الوزارة على تفعيلها نظام خصم الدرجات من الطالب المتغيب بغير عذر طبي، كما تفقد وزير التربية وزير التعليم العالي د. حمد العدواني عدداً من مدارس منطقة الفروانية للوقوف على سير العمل بها ومدى حضور الطلبة.

وعلمت «الجريدة»، من مصادرها، أن عدة إدارات تعليمية نبهت على المدارس والمعلمين بضرورة شرح الدروس المقررة للطلبة المتلزمين تحفيزاً لهم على الانضباط والالتزام بالحضور، بينما اتصلت إدارات أخرى بأولياء الأمور لتسلم أبنائهم لعدم إمكانية استمرار الدوام المدرسي وسط تغيب كل هذه الأعداد.

أما باقي الوزارات والجهات الحكومية الأخرى، فلم تكن النسبة قليلة كذلك، حيث تراوحت معدلات غياب موظفيها بين 20 و25 في المئة، مع توقعات بأن تكون نسبة غياب اليوم أكبر في ترسيخ سيئ لثقافة التغيب التي باتت سائدة قبل العطل وبعدها.

وفي تفاصيل الخبر:

بعد انقضاء إجازة عيد الفطر السعيد، ومع أول أيام تطبيق نظام الدوام الجديد في الجهات الحكومية، استأنف الموظفون أمس أعمالهم وسط معدلات غياب تجاوزت 25 في المئة في بعض الجهات، في حين ارتفعت النسبة بين طلبة المدارس التي سجل بعضها غيابا شبه تام، حيث لم يتجاوز الحضور فيها 15 في المئة من عدد الطلاب، بينما سجل عدد قليل من المدارس الثانوية للبنات نسبة حضور اقتربت من 40 في المئة.

وقالت مصادر تربوية لـ«الجريدة» ان بعض الادارات المدرسية طلبت من المعلمين شرح الدروس واستكمال اليوم الدراسي بشكل طبيعي رغم قلة عدد الطلبة، بينما قامت ادارات مدرسية اخرى بالاتصال بأولياء الأمور للعودة وتسلم ابنائهم لعدم امكانية استمرار الدوام المدرسي.

وأشارت المصادر إلى أن بعض الإدارات المدرسية طبقت اللائحة بتسجيل الغياب في برنامج سجل الطالب، متوقعة أن يكون الغياب بشكل أكبر اليوم الخميس، في ترسيخ لثقافة التغيب التي باتت سائدة قبل وبعد العطل من دون رادع.

غياب تربوي كبير

ولم يكن حضور موظفي «التربية» مثاليا أمس، إذ بدا لافتا تغيُّب نسبة كبيرة من موظفي الديوان العام للوزارة والمناطق التعليمية، اذ لم تتجاوز نسبة الحضور 50 في المئة، حيث فضل أغلب الموظفين ربط عطلة العيد بنهاية الاسبوع من خلال الحصول على اجازات مرضية أو دورية لضمان عدم الحضور أمس واليوم.

وعلمت «الجريدة» من مصادرها أن اقسام الاجازات والدوام رصدت حضور الموظفين، حيث سيتم توجيه استفسارات للمتغيبين، مع مراعاة الحاصلين منهم على اجازات دورية، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على تطبيق اللوائح والنظم الخاصة بديوان الخدمة المدنية بشأن الدوام.

وذكرت المصادر أن مختلف الادارات في الوزارة والمناطق التعليمية بدت شبه خالية من الموظفين، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يكون الغياب اليوم أكثر من أمس.

الجامعة و«التطبيقي»

أما موظفو جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب فالتزموا بالدوام أمس، حيث شهدت الجامعة بداية تطبيق البصمة لعدد من مراكز العمل التي انتقلت الى المبنى الإداري الجديد بمدينة صباح السالم الجامعية بالشدادية، وقد سجل غياب بسيط من قبل موظفي الجامعة و«التطبيقي» الذين حصلوا على إجازة طبية أو تمديد عطلة العيد.

وفيما يخص حضور الطلبة في كليات جامعة الكويت، لم يشهد الحرم الجامعي في مدينة صباح السالم الجامعية في «الشدادية» أي اختناقات مرورية للطرق المؤدية للجامعة في بداية اليوم الدراسي، حيث شهدت الكليات حضورا خفيفا من الطلاب والطالبات والأساتذة بسبب انتهاء غالبية المناهج الدراسية استعدادا لاختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني، بينما شهد مركز العلوم الطبية في الجابرية حضورا لافتا من الطلبة والأساتذة بالإضافة الي الإداريين.

وشهدت كليات ومعاهد «التطبيقي» حضورا متفاوتا من قبل الطلبة، رغم قرب انتهاء الفصل الدراسي الثاني ودخول أجواء الاختبارات النهائية التي تنطلق منتصف الشهر المقبل.

80% في «الكهرباء» و«الأشغال»

من جهتها، أكدت وزارة الكهرباء والماء أن نسبة حضور موظفيها في أول يوم بعد العيد تجاوزت الـ 80 في المئة، وهي نسبة طبيعية في مختلف القطاعات والإدارات المختلفة في الوزارة.

ولفتت مصادر «الكهرباء» إلى أن نسبة التغيب توزعت بين «مرضيات» وإجازات ممتدة للأسبوع القادم، خصوصا أن البعض فضل قضاء اجازة العيد خارج البلاد.

وأكدت التزام موظفي الوزارة بالأوقات المحددة من قبل ديوان الخدمة المدنية والتي تم تعميمها على جميع الإدارات ومختلف القطاعات، خصوصا في الإدارات الحيوية في المحطات والمنشآت التابعة للوزارة.

وفي وزارة الأشغال كان الحضور طبيعياً، إذ تراوحت نسبته بين 75 و80 في المئة.

وقالت مصادر «الأشغال» إنه في الساعات الأولى من صباح أمس حضر بعض الموظفين وفقا المواعيد القديمة للدوام عند الساعة السابعة صباحا، ممن لم يعلموا بالمواعيد الجديدة المحددة للدوام المرن، والتي أعلنتها الوزارة الخميس الماضي بسبب إجازة العيد وعدم انتباه البعض.

وأشارت إلى التزام موظفي الوزارة بنظام البصمة المتبع في الوزارة وفي مختلف إداراتها الخارجية، مشيرة إلى أن الحصر الدقيق في اليوم الأول لعدد الحضور أمر يتطلب مزيدا من الوقت لتتمكن الشؤون الإدارية في الوزارة من إجرائه، لاسيما أن هناك إدارات تعمل بنظام «الشيفت» وفقا للقرارات المنظمة لعملها.

البلدية... حضور وإجازات

بدورها، لم تتجاوز نسبة الحضور بين موظفي بلدية الكويت 65 في المئة في إدارات المحافظات، بينما قاربت 70 في المئة في الإدارات الرئيسية.

وذكر مصدر في البلدية أن موظفين عديدين قدموا إجازات ليومي الأربعاء والخميس، خصوصا في القطاعات الإدارية والخدمات، موضحاً أن آلية العمل في أول يوم كانت هادئة جداً، كما أن نسبة إقبال المراجعين كانت قليلة جداً.

من جهة أخرى، قال المصدر إن المدير العام للبلدية سيعتمد آلية الدوام الجديد بشأن حضور وانصراف العاملين في البلدية، كاشفاً عن نية لإصدار التعميم اليوم باختيار فترتين من الفترات التي حددها ديوان الخدمة.

وأضاف أن الاختيار وقع على الفترتين من 8 صباحاً إلى 3 عصراً لبعض الإدارات، وتشمل العنصر النسائي، ومن 8:30 صباحاً إلى 3:30 عصراً للعديد من القطاعات، مضيفاً أنه من الممكن تعديل آلية الدوام وإضافة فترة إضافية خلال الشهر المقبل.