أجبرت المواجهات المسلحة الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أماني حسن، وهي إحدى أبرز بائعات الشاي في وسط الخرطوم، على البقاء في منزلها تاركة مصدر رزقها الوحيد الذي ظلت تتكسب منه على مدار عقدين وتعول به أبناءها الأربعة، بعد أن توفي والدهم جراء الحرب في ولاية جنوب كردفان قبل سنوات.
وفي هذا الصدد، تقول رئيسة اتحاد «بائعات الشاي» في ولاية الخرطوم، عوضية كوكو، في تصريح نقله موقع سكاي نيوز أمس، إن 100 ألف امرأة يعملن في هذه المهنة بحسب حصيلة حديثة أجريت خلال الأشهر القليلة الماضية، وهن يواجهن مأساة حقيقية هذه الأيام بعد توقف أعمالهن بسبب الاشتباكات العسكرية.
وتضيف أن «بائعات الشاي يُعتبرن الفئة الأكثر تضرراً من الحرب لأنهن يعتمدن على كسب رزقهن يوماً بيوم، فليس لهن أي مدخرات».
وتقول نفيسة، وهي إحدى بائعات الشاي: «لم نستطع تحمل لهيب المواجهات العسكرية، فأطفالنا يصرخون ولا ينامون طوال الليل ولذلك فررنا إلى ولاية الجزيرة».
وإلى جانب الرغبة في الكسب المادي، فإن الحنين إلى أرصفة وشوارع الخرطوم ينتاب العديد من بائعات الشاي، وتقول أماني حسن: «اشتقت إلى مكان عملي بوسط الخرطوم وزبائني الذين لا يكتمل كيفهم من الشاي والقهوة إلا بعد الجلوس إلى جانبي وسماع حكاياتي مع كل صباح».