رئيس الصين يُجري أول اتصال بزيلينسكي منذ بدء الحرب الأوكرانية
• بكين سترسل مبعوثاً إلى كييف والدول المعنية بالأزمة
في خطوةٍ تعطي زخماً للمبادرة الصينية لحل أزمة الحرب الأوكرانية، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ أول محادثة هاتفية بينهما منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.
وذكر التلفزيون الصيني، أن الرئيس شي أكد، خلال المحادثة، التي كانت متوقعة بعد عودته من زيارته لموسكو الشهر الماضي، أن المفاوضات هي الحل الوحيد للأزمة.
وأكد نائب رئيس القسم الأوروبي الآسيوي بوزارة الخارجية الصينية يو جون، أن الاتصال «يعكس موقف الصين البناء والمحايد إزاء الشؤون الدولية، وإحساسها بالمسؤولية بصفتها دولة كبيرة»، لافتاً إلى أن بكين سترسل قريباً مبعوثاً إلى أوكرانيا والدول المعنية للمساهمة في التوصل لتسوية سياسية.
واقترح الرئيس البرازيلي اليساري لولا دا سيلفا، الذي يحاول موازنة علاقاته بين واشنطن وبكين، القيام بوساطة تضم البرازيل والصين والإمارات، وربما دولاً أخرى، لكن يبدو أن بكين تطمح إلى لعب هذا الدور منفردة، فقد جاء الاتصال بعد نجاح بكين في رعاية اتفاق لإعادة العلاقات بين إيران والسعودية، وهو ما اعتُبِر، على نطاق واسع، اختراقاً كبيراً للدبلوماسية الصينية في منطقة كثيراً ما كانت تعتبرها الولايات المتحدة ملعبها الحصري.
وتُظهِر الدبلوماسية الصينية اندفاعة قوية على الساحة الدولية، فقد عرضت بكين أخيراً استضافة محادثات سلام إسرئيلية - فلسطينية لحل القضية الفلسطينية المزمنة، والتي تؤيدها الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط قضية مركزية.
وفي حين قال زيلينسكي، إن الاتصال بشي كان طويلاً وذا مغزى، لافتاً إلى أنه سيساهم إلى جانب تعيين سفير أوكراني لدى الصين في إعطاء «دفعة قوية لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين»، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أنها «تلاحظ استعداد الجانب الصيني لبذل الجهود لتأسيس عملية تفاوض»، لكنها اتهمت في المقابل الغرب وأوكرانيا بـ «تقويض مبادرات السلام».
وفي فبراير الماضي، قدمت بكين مبادرة من 12 بنداً، تدعو خصوصاً إلى احترام سيادة كل الدول، ووقف القتال، واستئناف محادثات السلام، وكذلك رفع العقوبات عن روسيا، وتقليل المخاطر الاستراتيجية.
إلا أن الغرب وكذلك موسكو تلقفا المبادرة ببرود، واتهمت واشنطن الصين بالاستعداد لإرسال أسلحة لموسكو، وقادت حملة دبلوماسية غربية ضدها تزامناً مع إطلاق المبادرة.
في المقابل، لاقت فشلاً ذريعاً زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بكين لحث شي جينبينغ على لعب دور أكبر في أوكرانيا، بعد أن أطلق الرئيس الفرنسي تصريحات دعا فيها ضمناً إلى الوقوف على مسافة واحدة من بكين وواشنطن بشأن تايوان، وذلك في إطار رؤيته لتحقيق استقلال استراتيجي لأوروبا عن واشنطن.