تدرس السلطات التنظيمية المصرفية الأميركية إمكانية خفض تقييماتها الخاصة ببنك «فيرست ريبابليك»، في خطوة قد تحد من وصول البنك لتسهيلات الإقراض الفدرالية.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلًا عن مصادر مرتبطة بالأمر، أن مؤسسة التأمين الفدرالية على الودائع منحت البنك المحلي الأميركي الوقت للوصول إلى صفقة خاصة لدعم موارده المالية.
لكن مع مرور الأسابيع دون الوصول إلى صفقة، فإن كبار المسؤولين التنظيمين يدرسون ما إذا كان سيتم خفض تصنيفهم لحالة البنك.
ومن شأن خفض تصنيف «فيرست ريبابليك» أن يحد من استخدام البنك لآلية الإقراض الطارئ التي تم استحداثها في شهر مارس الماضي.
وأشار التقرير إلى أنه في حال قدرة البنك على الوصول لصفقة مع داعمين جدد لتقوية موقفه المالي، فإنه لن تكون هناك حاجة لخفض التصنيف. وواصل سهم «فيرست ريبابليك» بنك انهياره ليفقد 21% خلال تداولات «وول ستريت» في جلسة اليوم، لترتفع خسائره إلى 90% في 3 جلسات متواصلة.
وهبطت القيمة السوقية للبنك إلى أقل من مليار دولار لأول مرة على الإطلاق بعد تقارير أفادت بأن الحكومة الأميركية غير مستعدة للتدخل في عملية إنقاذ البنك.
وتراجعت أسهم بنك فيرست ريبابليك بنسبة 49% أمس، بعد إعلان البنك عن انخفاض حاد في الودائع، بأكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول من 2023، ما أجج المخاوف بشأن مستقبل البنك وسلامة القطاع المصرفي الأميركي بعد انهيار بنك سيليكون فالي «SVB» وبنكين آخرين متوسطي الحجم.
من جانبه، توقع الرئيس التنفيذي لـ«CMarkits» لندن طارق الرفاعي، إجراء عملية إنقاذ لبنك «فيرست ريبابليك»، موضحاً أن مشاكل البنك لم تحل، والتداعيات ستستمر.
وأوضح الرفاعي في مقابلة مع «العربية»، أن خسائر البنوك جاءت على الرغم من الاستثمار في أدوات آمنة وهي السندات، والتي تضررت بفعل رفع أسعار الفائدة.
ويوم الاثنين، قال بنك «فيرست ريبابليك» الأميركي، إن ودائعه تراجعت بنسبة 40.8% إلى 104.5 مليارات دولار في الربع الأول، الذي شهد انهيار بنكين آخرين متوسطي الحجم وأثار مخاوف العملاء بشأن إخفاقات البنوك على نطاق واسع.
وكانت رحلة الودائع في «فيرست ريبابليك» أسوأ مما توقعت «وول ستريت»، حيث قدر المحللون الرقم في نهاية الربع الأول بنحو 145 مليار دولار، وتراوحت تقديرات ودائع المحللين بين 100 مليار و206 مليارات، وفقاً لـ «FactSet».
وقال «فيرست ريبابليك» إن تدفقات الودائع استقرت منذ ذلك الحين.
وبدأ نشاط الودائع في الاستقرار بدءاً من الأسبوع الذي يبدأ في 27 مارس 2023، وظل مستقراً حتى يوم الجمعة 21 أبريل 2023. وبلغ إجمالي الودائع 102.7 مليار دولار اعتباراً من 21 أبريل 2023، بانخفاض 1.7% فقط عن 31 مارس 2023، بشكل أساسي. وتعكس مدفوعات ضرائب العملاء الموسمية التي تحدث في أبريل.
وشمل رقم الودائع لنهاية مارس 30 مليار دولار من الودائع لأجل من 11 بنكاً أكبر تم الإعلان عنها في 16 مارس في محاولة لتحقيق الاستقرار في النظام المصرفي الأوسع. وإذا تم استبعاد هذه الودائع، فإن ودائع «فيرست ريبابليك» كانت ستنخفض بأكثر من 50%.
فيما تم الإعلان، أمس ، عن مقاضاة بنك «فيرست ريبابليك» الأميركي ومدقق حساباته «KPMG» من المساهمين بسبب مزاعم تتعلق بتقديم معلومات خاطئة حول سلامة نموذج أعمال البنك حتى مع ارتفاع أسعار الفائدة.
وتستهدف الدعوى «فيرست ريبابليك» لأول مرة منذ أزمة مارس إثر عمليات السحب النقدية غير المسبوقة إلى الخارج.
يُذكر أن «فيرست ريبابليك» يقوم بخفض قوته العاملة وتقليص ميزانيته العمومية والعمل على خيارات استراتيجية بعد انخفاض الودائع بأكثر من المتوقع.