ضمن سلسلة تدوين الأدب الشفهي الشعبي في بلاده، صدر للكاتب والشاعر والباحث المغربي محمد البوعبيدي مؤلف جديد بعنوان «الحَبّ الزعري، المفهوم والموضوعات»، عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع في القاهرة، وهو عمل مؤسس في حقل ما يصطلح عليه في معجم الغناء الشعبي بالحَب والحَب الزعري.
الكتاب يشتمل على قسمين؛ الأول يحدد مفهوم الحَبة، باعتبارها المرادف القريب للبيت الشعري، وأنواعها وخلفياتها التاريخية والاجتماعية، وهي ضرب من الشعر العامي. فيما يناقش القسم الثاني ويحلل الموضوعات التي يعالجها الحَب، وهي لا تذهب بعيداً عن معنى الأغراض في الأدب العربي، ومنها الغزل والمقاومة والحُب والسخرية والخيل وغيرها.
ولا يكتفي الباحث البوعبيدي ببسط المادة الشفهية فقط، لكنه يتناولها بالدرس والتحليل، ويذيلها بمجموعة من الاستنتاجات المهمة في حقل الغناء الشعبي عموماً، والحَب الزعري خصوصاً.
جزء من سلسلة
وأوضح البوعبيدي أن هذا الكتاب هو الجزء الثالث من سلسلة تدوين الأدب الشفهي الشعبي المغربي، حيث ارتأى أن يكون الجزء الأول في الأمثال والحكايات، والثاني في «الحجاية»، والثالث في الغناء، لافتاً إلى أن هذا الكتاب يمثل تحدياً كبيراً أمام نفسه وأمام التاريخ، أولاً من خلال تطرقه لفكرة عصية على التدوين خاضعة للعفوية والارتجال منتمية لمنطق الحفظ والمشافهة، ثانياً لضحالة الكتابة في موضوع الحب الزعري خصوصاً، والعيطة الزعرية عموماً، وثالثاً لأنه صار كفيلاً برد الكثير من الكلام في الغناء الشعبي إلى السياق الصحيح كما نراه، بعدما صار هذا الحقل مشاعاً يؤخذ منه، ويُترك على السجية، عن قصد أو من دون قصد، لغاية أو قد تخلو منها نفس يعقوب.
كاتب يؤمن بالتعدد
وقدَّم للكتاب د. منور بوبكر تقديماً عرَّف من خلاله بالكاتب، ووضع ميثاق الشرف بين المقبول والمرفوض في التعامل مع الشفهي والعامي، حيث قال: «هكذا، إذن، فالثقافة مُتَطلبة، وشديدة الانفتاح، على كل ما من شأنه أن يغني تصوراتها، فهي بطبعها مناهضة لجميع أشكال التطرف، والانغلاق، وتواقة للتعدد والاختلاف، ولجميع الآفاق، لذا ليس من محض الصدفة أن نعالج هذا الموضوع بهذه الصيغة، فلأننا نحيل على موضوع متعدد، ومنفتح، ومركب، ومتداخل، فليس مصادفة أن ينبري له كاتب يؤمن بالتعدد، والتنوع، ومباهج الحوار، إنه محمد البوعبيدي الذي أدار عوالم كتابته على جملة من المحددات الثقافية المتنوعة».
دواوين وروايات
يُشار إلى أن الكاتب البوعبيدي صدرت له دواوين شعر وروايات ودراسات وأبحاث في التاريخ والأدب الشعبي، من بينها: (ديوان الطلقات)، وروايات «ستيبانيكو» و«الأحلام لا تشيخ»، و«الكوابيس»، كما صدر له كتابان في تقنيات الكتابة معنونين بـ «أسرار الكتابة الروائية»، و«أسرار الكتابة الشعرية».
ويتميز البوعبيدي بأسلوبه الفريد في الحكاية، إذ يمارس الشعر في الرواية، فهو يختار أن القارئ لا يقرأه إلا إن رآه في السرد الحكائي الطويل، وبذلك يترجم له الصور والمعاني نفسها التي كان سينظمها شعراً بطريقة نثرية. وقد سبق أن قال: «لماذا لا نكتب ما سميته الرواية الشعرية؟! ثم إني من القائلين بحذف الحدود بين الأشكال الأدبية، فالصورة نفسها التي نعبِّر عنها نثراً قد نعبِّر عنها شعراً أو حتى رسماً أو كلها معاً، ولنا في الشاعر الفرنسي غيوم أبولينير مثال واضح، بحيث كان يكتب قصائده على شكل رسوم. لذلك، فأنا لم أنتقل إلى الرواية إلا من أجل الشعر».
الكتاب يشتمل على قسمين؛ الأول يحدد مفهوم الحَبة، باعتبارها المرادف القريب للبيت الشعري، وأنواعها وخلفياتها التاريخية والاجتماعية، وهي ضرب من الشعر العامي. فيما يناقش القسم الثاني ويحلل الموضوعات التي يعالجها الحَب، وهي لا تذهب بعيداً عن معنى الأغراض في الأدب العربي، ومنها الغزل والمقاومة والحُب والسخرية والخيل وغيرها.
ولا يكتفي الباحث البوعبيدي ببسط المادة الشفهية فقط، لكنه يتناولها بالدرس والتحليل، ويذيلها بمجموعة من الاستنتاجات المهمة في حقل الغناء الشعبي عموماً، والحَب الزعري خصوصاً.
جزء من سلسلة
وأوضح البوعبيدي أن هذا الكتاب هو الجزء الثالث من سلسلة تدوين الأدب الشفهي الشعبي المغربي، حيث ارتأى أن يكون الجزء الأول في الأمثال والحكايات، والثاني في «الحجاية»، والثالث في الغناء، لافتاً إلى أن هذا الكتاب يمثل تحدياً كبيراً أمام نفسه وأمام التاريخ، أولاً من خلال تطرقه لفكرة عصية على التدوين خاضعة للعفوية والارتجال منتمية لمنطق الحفظ والمشافهة، ثانياً لضحالة الكتابة في موضوع الحب الزعري خصوصاً، والعيطة الزعرية عموماً، وثالثاً لأنه صار كفيلاً برد الكثير من الكلام في الغناء الشعبي إلى السياق الصحيح كما نراه، بعدما صار هذا الحقل مشاعاً يؤخذ منه، ويُترك على السجية، عن قصد أو من دون قصد، لغاية أو قد تخلو منها نفس يعقوب.
كاتب يؤمن بالتعدد
وقدَّم للكتاب د. منور بوبكر تقديماً عرَّف من خلاله بالكاتب، ووضع ميثاق الشرف بين المقبول والمرفوض في التعامل مع الشفهي والعامي، حيث قال: «هكذا، إذن، فالثقافة مُتَطلبة، وشديدة الانفتاح، على كل ما من شأنه أن يغني تصوراتها، فهي بطبعها مناهضة لجميع أشكال التطرف، والانغلاق، وتواقة للتعدد والاختلاف، ولجميع الآفاق، لذا ليس من محض الصدفة أن نعالج هذا الموضوع بهذه الصيغة، فلأننا نحيل على موضوع متعدد، ومنفتح، ومركب، ومتداخل، فليس مصادفة أن ينبري له كاتب يؤمن بالتعدد، والتنوع، ومباهج الحوار، إنه محمد البوعبيدي الذي أدار عوالم كتابته على جملة من المحددات الثقافية المتنوعة».
دواوين وروايات
يُشار إلى أن الكاتب البوعبيدي صدرت له دواوين شعر وروايات ودراسات وأبحاث في التاريخ والأدب الشعبي، من بينها: (ديوان الطلقات)، وروايات «ستيبانيكو» و«الأحلام لا تشيخ»، و«الكوابيس»، كما صدر له كتابان في تقنيات الكتابة معنونين بـ «أسرار الكتابة الروائية»، و«أسرار الكتابة الشعرية».
ويتميز البوعبيدي بأسلوبه الفريد في الحكاية، إذ يمارس الشعر في الرواية، فهو يختار أن القارئ لا يقرأه إلا إن رآه في السرد الحكائي الطويل، وبذلك يترجم له الصور والمعاني نفسها التي كان سينظمها شعراً بطريقة نثرية. وقد سبق أن قال: «لماذا لا نكتب ما سميته الرواية الشعرية؟! ثم إني من القائلين بحذف الحدود بين الأشكال الأدبية، فالصورة نفسها التي نعبِّر عنها نثراً قد نعبِّر عنها شعراً أو حتى رسماً أو كلها معاً، ولنا في الشاعر الفرنسي غيوم أبولينير مثال واضح، بحيث كان يكتب قصائده على شكل رسوم. لذلك، فأنا لم أنتقل إلى الرواية إلا من أجل الشعر».