نقطة: خلل في الترجمة
حالنا مثل شخصين يتكلمان لغتين مختلفتين تماماً، ثم نفاجأ بسوء الفهم واستمرار حالة المراوحة لسنوات، فكل لغة تشكّل طريقة تفكيرها ومنطقها الخاص، والصراع بين اللغتين سيظل مستمراً إلى أن نصل إلى لغة مشتركة، أو على الأقل الحد الأدني من المفاهيم المشتركة.
يبدو جلياً أن هناك فريقاً من شيوخ أسرة الحكم الكرام لم يقتنع حتى الآن بفكرة الدولة بعد، ولم تصله فكرة التمثيل الشعبي والانتخابات وفصل السلطات الثلاث، ومازال يعامل الكويت كملكيته الخاصة، أما التطورات الدستورية والقانونية المتراكمة على مدى 60 عاماً على الأقل فلا تعنيه في شيء، فهي مجرد آلية لتنظيم العلاقات بين بقية البشر والرعايا والموظفين وحطب الدامة الذي هو ليس منهم، وبالتالي فسلوكه الاجتماعي والإداري والمالي عند توليه المناصب الحكومية يرتكز على هذا الأساس، وبما أن الجيب واحد، فلا يضير الأموال نقلها من جيب لآخر، وهو غالباً ما يكون صادقاً في اعتقاده بوحدة جيب الدولة مع جيبه الخاص، ولا يعتبر ما يفعله مخالفاً، لذا ستظل مثل هذه الصراعات والخلافات وحتى التنافسات بين أبناء الفريق الواحد إلى أن نجد مترجماً شاطراً يوفّق بين الفريقين، أو أن يتعلم أحدهما لغة الآخر، وتنتهي اللعبة أو الرحلة.