ظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس في إسطنبول، للمرة الأولى بعد وعكته الصحية شخصياً، وفق صور بثتها محطات التلفزيون، وتحدث إردوغان، البالغ 69 عاماً، والذي أصيب بفيروس معوي وفقاً لمحيطه، على مدى أربعة أيام، عبر الفيديو، ما أثار تساؤلات حول وضعه الصحي قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية في 14 مايو، التي وصفت بأنها الأكثر أهمية منذ 100 عام، وتشكل أكبر تحد لإردوغان الذي يحكم البلاد منذ 2003.
وبدأ إردوغان زيارة لمعرض تكنوفست للطيران في مطار أتاتورك السابق بإسطنبول، وهو معرض تقدمه تركيا على أنه «الأكبر في العالم»، والذي يسمح للصناعة العسكرية التركية بعرض مسيّراتها وطائراتها.
وبحسب البرنامج الرسمي، يشارك إردوغان في اجتماع انتخابي في إزمير، غرب تركيا، على أن يزور اليوم العاصمة أنقرة، قبل أسبوعين بالضبط من الجولة الأولى من التصويت، لاستئناف حملته الانتخابية بعد قطعها أربعة أيام هذا الأسبوع بسبب الوعكة الصحية.
إلى ذلك، قال حزب الشعب الجمهوري (علماني)، أكبر أحزاب «تحالف الأمة»، الذي يضم 6 أحزاب، إنه يعتزم نشر نحو 500 ألف شخص لمراقبة عمليات التصويت وسط مخاوف من التزوير، وسجل 3.4 ملايين تركي أسماءهم للمشاركة في عملية الاقتراع خارج البلاد، وبدأوا الخميس الإدلاء بأصواتهم.
وقال أوغوز كان ساليغي نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، والمكلف بالإشراف على جهود سلامة الانتخابات في «تحالف الأمة»، الذي رشح زعيم «الشعب الجمهوري» كمال كليشدار أوغلو لمنافسة إردوغان، إن هناك «مخاوف جادة» بشأن سلامة الانتخابات، بما في ذلك مشاكل فنية محتملة خلال التصويت أو الفرز في يوم الانتخابات.
وأضاف ساليغي: «نحشد ما يصل إلى نصف مليون شخص في 50 ألف مركز اقتراع، تضم 192 ألف صندوق اقتراع عبر تركيا»، مبيناً أن من بين هؤلاء الأشخاص محامين ومتطوعين.
ولفت إلى أنه في الانتخابات السابقة، بما في ذلك آخر اقتراع في انتخابات 2019 المحلية، تعرضت وكالة أنباء الأناضول الرسمية لانتقادات بسبب تلاعب مزعوم في البيانات، مشيراً إلى أن التحالف سوف يشارك بياناته من صناديق الاقتراع بشكل منفصل.
ورغم المخاوف من التلاعب، فإن المعارضة واثقة من أنها ستفوز على «تحالف الشعب» بقيادة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ، والذي يرشح إرودغان، لتعطي للعالم «مثالاً على الإطاحة بزعيم أوتوقراطي شعبوي من خلال انتخابات ديموقراطية».
وأمس الأول، دعا حزب الشعوب الديموقراطي اليساري المؤيد للأكراد، الذي يعد القوة الثالثة في البلاد، إلى التصويت لكليشدار أوغلو، وهو ما يصب في مصلحة مرشح المعارضة، ويعقد بشكل إضافي طريق إردوغان نحو ولاية جديدة.
وقال الرئيس المشارك للحزب مدحت سنجار، في مقابلة صحافية، إن الانتخابات المقبلة «هي الأهم في تاريخ تركيا»، متابعا: «لدينا هدفان استراتيجيان: الأول إنهاء نظام حكم الرجل الواحد، والثاني أن نصبح القوة الأكثر نفوذاً في التحول الديموقراطي».
وأضاف سنجار: «أهدافنا تتوافق مع كليشدار أوغلو بشأن إنهاء نظام حكم الرجل الواحد، لذلك قررنا دعمه، وندعو شعوب تركيا إلى التصويت له»، مضيفاً أن دعم الحزب هدفه تمكين المعارضة من الفوز من الدورة الأولى.
ويعتبر حزب «الشعوب» المهدد بالحظر، والذي حل مرشحه للانتخابات الرئاسية عام 2018 ثالثاً مع حصوله على 8.4% من الأصوات، صانع ملوك في الانتخابات الرئاسية، ومنذ 2016 شن إردوغان حملة رهيبة على الحزب تم خلالها سجن الآلاف من قياداته وأعضائه وأنصاره بمن فيهم صلاح الدين دميرتاش زعيم الحزب، كما استبعد الآلاف من أنصاره من مناصبهم، خصوصاً رؤساء البلديات المنتخبين.