صوّت الرئيس الأميركي جو بايدن، بشكل مبكر أمس الأول، في انتخابات التجديد النصفي التي قد تؤدي إلى خسارته غالبيته البرلمانية، منددا بالعنف السياسي الذي تشهده الولايات المتحدة.

وأدلى بايدن بصوته في معقله بمنطقة ويلمنغتون بولاية ديلاوير (شرق)، برفقة حفيدته ناتالي، التي تصوّت للمرة الأولى. وفي حديثه عن الهجوم على زوج زعيمة الديموقراطيين في «الكونغرس» نانسي بيلوسي ليل الخميس - الجمعة، في منزل الزوجين بكاليفورنيا، ندد بايدن بالمناخ السياسي في البلاد وبأولئك الذين يُواصلون الطعن بنتيجة الانتخابات الرئاسية.

وقال: «لا يمكن إدانة العنف ما لم تتم إدانة جميع من يواصلون الادعاء بأن الانتخابات لم تكن حقيقية، وأنها مسروقة، وكل هذه الهراء الذي يقوّض الديموقراطية».
Ad


وأكد بايدن أنه «يشعر بحال جيدة» قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات، في حين أن غالبية استطلاعات الرأي ترجّح استعادة المعارضة الجمهورية السيطرة على مجلس النواب، إذ إن استياء الناخبين من ارتفاع التضخم يفسد الزخم الذي كان الديمقراطيون يأملون في الحصول عليه بعد معركة مريرة مع الجمهوريين حول حقوق الإجهاض.

وقال بايدن لمؤيديه خلال حملة لجمع التبرعات للديموقراطيين بنحو مليون دولار في فيلادلفيا الجمعة «ستكون الديموقراطية بالمعنى الحرفي، وليس مجازيا، (ماثلة) على بطاقة الاقتراع هذا العام»، واصفا الانتخابات بأنها «أهم انتخابات تجديد نصفي في حياتنا». وأضاف «لنكن واضحين؛ هذه الانتخابات ليست استفتاء، إنها اختيار، اختيار بين رؤيتين لأميركا مختلفتين إلى حد كبير».

وسيكون إقبال الناخبين، الذي عادة ما يكون في انتخابات التجديد النصفي أقل كثيرا عنه في الانتخابات الرئاسية، عاملا حاسما في الولايات المتأرجحة. ويحث الديموقراطيون الناخبين على الإدلاء بأصواتهم مبكرا.

ومع بدء التصويت المبكر عبر البريد، سجلت في ولاية أريزونا 6 شكاوى عن محاولات ترهيب وتخويف ناخبين عن المشاركة في عملية الاقتراع المبكر بالولاية، مما أثار مخاوف بشأن تصاعد هذه الشكاوى مع اقتراب يوم الانتخابات النصفية.

ونقل موقع أكسيوس (Axios) الأميركي عن مشرعين ديموقراطيين وجمهوريين أنهم تلقوا تهديدات، وأن أمنهم الشخصي في خطر.

وأكد المشرعون في تصريحاتهم أن الهجوم الذي تعرّض له زوج بيلوسي يؤكد أن أعضاء «الكونغرس» عرضة للخطر، وأنهم بحاجة إلى مزيد من الطرق لحمايتهم وحماية عائلاتهم، مشيرين إلى أن عددا منهم تلقوا تهديدات بالقتل، وأنهم يأخذون الأمر على محمل الجد.

وفي أول تعليق لها قالت بيلوسي (82 عاماً)، إنها تشعر مع أفراد أسرتها بـ «الحزن والصدمة» جراء الهجوم العنيف على زوجها في منزلهما بكاليفورنيا. وعلى حسابها في «تويتر»، كتبت بيلوسي أنها تشعر مع أولادها وأحفادها بالحزن والصدمة جراء الهجوم الذي هدد حياة زوجها.

وأضافت: «نحن ممتنون للاستجابة السريعة من جانب أجهزة إنفاذ القانون والطوارئ، وللعلاج الطبي الحيوي الذي يتلقاه بول (زوجها)، مشيرة في رسالتها إلى أن حالة زوجها «تُواصل التحسّن». وأوضحت أن المهاجم بعد دخوله منزلهما «طلب رؤيتي (هي كانت خارج البيت)، وهاجم زوجي بول بوحشية».

من جهته، أفاد المتحدث باسم رئيسة مجلس النواب الأميركي بأن الرجل الذي هاجم زوجها كان يبحث بالفعل عن الزعيمة الديموقراطية، لافتا إلى أن بول بيلوسي، وهو في عقده الثامن، «خضع لجراحة ناجحة لعلاج كسر في الجمجمة وإصابات خطيرة في ذراعه اليمنى ويدَيه».

وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت، في وقت سابق، أن المهاجم صاح سائلا: «أين نانسي؟» وأبلغ بول بيلوسي بأنّه سيُقيّده وينتظر وصول زوجته. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن عناصر في الشرطة، أن المهاجم كان قد تبنى مواقف يمينيّة متطرّفة على مواقع التواصل.

وباتت دوافع المشتبه به الذي تمّ احتجازه، موضوع تحقيق تُشارك فيه الشرطة الفدرالية (إف بي آي) وشرطة «الكابيتول» المسؤولة عن حماية أعضاء «الكونغرس». ودانت الطبقة السياسية الأميركية بكاملها هذا الهجوم بشدة.

وقالت النائبة الديموقراطية ألكساندريا أوكاسيو- كورتيز التي تنتمي الى التيار اليساري المتشدد في الحزب عن تقارير الترهيب في صناديق الاقتراع بولاية أريزونا: «إننا نواجه حقاً مناخاً فاشياً في الولايات المتحدة».