20 سنة على أول قمة بين اليابان وكوريا الشمالية
صادف الشهر الماضي الذكرى العشرين لأول قمة على الإطلاق بين اليابان وكوريا الشمالية، فقبل ذلك الاجتماع التاريخي، ادّعت كوريا الشمالية لوقتٍ طويل أن مسألة اختطاف اليابانيين هي مجرّد «فبركة من الحكومة اليابانية»، لكن بعد المفاوضات المتماسكة التي قادتها إدارة جونيتشيرو كويزومي، اعترف زعيم كوريا الشمالية السابق، كيم جونغ إيل، بعمليات الخطف واعتذر عنها. بموجب اتفاق بين البلدين، عاد خمسة مخطوفين كانوا معتقلين في كوريا الشمالية طوال ربع قرن إلى اليابان، في 15 أكتوبر 2002، وبقي إقدام عملاء من كوريا الشمالية على غزو أرض يابانية لخطف مواطنين يابانيين سرّياً حتى عام 2002، لذا تألم الجميع حين علموا أن ضحايا الخطف كانوا يعيشون في ظروف مريعة، من دون أن يعرف أفراد عائلاتهم مكان وجودهم أو أنهم على قيد الحياة.
في المقابل، أنكرت كوريا الشمالية خطف ضحايا آخرين أو أعلنت وفاتهم، وشعر اليابانيون بأعمق مشاعر البغض نظراً إلى المصير الذي واجهه هؤلاء، وقد تكون ميغومي يوكوتا من أشهر الضحايا لأنها كانت في الثالثة عشرة من عمرها عند اختطافها.
في تلك الفترة، زادت شعبية شينزو آبي، الذي كان نائب كبير أمناء مجلس الوزراء، لأنه اتخذ موقفاً صارماً من ملف المخطوفين. في عام 2006، أصبح آبي أصغر رئيس وزراء في تاريخ اليابان، فأنشأت إدارته «مقراً لملف المخطوفين» وخصصت له ميزانية كبيرة، وأعلن آبي مراراً أنه سيضمن عودة جميع المخطوفين إلى اليابان بشكلٍ فوري وآمن، لكن كانت المفاوضات مع كوريا الشمالية بالغة الصعوبة بسبب انعدام الثقة بين الطرفين، فأمضى آبي 2822 يوماً في السلطة، وهو أطول عهد في تاريخ اليابان، ومع ذلك لم يعد أي مخطوف آخر في عهده، ورغم غياب أي نتائج ملموسة، تابع معظم الرأي العام دعم موقف آبي المتشدد في هذه القضية، وفي غضون ذلك، تدهورت صورة كوريا الشمالية في اليابان. لكن بعد اغتيال آبي في شهر يوليو من هذه السنة، انكشفت مجموعة من الحقائق التي بقيت مجهولة حتى هذه المرحلة في ملف المخطوفين، فقد بدأ مسؤولون حكوميون يُدْلون بشهاداتهم، فاتّضح سبب تعثر المفاوضات بين البلدين.
لطالما ادّعت الحكومة اليابانية أن كوريا الشمالية لم تنشر تقريراً مناسباً عن الموضوع، لكن يبدو أن الظروف كانت أكثر تعقيداً، وتبيّن الآن أن كوريا الشمالية ذكرت أن المخطوفَين مينورو تاناكا وتاتسوميتسو كانيدا لا يزالان على قيد الحياة، لكن لم تتقبّل إدارة آبي ذلك التقرير.
كانت شهادة رئيس الوزراء السابق، ياسو فوكودا، لافتة في هذا الملف أيضاً، وفي مقابلة مع وكالة «كيودو نيوز»، تكلم فوكودا عن الظروف المحيطة بعودة المخطوفين الخمسة في أكتوبر 2002، وقيل حينها إن اليابان وكوريا الشمالية اتفقتا على عدم إعادتهم بشكلٍ دائم، بل إرجاعهم مؤقتاً لمدة أسبوعَين، لكن انتشرت ادعاءات متكررة حول انقسام الآراء داخل الحكومة اليابانية بين إبقاء المخطوفين الخمسة في اليابان وخرق الوعد الذي حصلت عليه كوريا الشمالية بإبقائهم مؤقتاً، أو إعادتهم إلى كوريا الشمالية خلال تلك المرحلة، وقيل إن آبي عارض إعادتهم بقوة، ويظن الكثيرون أن هذا الموقف الصارم هو الذي حسّن مكانته أمام الرأي العام الياباني بمستويات غير مسبوقة.
لكن كان الواقع مختلفاً جداً بحسب قول فوكودا، فهو لم يعرف أن آبي كان مشاركاً من وراء الكواليس في المفاوضات المرتبطة بتنظيم القمة مع كوريا الشمالية قبل نهاية شهر أغسطس، ولم تكن مكانة آبي في تلك الفترة تسمح له بتجاوز رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي أو فوكودا الذي كان حينها كبير أمناء مجلس الوزراء.
لم يتنبّه الرأي العام الياباني لتلك الشهادات المهمة، ولهذا السبب تنتشر أفكار غير دقيقة عن سياسة آبي تجاه كوريا الشمالية حتى الآن في اليابان.
*إيزوساكي أتسوهيتو
في المقابل، أنكرت كوريا الشمالية خطف ضحايا آخرين أو أعلنت وفاتهم، وشعر اليابانيون بأعمق مشاعر البغض نظراً إلى المصير الذي واجهه هؤلاء، وقد تكون ميغومي يوكوتا من أشهر الضحايا لأنها كانت في الثالثة عشرة من عمرها عند اختطافها.
في تلك الفترة، زادت شعبية شينزو آبي، الذي كان نائب كبير أمناء مجلس الوزراء، لأنه اتخذ موقفاً صارماً من ملف المخطوفين. في عام 2006، أصبح آبي أصغر رئيس وزراء في تاريخ اليابان، فأنشأت إدارته «مقراً لملف المخطوفين» وخصصت له ميزانية كبيرة، وأعلن آبي مراراً أنه سيضمن عودة جميع المخطوفين إلى اليابان بشكلٍ فوري وآمن، لكن كانت المفاوضات مع كوريا الشمالية بالغة الصعوبة بسبب انعدام الثقة بين الطرفين، فأمضى آبي 2822 يوماً في السلطة، وهو أطول عهد في تاريخ اليابان، ومع ذلك لم يعد أي مخطوف آخر في عهده، ورغم غياب أي نتائج ملموسة، تابع معظم الرأي العام دعم موقف آبي المتشدد في هذه القضية، وفي غضون ذلك، تدهورت صورة كوريا الشمالية في اليابان. لكن بعد اغتيال آبي في شهر يوليو من هذه السنة، انكشفت مجموعة من الحقائق التي بقيت مجهولة حتى هذه المرحلة في ملف المخطوفين، فقد بدأ مسؤولون حكوميون يُدْلون بشهاداتهم، فاتّضح سبب تعثر المفاوضات بين البلدين.
لطالما ادّعت الحكومة اليابانية أن كوريا الشمالية لم تنشر تقريراً مناسباً عن الموضوع، لكن يبدو أن الظروف كانت أكثر تعقيداً، وتبيّن الآن أن كوريا الشمالية ذكرت أن المخطوفَين مينورو تاناكا وتاتسوميتسو كانيدا لا يزالان على قيد الحياة، لكن لم تتقبّل إدارة آبي ذلك التقرير.
كانت شهادة رئيس الوزراء السابق، ياسو فوكودا، لافتة في هذا الملف أيضاً، وفي مقابلة مع وكالة «كيودو نيوز»، تكلم فوكودا عن الظروف المحيطة بعودة المخطوفين الخمسة في أكتوبر 2002، وقيل حينها إن اليابان وكوريا الشمالية اتفقتا على عدم إعادتهم بشكلٍ دائم، بل إرجاعهم مؤقتاً لمدة أسبوعَين، لكن انتشرت ادعاءات متكررة حول انقسام الآراء داخل الحكومة اليابانية بين إبقاء المخطوفين الخمسة في اليابان وخرق الوعد الذي حصلت عليه كوريا الشمالية بإبقائهم مؤقتاً، أو إعادتهم إلى كوريا الشمالية خلال تلك المرحلة، وقيل إن آبي عارض إعادتهم بقوة، ويظن الكثيرون أن هذا الموقف الصارم هو الذي حسّن مكانته أمام الرأي العام الياباني بمستويات غير مسبوقة.
لكن كان الواقع مختلفاً جداً بحسب قول فوكودا، فهو لم يعرف أن آبي كان مشاركاً من وراء الكواليس في المفاوضات المرتبطة بتنظيم القمة مع كوريا الشمالية قبل نهاية شهر أغسطس، ولم تكن مكانة آبي في تلك الفترة تسمح له بتجاوز رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي أو فوكودا الذي كان حينها كبير أمناء مجلس الوزراء.
لم يتنبّه الرأي العام الياباني لتلك الشهادات المهمة، ولهذا السبب تنتشر أفكار غير دقيقة عن سياسة آبي تجاه كوريا الشمالية حتى الآن في اليابان.
*إيزوساكي أتسوهيتو