ما زال الموظف البلدي سانجيت كومار يشعر بالصدمة بعد مقتل 7 هندوس أخيراً في هجوم للانفصاليين في قرية دنغاري بكشمير. لكنه مصمم على الدفاع عن نفسه بعد حصوله على بندقية وذخيرة من الجيش الهندي.

وقامت القوات الحكومية أخيراً بتسليح 150 شخصاً في هذه المنطقة وتلقوا أيضاً تدريبات حول كيفية استخدام هذه الأسلحة. ويؤكد كومار «32 عاماً» أنه مستعد وقادر على الدفاع عن منزله خصوصاً بعد الهجوم.

Ad

ويقول الموظف في دائرة الكهرباء لوكالة فرانس برس: «لقد أرعبنا الهجوم» الذي وقع أخيراً. وأضاف «كل من يتحول لخائن لأمتنا هو هدف لي».

وكشمير قسمت منذ عام 1947 بين الهند وباكستان اللتين تتنازعان السيادة عليها بالكامل، وكانت السبب في نشوب حربين بين الدولتين. ومنذ أكثر من ثلاثة عقود، تطالب مجموعات انفصالية باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان وتقاتل الجنود الهنود.

وقتل عشرات الآلاف من المدنيين والجنود والمتمردين في هذه المعارك. وتفاقم التوتر في كشمير التي تسيطر عليها الهند منذ أن فرضت نيودلهي سلطتها المباشرة على الإقليم في أغسطس 2019.

وأصبحت العديد من القرى التي تضم عدداً كبيراً من السكان الهندوس تملك ميليشيات باسم «حراس الدفاع عن القرية»، وهي ميليشيات مدنية شكلت العام الماضي بمبادرة من وزير الداخلية الهندي أميت شاه بعد سلسلة من جرائم القتل التي استهدفت رجال الشرطة والهندوس في كشمير.

وتم تسليح أكثر من 5 آلاف هندوسي في منطقتين حدوديتين من القوات شبه العسكرية الهندية، بحسب مسؤولين في قوات الأمن.

وما زال سكان دنغاري يشعرون بالصدمة والحزن في أعقاب الهجوم الذي أدى إلى مقتل 7 من سكان القرية، الذي حملت الشرطة مسؤوليته لمسلحين في باكستان.

وأكد المزارع موراري لال شارما (53 عاماً) الذي حمل بندقية 303 «مع أو بدون الأسلحة، نشعر بالرعب»، موضحاً «ولكن الآن سأقاتل».

وبحسب جندي من القوات شبه العسكرية الهندية، فإن القرويين في حالة تأهب مستمرة ما اضطر وحدته لإبلاغهم بدورياتها الليلية حتى لا تتعرض للاستهداف.

من جانبه، أوضح كانشان غوبتا من وزارة الإعلام الهندية لفرانس برس، أن «الهدف هو إقامة خط دفاع وليس خط هجوم».

وكانت الهند أقامت سابقاً ميليشيا مدنية في وسط التسعينيات كخط دفاع أول في ذروة التمرد المسلح ضد الحكم الهندي في كشمير.

وتم تسليح قرابة 25 ألف رجل وامرأة وتنظيمهم في إطار لجان دفاع قروية في منطقة جامو ذات الأغلبية الهندوسية.

واتهمت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان المشاركين في هذه اللجان بارتكاب فظائع ضد مدنيين.

ورُفعت 210 قضية على الأقل متعلقة بالقتل والاغتصاب والابتزاز، بحسب أرقام رسمية، ولكن تمت إدانة أقل من 2% من المتهمين.

وبحسب غوبتا، فإن هذه قضايا فردية وليست جرائم منظمة من الميليشيات.

وتابع: «هناك دائماً خطر أن يتحول البعض إلى مارقين» مؤكداً «لا يمكن السيطرة على الجميع».

وبينما تحظى هذه الخطة بشعبية كبيرة في أوساط السكان الهندوس، يتخوف المسلمون من أن هذه الميليشيات ستفاقم التوتر والمشاكل في كشمير.

وقال مسن مسلم يعيش في دنغاري لفرانس برس مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: «ما يقلقني هو الطريقة التي يتم بها توزيع الأسلحة الآن في مجتمع واحد». وتابع «الآن، يلوح شبان بالأسلحة. هذا ليس جيداً لأي منا» موضحاً «أشعر بتوتر متزايد».

وحذر مدربو هذه الميليشيات وهي قوات من الشرطة الاحتياطية المركزية شبه العسكرية من أنهم سيتعرضون للعقاب حال سوء استخدام هذه الأسلحة.

وأكد المتحدث باسم هذه القوات شيفاناندان سينغ لفرانس برس «بالإضافة إلى تدريبهم على إطلاق النار وصيانة وتنظيف الأسلحة، نخبرهم بنوع الإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها في حال سوء الاستخدام».

ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم عن طريق الخطأ منذ إنشاء هذه الميليشيات.

ولكن هذه التحفظات لم تمنع الكثيرين في القرى المحيطة بدنغاري من الإقبال على التسلح.

وأكد أجاي كومار وهو عسكري سابق يعمل حالياً في طاحونة «الآن يوجد سلاح في كل بيت محيط بمنزلي».

وأضاف «إذا لزم الأمر، فسأستخدم بندقيتي».

(دنغاري ـ أ ف ب)