عصفورة الحب تغرد في «أرينا كويت» السبت المقبل
كَوكَوش لـ «الجريدة.»: أتلهف إلى لقاء الجمهور الكويتي ولا أنسى حفاوته الغامرة
وأشارت كوكوش، في حوار خاص لـ «الجريدة»، إلى أنه «من المصادفة الجميلة التي تربط بين الكويت وعيد ميلادي، أن حفلاتي في الكويت جميعها، منذ عام 1977، كانت في شهر مايو، مع تزامن حفلي الماضي مع عيد ميلادي في 5 مايو 2017، وسأترقب مجيء 6 مايو، وهو اليوم المحدد لحفلي في (الأرينا كويت)، ليكون احتفالاً جديداً يضاف إلى سجل الذكريات السعيدة». وفيما يلي التفاصيل:
متلهفة إلى لقاء جمهورها في «أرينا الكويت» السبت المقبل، لتجديد ما يجمعها به من ذكريات جميلة منذ آخر لقاء لها بالبلاد قبل 6 سنوات، حينما أحيت حفلاً غنائياً مكتمل العدد بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أكدت أيقونة الجمال، عصفورة الحب، وإحدى أبرز رموز الفن الإيراني كوكوش أن أبرز ما زال عالقاً بذاكرتها عن الكويت كرم الضيافة والحفاوة الغامرة التي قابلها بها الكويتيون ودفء المشاعر التي أحاطوها بها.
وفي لقاء لها مع «الجريدة»، أرجعت كوكوش سر حيويتها ورشاقتها الدائمتين اللتين لا تعرفان تقدم العمر، إلى حفاظها على التمارين الرياضية فضلاً عن جيناتها التي ورثتها عن أبيها لاعب الأكروبات الذي أصبح فيما بعد خلال مرحلة من حياته ممثلاً مسرحياً والذي وقفت معه على المسرح وهي في الثالثة من عمرها.
ومنذ ظهورها مع مطلع السبعينيات، طارت شهرتها في الآفاق، وباتت حاملة لواء الغناء الإيراني المعاصر، بألبومات عديدة خرجت إلى الناس بصيحات عصرية ومعان متجددة، مع طلة ساحرة من أيقونة الحسن التي سارت أغنياتها متخطية حاجز السنوات حتى اقتحمت عصر السوشيال ميديا، لتثبت حضورها فيها عبر مشاهدات طالعها عشرات الملايين بموقع «يوتيوب».
غنت كوكوش بالإضافة إلى اللغة الفارسية، بكل من العربية والإنكليزية والإسبانية والإيطالية والفرنسية، ويصل عدد أغانيها التي غنتها بلغات أجنبية إلى 55، وحصلت بعض هذه الأغاني على مراتب متقدمة في ترتيب الأغاني في أميركا الجنوبية، وتعتبر أغنية «من آمده أم» والتي تعني بالعربية «مقبلة على انتفاضة الحب» هي الأشهر بين أغانيها.
ولم تترك الفنانة إيران بعد الثورة الإيرانية بل بقيت، ولكنها كانت ممنوعة من الغناء، وتم منع أغانيها من البث، غير أنها غادرت إيران نهائياً منذ عام 2000 لتقيم في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
حوار الفنانة كوكوش مع «الجريدة» :
• مع قرب زيارتك الثالثة للكويت بعد زيارتيك السابقتين عامي 1977 و2017، ما الذي تحملينه من ذكريات أو انطباعات تجاه الكويت؟
- الحفاوة وكرم الضيافة والمشاعر البشرية التي غمرتني بدفئها هي العالقة بذهني من زياراتي السابقة للكويت، وسأسعى في هذه الرحلة إلى التعرف على المزيد عن الكويت لتكوين صورة أكثر وضوحاً عن هذا البلد الجميل.
• من بين مئات الأغنيات خلال مسيرتك، ما الأغنية الأقرب إلى قلبك، ولماذا؟
- باعتقادي أن الأغنيات الجيدة هي من الأشياء التي تزداد قيمتها بمرور الوقت، تفضيلي الشخصي يميل إلى بعض الأغنيات ذات الإيقاع الهادئ والقصص الجميلة، مثل تلك التي قدّمتها في منتصف السبعينيات مثل (ماه بيشوني، بل، هجرت)، مع علمي بميل الجمهور في الكويت إلى أغنيات أخرى ذات إيقاع أسرع، مثل (من آمده أم، بيشكش، مخلوق).
• لرقصاتك المميزة ارتباط وثيق بأعمالك الجميلة، من أين كنتِ تستلهمينها؟
- عادة ما يكون اللحن أو الإيقاع أو كلاهما المتحكم بأدائي الحركي، ولكن خلال مسيرتي الفنية لم أتدرّب سوى على رقصتين أو ثلاث، إذ إنني عادة ما أقوم بتأدية الرقصات ارتجالياً.
• كوكوش هي المطربة المفضلة لكثيرين، ولكن من هو مطرب كَوكَوش المفضل؟
- سؤال جيد! ليس لي تفضيل محدد، ولكن هناك العديد من الأسماء العالمية التي أستمتع بسماعها مثل: ويتني هيوستن، أديل، ليدي غاغا، هذه الأصوات ببساطة ذات انسيابية كبيرة على السمع.
الجمهور في الكويت يميل إلى أغنيات ذات إيقاع سريع مثل «من آمده أم، بيشكش، مخلوق»
• بعيداً عن الفن، يثير الإعجاب قدرتك على الحفاظ على صحتك ورشاقتك وحيويتك على مدار السنوات، هل من نصيحة بهذا الشأن؟
- أنا في الأساس ابنة لاعب أكروبات، وأصبح لاحقاً ممثلاً مسرحياً، امتداداً لكونه رياضياً و»أكروباتيا» في الأساس، لذا فهو مزيج بين الجينات التي ورثتها عنه، إضافة إلى التمارين الرياضية المستمرة في النادي هما سبب حفاظي على صحتي ولياقتي، على الرغم من أني محبة للأكل!
• ختاماً، ما الكلمة التي توجهينها لجمهورك في الكويت؟
- أقول لهم إنني أتطلع بصدق إلى الالتقاء بهم، وأن مشاعرهم التي يغمروني بها دوماً تعيد لي الكثير من الذكريات الجميلة، خاصة مع المصادفة الجميلة التي تربط بين الكويت وعيد ميلادي، إذ إن حفلاتي في الكويت جميعها كانت، منذ عام 1977، في شهر مايو، مع تزامن حفلي الماضي مع عيد ميلادي بتاريخ 5 مايو 2017، وسأترقب مجيء 6 مايو، وهو اليوم المحدد لحفلي في «الأرينا كويت»، ليكون احتفالاً جديداً يضاف إلى سجل الذكريات السعيدة.
المشهد الغنائي المعاصر
ومنذ إطلاقها الألبوم الغنائي الأول عام 1970، الذي حمل عنوان «نافذتان»، نالت فائقة (الاسم الحقيقي لكَوكَوش) شهرة فائقةً، متربعةً صدارة المشهد الغنائي الإيراني المعاصر لتتوالى عشرات الألبومات الغنائية بما احتوته من أغنيات مميزة بألحانها العصرية ومعانيها المتعددة المواضيع، مصحوبةً بأدائها وإطلالتها المميزة التي جعلت منها رمزاً للجمال، وعلى الرغم من تقديم أغلب أغنياتها باللغة الفارسية، فإنّ نجاحها وانتشارها تعدّى محيطها الجغرافي لتكون واحدة من أشهر أيقونات الغناء على الإطلاق بمختلف القنوات الإعلامية، بدءاً من الأسطوانات، مرورا بأشرطة الكاسيت، ووصولاً إلى المنصات الحديثة، مثل «يوتيوب» بمشاهداتها المليونية، والتي تتصدّرها أغنيتها الأشهر «من آمده أم»، التي تعني (أنا مقبلة على انتفاضة الحب)، والتي لا تزال حاضرة في الذاكرة بنغماتها وكلماتها، على الرغم من انقضاء نحو نصف قرن على ظهورها الأول.
الغناء بالفارسية
وقالت كوكوش، في إحدى إطلالاتها الإعلامية النادرة عن إصرارها على الغناء بالفارسية، بالرغم من أنها تعيش بعيدا عن وطنها، قالت إن هناك سببا واحدا وراء رغبتها في مواصلة الغناء باللغة الفارسية: «لأنني أحب بلدي».
لم أتدرب سوى على رقصتين أو ثلاث فأنا عادة ما أقوم بتأدية الرقصات ارتجالياً
وبالنسبة إلى الإيرانيين الذين أُجبروا على مغادرة بلادهم، تعتبر كوكوش نفسها رمزا للوطن. وتضيف: «الأطفال يكبرون على أنهم غير إيرانيين، لكنّني أحاول تذكيرهم». وتقول إن الجيل الأصغر من الإيرانيين، الذين أُجبر آباؤهم على العيش خارج إيران، ينسون لغتهم. وتلاحظ أن أغانيها يمكن أن تساعدهم على استعادتها.
وتقول كوكوش إنها ستستمر في الغناء، وتعطي الأمل للإيرانيين في جميع أنحاء العالم.
وتتذكر المراحل الأولى لبداياتها، قائلة: «عندما لاحظ والدي أن لديّ هذه الموهبة، جعلني أغني أمام الناس».
ألوان غنائية
غنّت كوكوش بلغات عديدة إضافة إلى الفارسية، كالعربية والإنكليزية والفرنسية والأرمنية وغيرها. وتنوعت الألوان الغنائية التي أدتها، من الأغاني ذات الرّتم السريع الراقص، إلى أغانٍ ذات روح شرقية، إلى أغانٍ رومانسية حالمة.
ونظراً لما أدخلته من تحديث على التذوق الموسيقي في إيران حين مزجت أنغام البوب الغربية بالكلمات وروح الأداء الشرقية، أصبحت كوكوش رمزاً للحداثة والتوجه العصري الذي كان يسعى نظام الشاه محمد رضا بهلوي إلى نشره. وأصبحت مطربة العائلة المالكة والبلاط الإمبراطوري المفضلة، وغنّت في عدة مناسبات أمام الشاه وعائلته.