ضمن موسمه الحادي عشر، أقام «الملتقى الثقافي» أمسية بعنوان «الدراما التلفزيونية الكويتية»، حاضرت فيها الإعلامية والناقدة ليلى أحمد، والكاتب والناقد فهد الهندال، وأدارتها الكاتبة هديل الحساوي، بحضور الفنان القدير جاسم النبهان وجمع من الأدباء، من بينهم الروائية ليلى العثمان.
في البداية، قال مؤسس ومدير الملتقى، الأديب طالب الرفاعي: «جلستنا اليوم عن الدراما الكويتية، فهي سبقت بكثير الدرامات في الخليج مع بدء الستينيات، وكان لها حضور ملموس ليس في الكويت ومنطقة الخليج، ولكن في السنوات الأخيرة ولأسباب كثيرة سوف نعرف لماذا تأخرت الدراما الكويتية، ولماذا توقفت عند حدّ وشكل معيّن من الأداء، ولماذا طرح قضايا بعينها، مع أن القضايا الاجتماعية متفاعلة خاصة القضايا ذات المنحى الإنساني في المجتمع الكويتي».
الدراما الكويتية
وأعطت الحساوي تعريفًا عن الضيفين، لتطرح بعدها مجموعة من الأسئلة، ومنها «مدى نجاح الأعمال الدرامية التي عرضت أخيرا، لتجيب ليلى أحمد فتعطي لمحة عن تاريخ الدراما الكويتية، لكونها مرّت بمرحلتين الأولى منذ فترة الستينيات إلى منتصف الثمانينيات، لافتة إلى أن الدراما كانت تسير بشكل متوازٍ مع حراك المجتمع ونهضته، مثل المسرح السياسي.
وأضافت أحمد أن «المرحلة الثانية هي من بعد التحرير إلى الآن، وقليلا ما نجد دراما قادرة على التواصل مع الحراك في المجتمع»، لافتة إلى أن الحراك المجتمعي، وعلى وجه الخصوص الشبابي، في حالة ثورة وعطاء دائمين حتى من دون الدعم الحكومي، بينما نجد أن الإنتاج التلفزيوني الحكومي خامل وكسول، وأن الرقابة صعدت لدينا لتصبح أسوأ رقابة على الدراما التلفزيونية.
ووصفت أحمد أعمال هذه السنة من وجهة نظرها قائلة: «في الغالب أعمال ضعيفة»، وذكرت أن «نتفليكس»، على سبيل المثال، تتجه إلى الأمور التي تتطلب الانتشار مثل الجريمة، وكذلك المنصات الخاصة اتجهت إلى فكرة جريمة القتل في كل مسلسل، مضيفة: «أعتقد أن الترند ليس بموضوعي، فاليوم الجميع على مواقع التواصل يعبّر عن رأيه الخاص، ولا يمكن اعتباره مقياساً».
الدراما الرمضانية
من جانبه، طرح الهندال سؤالا مقابل سؤال، وهو «لماذا كانت الدراما الكويتية رائدة في الستينيات والسبعينيات؟»، ليجيب: «كان هناك الكثير من المقومات التي ساهمت بأن تكون الدراما الكويتية رائدة وقتذاك، ومنها النشاط المدرسي والتشجيع والدعم، وأن المجتمع كان منفتحا، وإضافة إلى ذلك، كانت الدولة تسخّر كل إمكاناتها للفنانين، وكان لدينا مجموعة طيبة من المواهب الفنية، وبموازاتهم مجموعة جميلة من كتّاب السيناريو، إضافة إلى المخرجين وحرصهم على اكتشاف للمواهب، وأيضا البثّ الأرضي بعيدا عن دخول الفضائيات، وساهم ذلك في أن الناس دائما تنتظر المسلسلات».
وذكر أن الأمور كلها تغيّرت مع دخول عصر الفضائيات، ومن ثم منصات التواصل الاجتماعي، مبينا أن الدراما الرمضانية في الوقت الحالي لم تعد دراما رمضانية اعتمدت فقط الأسماء، والضجة، والجدل.
وفي مداخلة للفنان القدير جاسم النبهان، أشار إلى ضرورة دعم الشباب وإعطائهم فرصة، وأضاف: نحن نحتاج إلى كاتب السيناريو المتخصص القريب من هموم المجتمع وقضاياه.
بدورها، قالت الكتابة ليلى العثمان: طوال عمري أشاهد وأعتز بالدراما الكويتية، لكن الأعمال الأخيرة ضعيفة وبائسة، حتى أنني لم أستطع إكمال مسلسلات كثيرة لضعفها وبؤس المحتوى الذي تقدمه.