إيران: يوم ثالث من تحدي «فرض الحجاب»
• محادثات إيرانية - هندية تبحث ميناء تشابهار والتبادل بالعملة المحلية
لليوم الثالث على التوالي، تحدّى عدد كبير من الشبان والشابات الإيرانيين، أمس، الشرطة عبر تنظيم مسيرات بدراجات نارية تركبها فتيات غير محجبات بعدة مدن، في محاولةٍ لكسر حملة بدأتها القوات الأمنية منذ أسبوعين للحد من ظاهرة خلع الحجاب بالأماكن العامة.
وانتقلت المسيرات إلى مدينة طهران، أمس الأول، حيث شارك فيها العشرات، ثم إلى مدن أصفهان وشيراز وتبريز وكرمانشاه وحتى قم ومشهد معقل التيار الأصولي بالجمهورية الإسلامية.
وفي تحدٍّ واضح لقائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان، الذي أطلق حملة جديدة لفرض الحجاب الإجباري منذ أسبوعين، قام عدد من الشباب بطباعة صوره وعليها علامة «إكس حمراء» ووضعوها على ظهورهم مع عبارة «اعتقلونا إن أمكنكم».
ورغم تعمُّد بعض الشباب المرور أمام سيارات الشرطة والمخافر تجنبت القوى الأمنية التصادم معهم أو حتى محاولة إيقافهم.
ونشرت صحيفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران، والتي يحكمها مجلس بلدي ورئيس بلدية من التيار الأصولي المتطرف، السبت الماضي، رسماً كاريكاتيرياً ساخراً لقائد الشرطة، وعلّقت عليه بـ «وحيد يا قائد»، في إشارة إلى إصرار رادان على تطبيق قانون الحجاب عبر العمل البوليسي، في حين أنه، حسب القانون، فإن 26 وزارة ومنظمة حكومية تتولى مسؤولية تطبيق القانون، بينما على الشرطة فقط التدخل في حال فشلت تلك المؤسسات وطلبت رسمياً منها دعمها.
ورغم أن مديري الصحيفة ردوا على انتقادات أصوليين بأنهم نشروا الصورة الساخرة دعماً لقائد الشرطة وانتقاداً للمنظمات الـ 25 المتراخية في تطبيق القانون، اعتبر العديد من المراقبين أن نشر الكاريكاتير يُظهر أن الأكثرية المطلقة ترفض قراره، كما أن البعض فسروا الأمر على أنه استفتاء على تطبيق الحجاب الإلزامي.
ووصل التحدي الشعبي إلى أن بعض أصحاب المحال أعلنوا خصومات للسيدات غير المحجبات، مما أدى إلى قيام الشرطة بإغلاق محلاتهم.
وفي حين يبدو أن قرار قائد الشرطة جدد الجدل الاجتماعي بشأن تطبيق الحجاب الإلزامي بعد الاحتجاجات والاضطرابات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجازها من الشرطة بسبب مخالفتها قواعد الملابس الصارمة، شاركت الفنانتان الإيرانيتان الشهيرتان، أفسانة بايغان وفاطمة معتمد آريا، أمس الأول، في حفل عيد ميلاد الممثل آتيلا بسياني، البالغ من العمر 66 عاماً من دون غطاء الرأس.
من جهة أخرى، رأى رئيس السلطة القضائية محسني ايجئي، أنه لا يجوز التغاضي أو تأخير التعامل مع قضايا «مقتل قائد شرطة سراوان بإطلاق نار ودهس شباب من المعممين وتعرض العديد من طلاب الحوزة للضرب في قم وطهران»، في إشارة إلى الاعتداءات الأخيرة ضد المعممين في إيران، التي يرى البعض أنها تُظهر الشرخ بين النظام الحاكم بزعامة رجال الدين وعامة الشعب.
إلى ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، خلال لقائه مستشار الأمن الوطني الهندي آجيت دوفال، أن العلاقات بين إيران والهند ليست ضد أي دولة أخرى، ولا تتأثر بإرادة أطراف ثالثة، في رسالة قد تكون موجّهة إلى أطراف متعددة بينها الولايات المتحدة والصين.
ودعا شمخاني، الذي قاد مسار التقارب بين بلده والسعودية، نيودلهي إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وتذليل العقبات أمام تطوير ميناء تشابهار جنوب شرق إيران، بالإضافة إلى تفعيل آلية التبادل التجاري بالعملات المحلية.
من جانبه، قال المسؤول الهندي، إن الاتفاق الإيراني- السعودي سيحمل آثاراً مهمة في تغيير العلاقات في النظام الدولي، إضافة إلى آثار إقليمية عميقة، لافتاً إلى أن الهند تعتبر ميناء تشابهار بوابة نيودلهي للتعاون الاقتصادي الشامل مع إيران.