استضافت مكتبة نصف العصفور بمنطقة القادسية فعاليات الملتقى الثقافي المفتوح لذوي الإعاقة، تحت شعار «مختلفون ولكن»، الذي تضمّن حلقة نقاشية تحدّث فيها كلّ من د. خلود العلي، ود. علي البلوشي، وقدّم الحلقة الكاتب يعقوب الشمري والإعلامية بدور صادق، وذلك برعاية نادي التحدي الرياضي للمعاقين، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
واستهل الندوة النقاشية مقرر اللجنة الثقافية والاجتماعية بنادي التحدي الرياضي للمعاقين، الكاتب يعقوب الشمري، بشكر جميع الجهات التي تعاونت من أجل انطلاق فعاليات هذا الملتقى الذي يهدف في المقام الأول إلى دعم وتفعيل دور ذوي الإعاقة في الحياة الثقافية بالكويت، لا سيما أن منهم المبدعين والمثقفين والكتّاب والتشكيليين والموسيقيين، - وغيرهم من الموهوبين والمتخصصين في صنوف الإبداع الأدبي والفني.
من جانبها، طالبت الناشطة بمجال ذوي الإعاقة الإعلامية، بدور صادق، بالمزيد من تسليط الضوء على أعمال المبدعين من ذوي الإعاقة، مؤكدة أن وجود تلك الفئة في المجتمع أمر ليس هامشيا، لكنّها ضرورة لتعزيز التوازن والتكافؤ في المجتمع، فضلا عن أن الأصحاء يتعلمون أمورا كثيرة من ذوي الإعاقة، فهم حقا طاقة إيجابية يجب عدم إهدارها».
وأضافت نائبة رئيس الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين، د. خلود العلي، وهي أيضا والدة اثنين من المعاقين المبدعين، إن الحياة الثقافية بالكويت لا تفرّق بين الأصحاء والمعاقين، فكلهم يتساوون في مجال الإبداع، لكنّ الفارق ربما في تباطؤ أداء بعض ذوي الإعاقة نتيجة ظروفهم الصحية وليس لنقص في إبداعهم، مشيدة بالقوانين التي تم تطويرها في السنوات الأخيرة لدعم تلك الفئة الخاصة مقارنة بالسابق، لكن تظل منظومة التعليم هي العائق الأكبر نحو مزيد من الإبداع.
وقال سفير العمل الخيري لذوي الإعاقة وبطل العالم في رمي الرّمح، وليد الدوسري، إن المعاقين يحتاجون إلى تكوين رابطة ثقافية خاصة بهم، لأنّ دمجهم في رابطة الأدباء الكويتيين لا يضمن لهم الاهتمام الكافي أو جذب الأضواء إلى أعمالهم الأدبية والفنية، مؤكدا أن المعاقين يحتاجون إلى التشجيع، لأن منهم كثيرا من المبدعين والفنانين أعمالهم لا ترى النور، وتظل حبيسة الأدراج، لأن الفرص المتاحة لهم قليلة.
وقال محمد الشراح، الحاصل على ماجستير في الإعاقة الذهنية والتوحد، إنه من واقع خبرته الأكاديمية وتجربته الشخصية، باعتباره والدا للمعاقَين علي ولولوة، فإن هذه الفئة لديهم مواهب عديدة، ومنهم ابنته لولوة، التي لديها بطولات رياضية في لعبة السباحة والبيسبول، كما تمارس الرسم والأعمال اليدوية، مضيفا أن المعاقين لديهم مواهب عبقرية، لكنهم يحتاجون إلى المزيد.
وتحدث أستاذ الفلسفة، د. علي البلوشي، في كلمته حول مبادرته بشأن زواج ذوي الإعاقة والتحديات الاجتماعية والصحية التي تواجههم في هذا الجانب، كما سلّط الضوء على المعاقين من طلبة جامعة الكويت وعملية دمجهم في المجتمع، مشيرا إلى أهمية تضافر جهود مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لدعم تلك الفئة.
من ناحيته، أعرب الفنان من ذوي الإعاقة شطي الشطي عن سعادته بانطلاق معرضه الجديد للصور الفوتوغرافية على هامش الملتقى الثقافي المفتوح لذوي الإعاقة، مشيرا إلى أن أعماله الفنية حازت تقديرا محليا كبيرا، إذ حصدت العديد من الجوائز، ومنها المركز الأول في التصوير الأبيض والأسود من مسابقة جمعية المهندسين، وغيرها من الجوائز، كما وصل بأعماله إلى العالمية، إذ تم نشر صوره في صحيفة غارديان البريطانية، وجميعها صور مستوحاة من البيئة الكويتية المحلية للحياة البرية والمشاهير والنخب الثقافية والفنية والشخصيات العامة والرموز الوطنية.