عمدت لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة على مدى أعوام متتالية إلى العمل على عدة أمور يراها أعضاء اللجنة الكرام، وعلى مدى سنوات طويلة، أنها مهمة، وترقى أن تكون على طاولة النقاش، وإذ كنت شخصيا أختلف مع العديد من تلك الأطروحات في اللجنة، وأرى أن العديد منها ليس إلا مضيعة للوقت، لكنني وفي الوقت نفسه أرى أن الكثير من الأمور المطروحة أيضا مهمة وضرورية، وكان لها مسوغاتها وحاجتها الملحة في المجتمع.

ولكن، وهنا يكمن مربط الفرس، لا أذكر أن الرعونة والاستهتار في القيادة كانا على طاولة النقاش في اللجنة يوماً ما، وبحسب ذاكرتي، إن لم أكن مخطئا، فإنه مع تزايد حالات الوفاة والحوادث المروعة بسبب الاستهتار في القيادة و«استعراض» مهارات السباق و«التقحيص والتشفيط» دون حسيب ورقيب ونظراً للأوضاع السياسية الراهنة التي نعيشها، يجب التحرك السريع من وزير الداخلية والعمل على سرعة فرض قوانين رادعة وعقوبات صارمة، وعدم قبول أي نوع من الوساطة أو أن تأخذ الوزارة الرحمة في تطبيق أشد العقوبات على أولئك الذين لم يحترموا أنفسهم ولا أهاليهم، ولا وضعوا لقوانين المرور وأرواح الناس أي اعتبار البتة، والأهم من هذا كله وجب نشر أسماء من يحاولون أن يتستروا عليهم لأنهم أسوأ بمراحل كثيرة من أصحاب الفعل ذاته، ولم يتم وضع أي اعتبار لأرواح مرتادي الطرقات، ولنا في الخسائر البشرية على مدى السنين الماضية وصولا إلى العاملة المنزلية التي فقدت روحها الأسبوع الماضي خير دليل على عقلية البعض.

Ad

وقبل أن يتذاكى «البعض» ويطالب بحلبات سباق وأماكن مخصصة لمثل تلك الأعمال، يجب أن يفصل في عقله «الكبير» بين مسألة الرياضة والترفيه والرعونة والاستهتار على الطرق العامة، وما يصاحبها من أضرار وخسائر في الأرواح، وصولاً إلى الممتلكات العامة والضوضاء.

ومنا إلى وزير الداخلية ليتخذ أشد العقوبات، ويصنع قوانين رادعة في هذه المسألة التي وجب أن تتوقف بفرض هيبة القانون.

على الهامش:

لا يوجد البتة طيران مثالي، فالكمال صفة ليست بشرية. نعم، الخطوط الجوية الكويتية ليست الأفضل بل يسوء حالها يوماً بعد يوم مع إلغاء الوجهات والرحلات والتأخيرات، ومبالغة في أسعار التذاكر وخلافه. لكن أن يتم انتقادها لتوظيف بعض الشخصيات العامة والمشاهير للتسويق والدعاية والإعلان فهذا أمر مستغرب في حملة شعواء من بعض الناس على منصات التواصل الاجتماعي.

فتوظيف المشاهير بطرق قانونية تحت عقود يعد عملا وأمرا بدهيا وطبيعيا للخطوط الجوية الكويتية، بل هو أمر مطلوب ونشد عليهم فيه، كما نتمنى أن تتطور شركة الطيران هذه لما تحمله من عراقة وتاريخ وإرث وجب المحافظة عليه.